كيف ساعدت المحتويات الموسمية لعبة Crash Team Racing: Nitro-Fueled لتصل إلى الصدارة

صدرت لعبة السباقات Crash Team Racing: Nitro-Fueled بتاريخ 20 يونيو 2019، وقبل صدورها كنت أتوقع بأن تكون إعادة الإنتاج للعبة CTR بنفس المستوى المميز الذي شهدناه في لعبة Crash Bandicoot: N. Sane Trilogy قبلها. ولكن، كانت المفاجأة بأن هذا الإصدار حطم سقف توقعاتي وقدم ما لم أكن أتوقعه، وربما غير نظرتي لأسلوب لعب كنت أنتقذه قبل صدورها. سأخذكم من خلال هذا المقال في رحلة تمتد منذ قبل الإعلان عن هذه اللعبة وحتى بعد إطلاقها بتسع أشهر، وهدفي هو إيصال فكرة كيف ساعدت المحتويات الموسمية لعبة Crash Team Racing: Nitro-Fueled لتصل إلى الصدارة.

ثلاثية كراش المحسنة:

نرجع بالزمن إلى الخلف وتحديداً إلى عام 2016 عندما قامت سوني لأول مرة بالتشويق لعودة شخصية كراش بانديكوت بالتعاون مع Activision وذلك من خلال مؤتمر الأحلام من بلايستيشن في E3 2016. حينها لم نكن نعلم بعد عن ماهية هذا الإصدار سوى الفكرة بأن الألعاب الثلاث الأولى سيتم إصدارها بتطوير جديد على جهاز بلايستيشن 4.

خلال أشهر قليلة منذ الكشف في يونيو 2016، حصلنا على أول نظرة للإصدار الجديد في شهر ديسمبر من العام نفسه. كانت نظرتنا الأولى على التطور الرهيب في رسومات اللعبة و مقارنة مع الإصدارات السابقة والتي بينت لنا مدى التغيير والتطور الذي سنشهده مع إعادة الإصدار هذه، والتي كان وصفها كإعادة بناء كاملة للألعاب الثلاث من الصفر لتظهر كأنها ألعاب جديدة بالكامل.

تبدأ هنا قصتي مع Crash Team Racing، فمع حبي للألعاب كراش الثلاث الأولى وذكرياتي الكثيرة معها منذ الطفولة، إلا ان عشقى الأزلي لشخصية كراش كان وليد لعبة السباقات CTR والتي صدرت بعد هذه الثلاثية. فكانت هذه اللعبة التي قضيت الكثير من الوقت في طور سباقات القصة المميز، وتسابقت مع أخي في طور اللعب الجماعي أو حتى بالتعارك في طور الـBattle Mode . كنت سعيداً برجوع الثلاثية الأصلية وبالتأكيد كنت سأقوم بشرائها ولعبها، وبنفس الوقت كنت أتشوق وأتخيل لو كانت CTR موجودة من ضمن هذا الإصدار.

كراش يحطم السوق:

بعد الترقب وإبداء اللاعبين آرائهم الإيجابية حول عروض اللعبة التي حصلنا عليها، تم إصدار Crash Bandicoot N. Sane Trilogy بتاريخ 30 يونيو 2017 وكانت هذه بداية تحطيم كراش للسوق.

خلال يوم واحد فقط وصلت فيه لعبة Crash Bandicoot N. Sane Trilogy إلى المركز الأول لمبيعات الأسبوع البريطانية متفوقة على Micro Machines: World Series بالمركز الثاني، وأزاحت Grand Theft Auto V من المركز الأول بالأسبوع الفائت إلى المركز الثالث خلال ذلك الأسبوع، وكانت هذه مجرد البداية…

واصلت اللعبة بالمركز الأول خلال الأسبوعين التاليين، ثم انخفضت للمركز الثالث بسبب إصدار Final Fantasy XII: The Zodiac Age وارتفاع مبيعات Call of Duty: Infinite Warfare في ذلك الاسبوع. ولكن كراش لم يتعثر، فقد عاد للصدارة مجدداً في الأسبوع التالي متفوقاً على إطلاق Splatoon 2 والتي أتت في المركز الثاني، وواصل تفوقه لـ5 أسابيع متتالية حتى أتت Uncharted: The Lost Legacy و F1 2017 وأرجعت كراش للمركز الثالث.

كانت بداية ممتازة جداً للعبة، فقد أكتستحت مبيعات الأسواق البريطانية لقرابة الثلاث أشهر والتي باعت من خلالها أكثر من 2.5 مليون نسخة. بل ولم تكتفي بذلك فقط بل واصلت لسبع أسابيع أخرى في قائمة أفضل 10 ألعاب مبيعاً، و19 أسبوع آخر في قائمة أفضل 20 لعبة مبيعاً حتى نهاية شهر مارس 2018 أي بعد مرور قرابة 9 أشهر منذ إصدارها. وكل ذلك وهي حصرية لجهاز بلايستيشن 4 فقط حينها.

ويمكننا القول بالتأكيد بأن Activision كانت سعيدة جداً بهذه المبيعات الهائلة والنجاح التجاري بالإضافي الى آراء النقاد واللاعبين الايجابية اتجاه Crash Bandicoot N. Sane Trilogy، وبات مؤكداً بأن طلبات اللاعبين لإعادة إصدار CTR ستُلبى بعد هذا النجاح الكاسح.

ويظهر كأس كراش للسباقات:

خلال شهر ديسمبر 2018 استلم العديد من الإعلاميين والمواقع المختصة بالألعاب رسالة مبهمة محتواها مكعب نرد برتقالي قطني مع رسالة تقول “سأنزلق إلى حفل جوائز الألعاب في السادس من ديسمبر”، وبالتأكيد، زار كراش حفل الألعاب برفقة صندوق خشبي يحتوي كأس الساباقات من ألعاب CTR مصاحباً له عرض جديد يرينا لعبة Crash Team Racing: Nitro-Fueled لأول مرة.

رأينا مجدداً التغيير الرسومي من اللعبة الأصلية، وبالرغم من قصر المقطع إلى اننا حصلنا على لمحة للمركبات الإضافية التي ستتواجد في اللعبة؛ حيث لن تقتصر فقط على المركبات التي كانت متوفرة في اللعبة الأصلية. هذه بداية نقطة التحول بالنسبة لي وسبب كتابتي لهذا المقال، هذه هي الخطوة التي حولت CTR: N-F من ريميك عادي إلى لعبة جيل جديد تستخدم إمكانيات العصر الجديد التقنية وكذلك الخدماتية.

كلمة المايكروترانسكشن المُحرمة:

خلال الأشهر القادمة بعد الإعلان عن اللعبة، حصلنا على معلومات أكثر حول هذا الإصدار، ولعل الخبر الكبير كان بأن اللعبة لن تقتصر على إعادة انتاج Crash Team Racing الأصلية، بل ستحمل معها حلبات من لعبة Crash Nitro Kart، وكذلك الأمر بالنسبة للمركبات والشخصيات. فتح هذا الخبر المجال للكثير من الآماني والتطلعات، ولكن بنفس الوقت أضاف غيمة سلبية على العمل؛ فبدأت المواقع بالتحدث عن المايكرو-ترانسكشن أو المشتريات الإضافية بداخل اللعبة، وهنا بدأت موجة الغضب الأولى على Activision بسبب إضافتها مشتريات إلى لعبة كانت محبوبة للجميع ولم تحتوي على هذه المشتريات آنذاك.

كانت الانتقاذات بأن لعبة CTR الأولى تتيح لك الحصول على الشخصيات الجديدة من خلال لعب القصة وبأن كل شيء كان مجاني فيها، وانتقاذات أخرى بأن هذه المشتريات ستكون سبب في فشل اللعبة وبأن العديد من اللاعبين لن يقوموا بشراء اللعبة بسببه، وانتقاذات أكثر بأن الشخصيات والمركبات التي سيتم شرائها ستكون أقوى من الموجودة في اللعبة وبأن من يقرر شراء مركبات سيكون ذو أفضلية في السباقات وستكون اللعبة بنظام Pay to Win. النظر الآن إلى هذه الانتقاذات بعد لعبي لها لتسع أشهر متواصلة منذ إصدارها، يمكنني التأكيد والقول بأنها كلها لم تكن في محلها وكانت وليدة الشعور تجاه كلمة Microtransactions، وسأتطرق لذلك لاحقاً.

لم يساعد الانتقاذات بأن الشركة قررت إطلاق نسختين من اللعبة، النسخة العادية ونسخة Nitros Oxide التي تحتوي على الرئيس الأخير في طور القصة قابل للعب من البداية دون اتمام التحديات. فبدا هذا الأمر وكأنه بداية لسياسة سيئة ستكون توجه اللعبة خلال إطلاقها.

إصدار ملكة سباقات السيارات الصغيرة:

20 يونيو 2019 كان موعدنا مع إطلاق Crash Team Racing: Nitro-Fueled، وخلال يومين فقط استلمت صدارة مبيعات الأسبوع البريطانية مطيحة بعملاق EA لعبة FIFA 19 من المركز الأول وإن كانت النسخة القديمة، وسقطت مبيعات Days Gone إلى المركز الرابع بعد إن كانت في المركز الثاني. ولكن سرعان ما أطاح بكراش غريمه التقليدي السباك الايطالي سوبر ماريو، حيث أخذت Super Mario Maker 2 الصدارة من CTR في الأسبوع التالي. وبقت الحرب لمدة أسابيع بين ماريو في المركز الأول وكراش في المركز الثاني حتى عاد كراش للصدارة مجدداً قبل أن تأتي Fire Emblem: Three Houses وتخطف الأضواء لأسبوع واحد قبل أن ترجع القيادة لكراش مرة أخرى. الجدير بالقول بأن مبيعات Crash Team Racing: Nitro-Fueled كانت قوية أيضاً فقد حققت مبيعات رقمية لأكثر من نصف مليون نسخة خلال الإطلاق فقط وكسرت الرقم القياسي لمبيعات سلسلة كراش عند الإطلاق والتي كانت تمتلكه ثلاثية Crash Bandicoot N.Sane Trilogy ويعود جزء من ذلك إلى كونها كانت متوفرة على ثلاث أجهزة عند الإطلاق بدلاً من جهاز واحد.

لاقت اللعبة إعجابي من ناحية التحسينات وتقديم اللعبة كما كانت بالأصل، والشخصيات والحلبات الجديدة من CNK كانت اضافة جميلة. قبل الإصدار كانت خطتي بأن أقوم بلعب طور القصة الممتاز والذي اتذكره بتفاصيله الدقيقة واللعب قليلاً ضد أخي والأصدقاء قبل أن أكتفي باللعبة. ومع إطلاق اللعبة قمت بالطبع بلعب طور القصة وانهاء جميع التحديات والكؤوس والحصول على كل حروف CTR وإنهاء تحديات الأوقات السريعة. قمت خلال الشهر الأول بإنهاء كافة سباقات ومهام طور القصة وكنت مستعداً لإنهاء اللعبة وتركها، فكانت هذه هي خطتي من البداية حيث لم أكن متشجعاً للسباق عبر الشبكة ضد الآخرين فلم أرى نفسي أمتلك المهارات للسباق ضد الآخرين، وهنا تنتهي حكايتي مع CTR: N-F… أم هل هي كذلك؟

بداية عصر المواسم:

بعد انتهائي من طور القصة، ألقيت نظرة على ما هو متوفر بـ”متجر اللعبة” لأرى بأن كانت أسعار شراء المركبات والشخصيات عالية وبأن الانتقادات حولها كانت منصفة. حينها كانت البطولة الأولى المسماة بـ Nitro Tour Grand Prix قد بدأت وكانت الشخصيات الإضافية وقتها 5 وهي فتيات الجائزة الكبرى Ami, Megumi, Liz, Isabella وعشيقة كراش Tawna وكانت هذه الشخصيات متوفرة للشراء بسعر 1500 عملة Wumpa Coin التي تحصل عليها خلال السباقات، ولكن يمكن دفع 2500 للحصول على الشخصية والسيارة كذلك. حينها قمت بالبحث عن طرق الحصول على عملة Wumpa Coins وتعرفت بأن هناك تحديات يمكنك انهائها ومنها اليومية، الاسبوعية، الاحترافية، والموسمية. وبعد القاء نظرة أعمق على هذه التحديات قررت الانتقال إلى سباقات طور الأونلاين لإتمام بعض هذه المهام والحصول على العملة الكافية لشراء ما أريد شرائه.

كانت هذه تجربتي الأولى مع طور الأونلاين، كنت متخوفاً بأن السباقات ستكون صعبة جداً والمنافسة ستكون قوية ولن تكون مهاراتي كافية للفوز واتمام التحديات، ولكنني تفاجأت سريعاً بأن مهاراتي كانت على مايرام ويمكنني تحمل المنافسة ضد الآخرين في اللعبة، وكانت مفاجأتي الأكبر بعد عدة سباقات بأنني أحرز المركز الأول بصورة شبه مستمرة، لذا… قررت البقاء.

الشخصيات الأربع من الخمس السابقة كانت متوفرة للشراء من سوق اللعبة الـPit Stop بينما كانت Tawna مقفلة حتى تحصل على كمية معينة من Nitro Points، وتعتبر هذه “العملة” الثانية في اللعبة حيث أن هناك تحديات خاصة يمكنك الحصول على الـ Nitro Points منها. فقمت كذلك بالتعمق في طرق الحصول على الـNitro Points وكنت حينها مستعداً لإنهاء التحديات.

مرت الأسابيع الأربع على بدء البطولة وقد قمت بإنهاء جميع التحديات والحصول على جميع المشتريات من مركبات، شخصيات، عجلات، وبعض الألوان والملصقات. كانت تجربة جيدة بأن اللعبة اعطتني مهام أقوم بإنهائها ويمكنني من خلالها الحصول على الجوائز بطريقة غير مباشرة وذلك من خلال Wumpa Coins أو بطريقة مباشرة من خلال Nitro Points. وكانت أيضاً تجربة جديدة؛ حيث أن حلبة Twilight Tour كانت حلبة جديدة بالكامل صُمِمت خصيصاً للعبة Crash Team Racing: Nitro-Fueled وكان ممتعاً التسابق على حلبة جديدة واستكشاف الطرق المختصرة من البداية في محاولة لهزم الخصوم عبر الشبكة.

ترقبت بعدها الإعلان عن الموسم القادم، حيث حصلنا على معلومات بأن المواسم هذه ستكون شهرية. مع كل شهر سنحصل على حلبة جديدة، شخصيات جديدة، ومركبات جديدة كذلك. وكل موسم سيكون بنفس نظام البطولة حيث أن تحديات الأونلاين والأوفلاين ستزيد من تقدمك وتساعدك للوصول إلى ملئ عداد الـNitro Points حتى النهاية للحصول على كافة الإضافات بينما ستجمع من خلال سباقاتك عملة Wumpa Coins لتقوم بشراء ما هو متوفر بالمتجر خلال ذلك الموسم.

كانت البداية مختلفة بعض الشيء، فالشخصيات والمركبات كانت محدودة وحصرية للموسم الواحد فقط ولن تستطيع الحصول عليها بعد انتهاء ذلك الموسم، ولكن سرعان ما وصلت انتقادات اللاعبين إلى Beenox وقاموا بإعادة الاضافات القديمة لتكون جزء من محتويات المتجر خلال المواسم الجديدة أيضاً، فلم يكن هناك داعٍ للقلق إن فاتتك إحدى هذه الإضافات فيمكنك الحصول عليها بأي وقت بمجرد حصولك على الـWumpa Coins الكافية.

تلى الموسم الأول بطولة Back N. Time والذي قدم لنا شخصيات الأطفال لكراش وكوكو والديناصور T، وبعدها بطولة Spyro حيث شهدنا قدوم سبايرو للعبة و بطولة Spooky مع Nina Cortex، و Winter Festival مع عودة لشخصيتي Rilla Roo و Yaya Panda للمرة الأولى بعد تواجدهم بلعبة واحدة فقط سابقاً، والعديد من الشخصيات الجديدة كذلك كـChick و Stew مذيعي اللعبة والمزيد من البطولات الأخرى.

أستمرت البطولات إلى 8 مواسم امتدت من الثالث من يوليو 2019 وحتى الثاني والعشرين من مارس 2020 حصلنا من خلالها على 8 حلبات جديدة بالكامل، 29 شخصية، أكثر من 25 مركبة، والعديد من الأزياء لكل شخصية والألوان للمركبات. فاقت المحتويات الإضافية المحتوى الأصلي الذي توفر مع اللعبة. وقمت شخصياً بالحصول على جميع الشخصيات، المركبات، الإطارات، الأزياء والعديد من الألوان، ولكن كم كان المبلغ الإجمالي الذي انفقته للحصول على كل ذلك؟ بكل صراحة… 0 دولار إضافي على قيمة اللعبة.

بالرغم من توفر خيار شراء الـWumpa Coins بالعملة الحقيقة إلا انني لم أصل لمرحلة شعرت بها بأن المحتويات الإضافية تتطلب الإنفاق للحصول عليها، وكان مقدار الـWumpa Coins التي أحصل عليها خلال سباقاتي يومياً كافي للحصول على كل ما أريده خلال الموسم. ولكن ما أنفقته حقيقةً هو الوقت، فقد لعبت Crash Team Racing: Nitro-Fueled لمئات الساعات خلال الأشهر التسع هذه ولا يمكنني سوى القول بأنني استمتعت بكل دقيقة سباق قضيتها في اللعبة. ولكن ذلك لا يعني بأن اللعبة كانت كاملة دون أخطاء، ولا بأن هذا النظام كان مناسباً للجميع.

لم تكن رحلة دون عواصف:

اللعبة لم تكن دون أخطاء بالتأكيد، فنظام المواسم الذي أزعج البعض كان محل انتقادات لأسباب عدة وبعض هذه الانتقادات لم تلقى الأجوبة حتى بعد الإنتهاء من المواسم. فكان الانتقاد الكبير المتواجد لدي بأن طور الأونلاين لا يحتوي على الكثير من الخيارات، فهناك طورين فقط، طور السباقات وطور القتال.

طور السباقات كان كالآتي: تختار شخصيتك، ينضم إليك اللاعبون الآخرون، يتم التصويت على حلبة من الـ3 حلبات المتوفرة، تبدأ السباق، تتسابق، تنهي السباق، يتم تتويج المراتب الثلاث الأولى ويحصل الجميع على جوائزهم، ونرجع إلى نقطة الصفر. كان هذا الخيار الوحيد للسباق عبر الشبكة حيث لم تتوفر مثلاً سباقات بنظام البطولة ليكون الفائز بالبطولة من خلال النقاط يحصل على كميات أكبر بكثير من الـWumpa Coins مقارنةً بالسباق الواحد، أو حتى طور بسباق تعاوني ينقسم فيها المتانفسون إلى أفرقة ويفوز فريق واحد بالبطولة، أو حتى سباقات الإقصاء حيث يتم إقصاء المتسابق الأخير بعد كل لفة لحد انتهاء السباق من المتسابقين. كانت كلها أفكار يمكن إضافتها للتجديد والتنويع من سباقات الأونلاين ولكننا لم نحصل على أي ضافة من هذه الناحية خلال عمر اللعبة.

بحديثي عن Wumpa Coins، سأتطرق لنقطة قد تكون سبب لكره البعض لنظام المتجر في اللعبة، فعند اللعب أوفلاين ستكون كميات العملة التي تحصل عليها قليلة جداً بالمقارنة مع الأونلاين، فسباق الأوفلاين الواحد يعطيك 20 عملة مقابل 300 عملة محتملة خلال سباق الأونلاين مثلاً. إحرازك للمراكز الأولى زاد عدد العملات التي تحصل عليها بالتأكيد وكان هناك كميات إضافية يمكنك الحصول عليها عند لعبك يومياً أو خلال أيام نهاية الأسبوع. لكن لم تكن هذه المحفزات كافية للبعض، فكما ذكرت سابقاً بأني كنت ألعب واتسابق يومياً خلال التسع أشهر هذه لمدة ساعتين يومياً تقريباً مع زيادة عدد الساعات خلال أيام نهاية الأسبوع، فكنت استطيع الحصول على Wumpa Coins بشكل مستمر مما اتاح لي سهولة شراء المحتويات من متجر اللعبة، ولكن للبعض الذي كان يلعب خلال أيام نهاية الأسبوع فقط فلم يكن قادراً على شراء كل شيء. ولكن لحسن الحظ كما ذكرت بأن Beenox أزالت حصرية المحتويات الإضافية للموسم وجعلتها مفتوحة للجميع مما يعني بأنه يمكنك اللعب الآن والحصول على محتويات الموسم الثالث مثلاً.

الشخصيات المختلفة لم تكن مختلفة حقيقةً بالسباق، فعند صدور اللعبة كانت الشخصيات مقسمة إلى Turnو Accelerations و Speed وكانت سرعاتهم تختلف والبعض له الأفضلية في السرعة والبعض الآخر يمتلك الأفضلية في الميلان، ولكن سرعان ما قررت Beenox التخلص من ذلك وإتاحى اختيار الشخصية التي تريدها بأسلوب اللعب الذي تريده، فالشخصيات الثقيلة مثلاً كانت سيئة بالسرعة ولكن من خلال تحديث أزال هذه القيود وأتاح لك استخدام نظام Balanced لتوازي جميع خصائصك وعدم القلق عن الشخصية التي تختارها. ساعد هذا النظام الجديد على حرية الاختيار في الشخصيات حيث كانت المواسم الأولى يتركز فيها الاختيار على الشخصيات الأسرع ولم يكت هناك تنوع كافي، ولكن بدوره فأن جميع الشخصيات الجديدة باتت متشابهة في الخواص ولم يعد هناك تنوع في خصائص الشخصيات وبدا الأمر وبأن الشخصية مجرد غلاف مختلف. أعجبني النظام الجديد بحرية اختيار الشخصيات بصراحة ولكن هناك من لم يتجاوب بإيجابية مع هذا التغيير.

بالإضافة لكل ذلك، فلم تكن كل السباقات عبر الأونلاين بجودة ممتازة، فهناك عدد من السباقات التي خضتها وترى الشخصيات الأخرى تدخل إلى الأرض وتخرج من الجدران، أو حتى صواريخك وقنابلك لا يمكنها تتبعهم وتلعب السباق ضد أشباح لا يمكنك معرفة مكانهم. هناك سباقات قمت بإنهائها وأنا أظن بأني بالمركز الأول وهذا ما يظهر على الشاشة لي، ولكن بمجرد انتهائي من السباق أتفاجئ بأني كنت فعلياً في المركز الرابع دون أن ادرك ذلك! بالرغم من هذه التجارب السيئة إلى ان أغلبية اللعب عبر الأونلاين كان ممتعاً بالنسبة لي وخالياً من هذه الأخطاء. فكان واضحاً بأن البنية التحتية لطور الأونلاين لم يكن مصقولاً جداً واستمرت هذه المشاكل حتى بعد انتهاء المواسم ولم تلقى أي حل من المطورين Beenox أو الناشر Activision.

الدعم الذي حصلنا عليه من Beenox يستحق الثناء، فجدول البطولات كان ممتازاً وقدم لي الكثير من المتعة، ويؤسفني بأن الدعم توقف بعد 9 أشهر، ولكن أعتقد بأنه كان الوقت المناسب لترك العمل على هذه اللعبة وبدء العمل على مشروع جديد بالكامل.

لعبة قديمة، هوية جديدة:

ساعدت هذه المحتويات الإضافية على مواصلتي للعبة بعد إن كنت مستعداً لتركها بعد الساعات التي قضيتها بإنهاء القصة وتحدياتها. فقد كانت المحتويات تستحق العمل تجاهها، فالشخصيات الجديدة التي تمت إضافتها ممتعة وإن كانت لا تضييف أي تغيير لأسلوب اللعب وتعتبر إضافات شكلية وجمالية فقط، وكذلك الأمر بالنسبة للمركبات والألوان؛ فكان مميزاً بأن تكون لي مركبتي الخاصة وبلون يميزني على الآخرين خلال السباق وبشخصة وزي معين مختلف عن الشخص الذي اختار نفس شخصيتي خلال السباق.

الرحلة كانت ممتعة، فالتحديات كانت متنوعة بالرغم من تكرار بعضها خلال المواسم إلا انها أضافت بُعد جديد بدلاً من التركيز على انهاء السباق في المراكز الثلاث الأولى فقط، أصبح التركيز على إتمام تحدي معين خلال السباق حتى وإن كنت لن تحرز المراتب الثلاث الأولى إلا أنك ستنجر وتتفوق بالتحدي الذي قمت به. هذا ما جعل السباقات من رأيي ذات قيمة ولم يكن السباق مضيعة للوقت إن لم تكن أنت الفائز، فقد فقمت بإنهاء تحدي تحطيم 10 صناديق خلال السباق مثلاً وأعطاك هذا Nitro Points كجائزة لك.

حقق استوديو Beenox النجاح ووصل إلى القمة مع Crash Team Racing: Nitro-Fueled مع اتقانهم للإضافات وتصميمهم لمراحل جديدة تتساوى وأحياناً تتفوق على تصميم المراحل الأصلية من Naughty Dog. حيث جعلوا هذه اللعبة أكثر من مجرد إعادة إصدار لجزء قديم، بل وصلوا لمرحلة يمكنهم التفاخر بأن هذه لعبتهم وتحمل معها هويتهم الخاصة وليست مجرد عمل Naughty Dog.

مستقبل سباقات كراش:

توقف العمل على أي إضافات جديدة للعبة Crash Team Racing: Nitro-Fueled بعد شهر أبريل 2020، وحصلنا على تأكيد رسمي مجدداً بشهر سبتمبر 2020 بأن لا نية للمواصلة على إدراج الجديد من المحتويات للعبة. خبر مؤسف ولكني أعتقد بأن الوقت كان مناسباً لترك العمل على اللعبة والتفكير بالمستقبل وبدء العمل على مشروع جديد بالكامل.

مع إمكانيات Beenox التي شاهدناها من خلال المحتويات الإضافية، ليس لدي الشك بأنهم على قدرة تامة بتصميم لعبة كراش سباقات جديدة بالكامل وإظهارها بصورة تناسب السلسلة، ولكن هذه المرة هناك الخيار بإضافة المزيد لأسلوب اللعب وعدم التقيد بنظام اللعب في CTR، فربما تعود Beenox للعمل على فكرة السباقات بالجاذبية المختلفة التي رأيناها في Crash Nitro Kart أو بأنها ستقدم طرق لعب جديدة بالكامل بأفكارها وتطبيقها. يعود كل ذلك إلى ما هو تفكيرهم وتوجههم للعبة القادمة، وليس لدي شك بأن كراش سيعود مجدداً خلف مقبض القيادة. ولكن أتمنى بأن يكون التركيز أكبر بكثير في اللعبة القادمة على إصلاح مشاكل اللعب بالأونلاين وتوفير تجربة ممتازة بجميع الأوقات ليستمتع الجميع بالسباقات.

أما بالنسبة لسلسلة Crash Bandicoot فأن موعدنا بتاريخ 2 أكتوبر 2020 مع الجزء الرابع والذي يعتبر رسمياً التكملة لثلاثية ألعاب Naughty Dog التي عادت في N.Sane Trilogy، وكما شاهدنا طرق وأساليب اللعب الجديدة مع الأقنعة الجديدة… فلا بد بأن كراش المتسابق سيكون لديه أيضاً الجديد فيما يقدمه عند عودته مجدداً.