بودكاست وفيديوهاتمقالات

خفايف ألعاب: ليش ألعب ألعاب قديمة؟

ليش ألعب ألعاب قديمة؟ جوابي… ليش لا؟ وشكراً لكم على الاستماع للحلقة كان وياكم علي الساهي.

أوكي اذا تبون إجابة فهذه حلقة اليوم.

أول شي ببدأ فيه اني أقول ان هذا السؤال ما أشوفه إلا على السوشيال ميديا. فلما أتكلم مع أصدقائي أو الأشخاص الي اناقش وياهم الألعاب فهذا الشيء حده طبيعي وما يدعو للاستغراب. لكن لسبب ما، على تويتر أشوف تعليقات لما الموضوع يتكلم عن لعبة قديمة فتطلع أسئلة ليش قاعد تلعبها أو ليش قاعد تتكلم عنها. والمشكلة ان في الأمثلة الي شفتها هي لألعاب نزلت على PS4 فكلش مو ألعاب قديمة. ما أعرف السبب ان الي على السوشيال ميديا الأغلب ينتظر الكلام عن الألعاب أول ما تنزل بس، وأي شيء صار له فترة يعتبر خبر قديم وما يستاهل المحتوى، ولا شنو المشكلة بالضبط. وأعرف ان مستمعين البودكاست مو من هذه الفئة لأن عدد الاستماع لحلقات الألعاب القديمة مثلها مثل الألعاب الجديدة، بس قاعد أتكلم عن شريحة صغيرة من الأشخاص الي يسمعون حلقاتي. لكن حبيت أسجل هالحلقة لأني بسولف وياكم عن حُبي شخصياً للألعاب القديمة ومن وين بدأ، وليش أسوي محتوى أتكلم فيه عن تجارب قديمة.

اذا بتكلم عن أول جهاز ألعاب لمسته في حياتي فراح يكون Atari. الأتاري الخشبي الأصلي. لكن هذا الجهاز لا هو من جيلي ولا الي كان عمري وقتها كان يلعب على هالجهاز. السبب كان انه كان هدية من احدى صديقات الوالدة لأخوي الكبير، بما انهم اشتروا شي جديد لأولادهم فعطوا هالجهاز القديم لنا. هُم كانوا عايشين في الامارات فيمكن كانت عندهم أشياء ما كانت عندنا في البحرين. فالمهم انه ذاك الوقت كان السوبر نينتيندو نزل في السوق وكان جهاز الجيل الحالي لوقته، لكن أنا وأخوي كنا نلعب أتاري ومستانسين على ألعابه والصراحة ما أتذكر وايد، بس أتذكر انه كان كل شوي يخترب ومايشغل الأشرطة. فكأطفال بدأوا يلعبون على هالأجهزة، وخلونا نتذكر هالفترة الزمنية لأن أجهزة الألعاب ماكانت الشي المتعارف عليه مثل ماهي حالياً. فكانت أغلب الألعاب هي الـToys الي نلعب فيها، دوامة أو سيارات الحديد الصغيرة أو ألعاب بلاستيكية، فكان الاعتبار للأجهزة على الأقل في بيتنا انها مجرد لعبة حالها حال أي لعبة ثانية.

فـ لأنه الجهاز كان يخترب ومايشتغل أغلب الوقت، الوالد اشترى لنا جهاز جديد من الي متوفرين في السوق لكنه ماكان أتاري. كان شي متطور أكثر منه بوايد. كان كمبيوتر العائلة أو الفاميكوم أو النينتيندو، الي بتسميه. لكنه كان دائماً اسمه أتاري في بيتنا. وأتوقع وايد عوائل مثلنا لحد اليوم تسمي أجهزة الألعاب أتاري. فليش الوالد اشترى لنا فاميكوم بدل ما يشتري أتاري نفسه، أو أحسن انه يشتري سوبر نينتيندو الي كان جديد؟ ببساطة لأن فوق انه ماكان يعرف هالأجهزة، فالأجهزة المُقلدة الي كانت مليانة السوق كلها كانت فاميكوم، تقليدها سهل وسعرها أرخص. فعن مبدأ بدون أي شيء ثاني فأنا مثل وايد منكم كانت تجاربي الأولى مع الألعاب ويا جهاز مو في جيله. ففي ناس أول جهاز لهم كان PS2 وكانوا يلعبونه لما PS4 كان في السوق، فشيء وايد طبيعي. لكن هذا ما يفسر ليش أحب الألعاب القديمة، لأنه حتى مع أني بدأت ويا ألعاب أتاري، إلا اني ما أحب ألعابه ولا أبي أرجع ألعبها. يعني بشغل لعبة منها عشان استرجع ذكريات بس ما أبي فعلياً ألعبها. بعكس الفاميكوم الي لليوم أكتشف فيه ألعاب جديدة ما كنت لعبتها وماعندي مشكلة نهائياً اني ألعبها.

هني بنكمل القصة للجهاز الي بعده. طبعاً مثل ماقلت ان بيتنا كان نينتيندو، لكن بيت خالتي كان بيت سيقا. والسيقا ميقا درايف مثل حال الفاميكوم كان سهل تقليده ومفلت في السوق ويا ألعابه التقليد. لكن لحد اليوم في شيء غريب، الي كان بيتهم في مدينة عيسى والمناطق القريبة منها كان عندهم سيقا، لكن الي في المدن الثانية كان عندهم نينتيندو. على الأقل بالنسبة لطفل في ذيك الفترة هذا كان الي لاحظته، ما أعرف احد من مدينة عيسى كان جهازه الرئيسي نينتيندو. فاذا انت تسمع الحلقة وكنت ساكن في مدينة عيسى وعندك نينتيندو فكلمني. المهم، ان تجربتي ويا سيقا كانت قليلة وايد، لأن طبعاً اذا بتزور بيت أحد فولدهم او بنتهم قاعدين يلعبون الجهاز ومافي أمل تحصل فرصة انت تلعب، فكنت تشوفهم يلعبون بس. وفعلياً الجهاز الي بعده بالنسبة لي كان بلايستيشن، الوالد جابه لي هدية لما كنت في المستشفى وللحين أتذكر القصة. فويا هالجهاز كانت نقلة كبيرة في الألعاب صعب انك توصفها. ونوعية الألعاب الي كنت اخذها للجهاز كانت مشابهة للي كنت ألعبه على فاميكوم، فكانت عندي وايد ألعاب ديزني. وهني أقدر أقول ان حُبي للألعاب القديمة بدأ. لأن في نفس الفترة الي كنت ألعب فيها طرزان أو علاء الدين على بلايستيشن 1، كنت أتذكر ان The Jungle Book و علاء الدين و Chip n Dale الي على فاميكوم كانوا أحلى بالرغم من ان ألعاب بلايستيشن 1 متطورة أكثر.

فكنت بين الفترة والثانية أجيب الكيس الي فيه الفاميكوم ويا الألعاب لداخل البيت وأشغله عشان ألعب بدل ما أجيب بلايستيشن. طبعاً كان في تلفزون واحد في البيت وهو اساساً للحلقات والأخبار فوقت اللعب كلش محدود وهذا قبل ما يشترون لي تلفزون صغير ألعب عليه. فكنت أختار اني أضيع هالوقت ويا ألعاب قديمة بدل من الشيء الجديد الي كان عندي. وهذا الشيء استمر ويا حتى بعد ما نزل PS2. فكنت أرجع أشغل الفاميكوم. مو لأني ماكنت أحب ألعاب PS2، بس أكثر اني حالياً أبي تجربة الألعاب الي أكررها أكثر من مرة وبالنسبة لي حالها حال أي لعبة جديدة. ففي الفترة الي انتشر فيها الـ 3Dوصار الطبيعي في الألعاب، أنا ماكنت من الأشخاص الي كانوا يطالعون رسوات البكسل وأقول عنهم قديمين ورديئين بالمقارنة. كنت انظر لهم نفس نظرة الألعاب الجديدة وأركز على التجارب نفسها. وحتى مع ابهار تطور الـ 3D على PS2 مقارنة بـ PS1. فالمهم سالفة الكيس الي فيه الفاميكوم هذه صارت معروفة داخل البيت، كل ما كنت أجيبه يقولون علي رجع للأشياء القديمة. لأني كنت أسويها مو بس ويا الألعاب، حتى ويا المجلات، وكان عندي دفتر طوابع وعُملات. هذه الأشياء كلها كنت اجيبها دفعة وحدة. وليش كان الجهاز في كيس…ماعرف لا تسألوني، كان كيس بلاستيك كبير ويكفي الجهاز ويا الأشرطة فكنا نخليه فيه.

وهذا الجهاز مع أغلب باقي أجهزتي للحين موجود عندي، وبصوره لكم بحطه على تويتر اذا تبون تشوفونه. فباختصار ان السبب الي ألعب فيه الألعاب القديمة،، لأني ما أشوفها كألعاب قديمة بل أشوفها أكثر كتجارب ماجربتها أو اني جربتها وأحب أعيدها. فمافي فرق عندي اذا هاللعبة نزلت في 87 أو في 2009 أو في 2023، كلها ألعاب أقدر أجربها اليوم. وحالياً عندي سبب إضافي اني أقدر اشاركم تجاربي ويا هالألعاب لحلقات البودكاست بعد ما أجربها.

فبما انا خلصنا من السبب ففي أشياء ثانية أحب أقولها. فمثل ما أشوف في تعليقات لأشخاص يتسائلون ليش نلعب الألعاب القديمة، ففي تعليقات ثانية يقولون ان الألعاب القديمة هي الي تقدم متعة اللعب الحقيقية لأن الألعاب الجديدة ما توفرها. وأحس ان هذه نقطة ثانية ما أتفق وياها 100%. مع اني أعتقد ان في متعة لعب كبيرة في الألعاب القديمة الا اني ما أتفق ان الألعاب الجديدة تتشابه ومملة وماتوفر شي حقيقي. ففي ألعاب جديدة بأفكار مميزة ومختلفة..لكن يعتمد انت وين اتطالع ووين تبحث عن هالتجارب. فصح ان الألعاب الكبيرة الي ميزانيتها بالملايين تكون تقدم محتوى كبير بالعدد على حساب التميُز والأفكار الفريدة. لكنها في أنظمتها تقدم أشياء حلوة وتدمج أفكار ألعاب وايد كانت فردية في الأجيال القديمة في تجربة وحدة. وفي نفس الوقت في ألعاب مليونية اذا قدمت شي خارج عن المألوف تحصل وجهات نظر متضاربة وعدم الاقبال عليها. وأكبر مثال أشوفه Death Stranding. نسبة الي ما يتقبلونها تكون أعلى من الي مستعدين يعطونها فرصة. ففكرة ان الألعاب القديمة كلها ممتعة وما تنمل مو صحيحة 100%، لأن احنا نتذكر الألعاب الي مستواها عالي بالنسبة لنا، وطبيعي اننا مالعبنا كل الألعاب القديمة، فاذا تبحث وسطها فبتشوف عدد كبير من التجارب السيئة والردئية الي ما تستاهل تنلعب اليوم ولا في وقتها. فأحنا انتقائيين لما نتذكر الألعاب القديمة، وهذه من الأشياء الي اشوفها لما أرجع ألعب أشياء قديمة مانجحت، وسبب فشلها لأنها ببساطة كانت سيئة.

وفي نقطة ثانية بخصوص الألعاب القديمة، انها كانت سهل تنقبل من عامة اللاعبين اذا كانت تقدم فكرة وحدة، لكن للأفضل او للأسوأ، سوق الألعاب ضخم حالياً وعامة اللاعبين ما بيتقبلون لعبة بنظام واحد بس. فاذا اخذنا لعبة مثل Crazy Taxi صح انها لعبة آركيد وفيها فكرة وحدة انك تشيل زبائن وتوصلهم لمكان معين. على نفس الخارطة وفي نفس الأماكن ونفس الحوارات ولا هي Procedurally Generated ولا خرابيط. فصح ان نستمتع واحنا نلعبها لأن المتعة تجي من اتقان الطريق وانهائها بوقت سريع. لكن لو حالياً نزلت لعبة بهذه الفكرة ومافيها شيء أكثر ما بتنقبل من عامة اللاعبين. وليش أقول Crazy Taxi تحديداً. لأن نزلت لعبة اسمها Taxi Chaos وانا من محبين Crazy Taxi، ولعبت هاللعبة الجديدة الي هي بالضبط تشبهها لكن فقدت المتعة بسرعة مع اني ما أمانع الألعاب الي بأفكار وحدة، ومستعد اني ألعب Crazy Taxi وأكررها بدون ملل. فاحياناً تعلُقنا يكون مع ألعاب معينة بالتحديد بدل من فكرة اللعبة او نظامها. فليش للحين في ناس تحب Pepsi-Man وتبغي تلعب هاللعبة، لكنها مستحيل تلمس أي لعبة جوال Endless Runner بنفس الفكرة لكن مع تطوير كبير في أنظمة اللعب؟ لأن التعلق بلعبة Pepsi-Man حزمة كاملة من الذكريات والمشاعر والتجارب، ومو فقط كأنظمة لعب. وعلى طاري Pepsi-Man، قبل أكثر من سنتين كتبت مقال ترفيهي اتخيل فيه طريقة ارجاع لعبة Pepsi-Man للجيل الحالي، بحط لكم الرابط في الوصف عشان تقرأونه.

فخلاصة كلامي حق الي بس يلعبون الألعاب القديمة لأن سوق الألعاب الحالي ممل ومافيه شيء جديد. هو انك اذا تبي التنوع فلازم تلعب من مطورين مختلفين وبميزانيات مختلفة، بدل ما تنتظر الاستوديو الفلاني يسوي لك تجربة ثورية جديدة ما صار مثلها بميزانية توصل 700 مليون. بينما تقدر تحصل هالتجارب من مطورين طلاب جامعة كمشروع تخرج اشتغلوا عليه خلال 4 أشهر.

الألعاب المتوفرة اليوم بتنوعها أكبر من أي شيء كان موجود قبل 30 سنة. ومافي سبب انك تحدد نفسك بمطورين أو جهاز محدد بينما تقدر تلعب أي شي نزل بأي سنة من السنوات وتحصل متعة لعب انت ماجربتها. فليش ألعب ألعاب قديمة؟ سؤالي لكم، ليش بس أكتفي ألعب ألعاب جديدة أول ما تنزل بس؟

أحس الحلقة دمجت موضوعين مالهم علاقة ببعض في موضوع واحد، بس أتمنى انها ما كانت أفكار ملخبطة ومو واضحة. وأتمنى انكم استمتعتون فيها. وهذه نهاية الحلقة، كان وياكم علي الساهي ومع السلامة.

علي الساهي

كاتب مهتم بعالم الألعاب والترفيه الواسع، أحب نشر شغف الألعاب مع الآخرين من خلال المقالات والنقاشات والمراجعات. لا أقتصر على ماهو جديد فقط بل أحب التعمق في الماضي وتجربة ما فات. الاستمتاع بما أقدمه هو غايتي.
زر الذهاب إلى الأعلى