بودكاست وفيديوهاتمقالات

خفايف ألعاب: ملاحقة سراب – Assassin’s Creed Mirage

للاستماع للحلقة:

حلقة اليوم عن Assassin’s Creed: السراب والي تدور أحداثها في بغداد أيام العصر العباسي الأوسط، وتتحكم فيها بشخصية باسم الي تمثل هالفترة بداية انضمامه للـ Assassins وفترة تدريبه وأول المهمات الموكلة له داخل بغداد وشوي من ضواحيها. وقبل ما أتعمق بالكلام عن اللعبة، بعطيكم هذه المُقَدِمة البسيطة عن تاريخي ويا السلسلة، وشنو النقاط الي تهمني قبل ما ابدأ “السراب” وعلى أساسها بحكم على الي تقدمه اللعبة.

تجربتي مع كل سلسلة Assassin’s Creed حدها قليلة، فلعبت شوي من الأجزاء الأولى الي كانت على جيل PS3 لكن بشكل خفيف جداً بدون تعمق، فما أقدر حتى أقول اني فعلاً لعبتها. والسبب كان اني كنت من عشاق سلسلة Prince of Persia في ذيك الفترة، وقرار انهم يحولونها لهذه السلسلة الجديدة وتركيز القيمبلاي على الاغتيال والتخفي، بدل من ألغاز البلاتفورمينق والباركور الي كانت عليه Prince of Persia كان قرار أزعجني وقتها، وخلاني أظلم السلسلة على أساسه وأقرر اني ما أبي ألعبها. فكنت أتفادى كل ألعاب Assassin’s Creed الي نزلت، ومع الوقت ما كان عندي اهتمام اني أجربها حتى. طبعاً هالشي وايد غبي لما أفكر فيه الحين، أني ما عطيت فرصة للعبة جديدة لأني كنت أبي السلسلة القديمة تواصل ما سبب لي غير اني حرمت روحي من سلسلة يمكن كانت بتعجبني وأتعلق فيها مع التجربة. طبعاً هالكلام لحد ما أعلنوا عن Origins، وليش Origins بالتحديد؟ لا مو عشان التوجه الجديد للعبة RPG، بل سببه مصر. كشخص سافر لمصر أكثر من 5 مرات عشان أشوف الآثار الفرعونية، ففكرة ان لعبة مثل Assassin’s Creed تخليني أتجول في فترة الفراعنة وأشوف كل هذه الأماكن الي زرتها على الواقع، كانت فكرة ما أقدر اتغاضى عنها. وليش أحب الفترة الفرعونية بالذات؟ السبب لأن مصر أول دولة أسافر لها وأنا طفل، ورجع لي في 2017 خيال الطفل الي فيني اني كنت أبي أعيش في وسط هذه الآثار وأشوف شلون كانت المدينة في وقتها. ويمكن هذا موضوع لوقت ثاني، بس Assassin’s Creed Origins كلعبة خيبت ظني وما قدرت اني أواصل فيها حتى أشوف كل هذه المناطق الي من وأنا صغير أتمنى اني أعيش بينها. اللعبة فشلت انها تحافظ على اهتمامي من أول 7 ساعات، وحتى في المرة الثانية الي قررت أرجع لها ولعبتها لأكثر من 10 ساعات… كلعبة ما كنت أشوف روحي أبي ألعبها نهائياً، سواء من بطىء رتم المهمات، أو نظام الأسلحة الي تطيح من الأعداء وكل شوي تدخل القائمة وتقارن بين الأشياء الي عندك، أو حتى نظام القتال والأعداء نفسهم، كل هذه الأشياء كانت في كفة، والمناطق الفرعونية كانت في كفة ثانية، لكن انخل التوازن بالنسبة لي اني مو مستمتع في اللعبة عشان أضغط على نفسي وأواصل. فالمهم بعد هذه المقدمة الطويلة، تعرفون تجربتي الكاملة ويا Assassin’s Creed، وتقدرون تاخذون كلامي في هالحلقة عن Assassin’s Creed: Mirage كتجربة شخص جديد على السلسلة. فما بقعد أكرر لكم كلام التسويق “ان السلسلة عادت لجذورها”، مو ياي أبيع عليكم جزر وبصل أوكي.

فبعد كل هالكلام، شنو الي كنت متوقعه من هاللعبة وشنو الي كنت أبغيه انها تقدمه لي كتجربة؟ اولاً، بما انها سلسلة بداياتها متصلة ويا Prince of Persia، فنظام الحركة والباركور مهم بالنسبة لي. شنو تقدم “السراب” من هالناحية وهل في تطور محسوس في نظام الحركة مقارنة بألعاب مر عليها أكثر من عقد؟ أما الشي الثاني فهو من اسم هذه السلسلة، شلون نظام الاغتيال والتخفي والتسلل بشكل عام. وثالثاً، شلون تصميم المناطق عشان تعطي حرية استخدام نظام التسلل، والحفاظ على نظام الحركة بأنها تعطيك حرية في الهروب من التسلق والانتقال بين المباني وغيره. وأخيراً، احنا قاعدين نلعب في بغداد، فمع كل شيء أعرفه عن هذه السلسلة، أبي أشوف طريقة تقديم الشخصيات من تاريخنا العربي والإسلامي في اللعبة والمهمات الجانبية، والاشياء الموجودة الي تدل على تراثنا وعلمنا وفنونا.

بدون مقدمات وبدون مجاملات. نظام الباركور سيء بالنسبة لي. هل يؤدي المطلوب منه كنظام حركة؟ بالكاد. هل هو سلس وفيه حرية تستمتع فيها بالانتقال؟ قطعاً لا. تفاجأت في البداية من ثقل الحركة، لكن تأقلمت عليه على أساس ان Assassin’s Creed فيها وزن واقعي للشخصية، وهذه ماكانت مشكلتي ويا نظام الحركة. المشكلة ان نظام الباركور مو قاعد يخليني أواصل في طريق كامل على مجموعة أسطح ومنصات، بدون ما يقطع علي الحركة لأتفه الأسباب. يعني بعطيكم مثال، ابدأ على الأرض، وقدامي جدار هبيط فأقدر أتسلقه، وبعده سطح هذا المبنى يواصل لفترة ويتفرع لمكانين، الأول لقطعة خشب تخليك تقفز لسطح بناية أعلى لأن بينهم فجوات في الجدار تقدر تمسكها، والثاني لحبال موصلة بشكل قُطري أو Diagonal لمبنى ثاني، وهذا المبنى الثاني يواصل. في بالي وفي مخي، اني ابغي اتسلق المبنى الهبيط وأواصل للقطعة الخشبية وبسرعة أقفز وأمسك بالفجوة الي في الجدار، وأركب من جهة لثانية لحد أوصل للسطح الجديد. عملياً، باسم يتسلق المبنى الهبيط ويركض فترة، توصل على القطعة الخشبية وباسم يقرر انه يوقف بدون سبب بنهاية القطعة الخشبية حتى وانا ضاغط زر القفز قبلها بفترة. فبقول أوكي، وبرجع أركض شوي وأقفز، وباسم يقفز هالمرة، بس بدل الفجوة الي قدامه على الجدار، يقفز لإطار النافذة الي شوي على جهة اليمين ويتعلق منه. فأوكي، مو هذا المكان الي بالضبط كنت ناوي أروح له، بس يلا مافي مشكلة بحرك العصا لليسار عشان أقفز على الفجوات الموجودة وأواصل طريقي. انزين، نروح للسيناريو الثاني اني بتسلق الجدار الهبيط، وهالمرة أبي أروح على الحبل الي على الزاوية. أقفز، أتسلق، أركض، أوصل للحبل، باسم يفكر فترة وتضغط زر القفز، يتسلق طرف الجدار ويتدلى من المبنى بدل ما يقفز على الحبل، فتتسلق على السطح من طرف المبنى وتحاول مرة ثانية، وهالمرة يقفز للحبل، بس بدل ما يركب فوق الحبل ويمشي عليه، يتدلى من الحبل. فلازم تضغط زر التسلق عشان يركب فوق الحبل وتبدأ تمشي عليه واخيراً تواصل للمبنى على الجهة الثانية.

هذه كانت تجربتي في أغلبية المرات الي كنت استخدم فيها نظام الباركور في اللعبة، غير هذه الأمثلة ففي أماكن بطرف مبنى طالعة منه ثلاث قطعة خشبية قريبة من بعض لكنها تصاعدية، كأنها درج يوصلك لمنطقة أعلى، فتبدأ من الأرض وتتسلق أول قطعة وتتوقع انك تواصل للثانية والثالثة لما تقفز، لكن باسم يقرر بعد الخشبة الأولى انه يقفز للأرض بدل من أنه يواصل للخشبة الثانية. وفي أمثلة وايد غيرها، لأن بدون مجاملة، تجربتي ويا الباركور كانت سيئة جداً، فيمكن هذا نظام الباركور الي دائماً كانت عليه سلسلة Assassin’s Creed وما تطور نهائياً بل زاد مشاكله أكثر، أو انه نظام يشوفونه عشاق السلسلة مناسب للمطلوب من اللعبة، ما ادري مو متأكد. يعني خلاني أفكر، ان Prince of Persia، أو خلوني أروح لشي ثاني، سلسلة Sly Cooper تقدم نظام باركور أفضل من الي موجود في Mirage. خصوصاً لما يجي في بالي مشاكل القفز على الحبال، واتذكر Sly Cooper شلون كان سلس في الحركة على الحبال.

فلشنو تؤدي هذه المشاكل؟ انه خلال المهمات سواءً كانت في بدايتها وأنا أحاول اتسلل ويمكن تكون المشكلة مو واضحة وقتها لأنك تمشي ببطء وتفكر بحركاتك عشان لا تنبه الأعداء، لكن مشاكل مثل هذه في الحركة تخليك تروح لمكان انت ما كنت مخطط له، ويكون في عدو واقف بالمكان الي تروح له بالغلط وتنتهي خطتك في التسلل بسببها. أو الأسوأ لما تحاول تهرب وتتفادى الأعداء لأنك ما تبي تقاتلهم وتبدأ تواجه مشاكل في اللحظة الي تقرر تسوي فيها كل التسلق والباركور بسرعة وبدون توقف. وهذا الي كان يصير لي، اني قاعد اشوف الطريق قدامي، والقهر انه الطريق الي صمموه المطورين وقاعد تشوف ان القطع كلها متصلة ببعض بطريقة يبونك تروح خلالها، لكن نظام الحركة تقنياً يفشل في تنفيذ الحركات المطلوبة. فما في سلاسة في الباركور، ونادراً لما كل شي ينربط ببعض بطريقة حلوة فتحس ان في نظام حركة حلو لكنه مو باين بسبب انه مايشتغل كل الوقت، وانما عشوائياً تنقطع السلاسة لأسباب تافهة تخليك تعصب وانت تحاول تفلت من الأعداء أو تتنقل على أسطح المباني. فلما اُفضل أني أهرب على الأرض بدل من اني أتسلق على المباني فمعناها في مشكلة تحتاج تعديل.

أما من ناحية ثانية، فنظام التسلل والـ Assassination والقتل واستخدام الأدوات، فمضبوط ويوفر لك الحرية من هذا الجانب. باسم عنده سيف وخنجر وهم الأسلحة الوحيدة الي تستخدمها في اللعبة، فمافي خرابيط Origins ان كل شوي يطيح لك نوع جديد من الأسلحة وبألوان مختلفة على حسب الندرة والرقم، وعندك أقواس وسواطير ورماح وفئوس، ودروع بأنواعها. في “السراب” كل هذا النظام مبسط وللأحسن. للحين في سيوف مختلفة، لكنها محدودة وتحصلها من بعض المهمات الجانبية وكلها من نفس النوع، والاختلافات طفيفة من ناحية الأرقام ففعلياً ما بتلاحظ فرق اذا تستخدم واحد على الثاني، ويمكن يكون الدافع للتغيير بينها شكلي فقط، وحتى هذه تقدر تغير سيفك لشكل ثاني اذا كنت تبي تحافظ على نفس السيف. كل سيف له خاصية مختلفة، مثلاً واحد منهم يزيد ضرر الضربة بعد ما تتفادى العدو، وسيف ثاني يزيد الضرر اذا كانت صحة باسم أقل من النص. فكلش الاختلافات بسيطة مثل ماقلت ما تأثر على الأعداء بدرجة تلاحظها، بعكس Origins الي كان لكل عدو لفل ولكل سلاح لفل، هذه الخرابيط كلها انشالت وأحسها تجربة أفضل لهذا السبب.

وحتى من ناحية الأدوات فعندك 5 أدوات تقدر تفتحها مع الوقت، لكن 2 يؤدون نفس الوظيفة تقريباً، ففعلياً هم 4 أدوات. عندك السكاكين الي ترميها، والفخ الي ينفجر ويسمم الأعداء لما يقتربون منه، وعندك المفرقعات الي تجذب الأعداء لمكانها والدخان الي يعمي الأعداء لفترة. وهذه الأدوات الأساسية أحسها، لأن الباقي عندك السلاح الي تنفخ فيه وترمي سهم منه، نفس وظيفة السكاكين تقريباً. كل واحد منها له 3 تطويرات، فتقدر تكبر حجم المخزون عندك، أو مدة وضرر الأداة. لكن إذا ما تبي فتقدر ما تطورها لأنها تحافظ على أدائها حتى وان كانت مو مطورة من تجربتي يعني.

لكن الأهم هو شلون تستخدم كل هذه الأشياء في نظام اللعب الأساسي في المهمات، والجواب انه مضبوط الصراحة. أماكن اللعب في المهمات نفسها مصممة بأساليب تعامل مختلفة في البال. فإذا تبي تهجم مباشرة بلا احم ولا دستور. فاذا تقاتل الأعداء الي على الزاوية اليمين مثلاً، فالقريبين منهم بينتبهون لوجودك، أما الي بالزاوية المعاكسة وبعيدين، أو على طوابق ثانية فما يتأثرون. إلا اذا طبعاً واحد من الأعداء عنده بوق او يستخدم جرس ينبه فيه كل الي في المنطقة. فالخيار الأفضل للمواجهات انك تتخفى وتتسلل، وعندك خيارات داخل هذه المناطق، اما تنخش بوسط الأعشاب الطويلة وتنتظر العدو يمر عليك وتقتله وتخبأه داخل العشب. أو على جانب الغرفة وتسحبه وانت تقتله عشان محد يشوفه، أو تتسلق لأماكن أعلى وتنتظر لما العدو يكون بروحه وتقتله بهذه الطريقة. وعشان تحرك الأعداء من أماكنهم فتقدر تستخدم المفرقعات وترميها بمكان ثاني إذا تبي تمر من الباب الي يحرسونه مثلاً بدون ما تقتل أحد منهم. أو انك تستخدم الصفير إذا انت كنت بمنطقة قريبة وتقدر تستدرجهم لها. واذا كانت جماعة أعداء في منطقة وحدة فترمي الدخان وانت تروح بوسطهم وهم ما يشوفون وتقعد تغتالهم واحد ورى الثاني. يعني بالنسبة لي، المهم كان ان تصميم المراحل نفسها، هي مو مراحل منفصلة طبعاً لأنها عالم مفتوح، بس الي أقصده هذه الأماكن الي فيها المهمات على الغالب تكون في قصر أو مستشفى أو مكان مغلق يعني، واحياناً تكون في العالم المفتوح، لكن أغلب الأحيان في مناطق مغلقة. ففي تصميم محدد في بال المطورين، وعلى أساسه ففي طرق مختلفة تبدأ فيها هذه المواجهات وتمشي خلالها، وهذا التصميم حلو من الي لاحظته. طبعاً نظام التخفي والاغتيال مو مثل ألعاب Hitman الأخيرة مثلاً، فصح ان عندك حرية، بس مو بالدرجة الي بتحصلها في لعبة هدفها الأساسي هو مهمات الاغتيال، والمرحلة المغلقة مصممة بعناية حق هذه الأشياء. لكن بالنسبة للي انا كنت متوقعه وأبيه من Assassin’s Creed فهي توفر المطلوب… مع اني لاحظت أن أفضل خطة تستخدمها انك تبدأ من الأعلى وتنزل تدريجياً، فاذا اتخلص من الأعداء الي على السطح فتقل نسبة انهم يشوفوني وانا أقتل الأعداء في الطابق الي تحته. فللحين في مجال ان Assassin’s Creed تتعمق من هذه الناحية وتوفر تجربة تخفي وتسلل أفضل، وبنفس الوقت الي موجود مو سيء وفي عناية بتصميم المناطق. خصوصاً ان وجه مقارنتي الوحيد من هذه الناحية هي Origins الي تركيزها أكثر على الأكشن والمواجهة المباشرة من الي اتذكره.

فمن ناحية تصميم المناطق، فجيدة وممتعة من ناحية التخفي والتخلص من الأعداء، لكن من ناحية التسلق والباركور والهروب لأماكن ثانية، فهني الجانب الي يخرب علي اللعبة. مع اني أحس بأن نظام القتال نفسه ممتع وأنا أسويه، لكن فعلياً أبدأ أتنهد لما يكون جانب الباركور موجود في هذه المهمات ونظام الحركة نفسها ما يشتغل صح مثل ما وصفت لكم. فانت تبي هالنظامين يتجانسون ويا بعض لأن الشيء الثاني يعتمد على الأول، ومع فشل الأول فتحس بتأثيره على الثاني. كنت بحب اللعبة وأشعر بمتعتها أكثر لولا مشاكل نظام الحركة، لأن وأنا أسوي المهمة ففي بالي قاعد أخطط ان هني مكان الأعداء فأقدر أركض بسرعة من العشب الي انا فيه وأتسلق هذه النافذة وأقفز على الحبل وبعدها للجدار وأركب للطابق الثاني وأقتل العدو الي موجود بالزاوية وبعدها أنخش ورا السياج… لكن لما يجي وقت التطبيق فتشوف كل الي خططت له بسلاسة في مخك، ينكسر قدامك لما باسم يوقف مثل الأبله بوسط الحركة. والاسوأ لما يكتشفك العدو فتضطر تستخدم نفس النظام الي سبب لك المشكلة في الأساس، عشان تحاول وتفلت من نظر هالأعداء. ما أقول إلا حظ موفق.

ككُل من ناحية بغداد وتصميمها، فعجبني وايد تصغير الخريطة وتركيزهم أكثر على جودة هذه المناطق بدل حجمها، فأقدر أشوف وأحس بدقة تصميم المراحل مثل القصور الي تصير فيها المهمات. وتصميم وتخطيط المهمات نفسها عجبني وما خلاني أضيع مثل بدايتي ويا Origins. في تقسيم حلو للمهمات بترتيبها وعلى حسب المناطق. فعلى اللعبة كلها، مقسمين مقر الـ Assassins على أربع مناطق من بغداد. وكل منطقة الهدف من مهماتها انك توصل لقائد الـ Templars أتوقع؟ لعبت بالدبلجة العربية فاسمهم “التنظيم” مادري اذا للحين اسمهم Templars أو يسمونهم شي غير. المهم، ان كل مقر له ترتيب معين بالمهمات فصاير أقرب للنظام الخطي بدل من تصميم مهمات العالم المفتوح. تكون مهمة وحدة كبيرة عشان تكتشف فيها المطلوب ففي عدة مهمات صغيرة حولها، وكلها بنفس المنطقة من عالم اللعبة، فاذا تبدأ تسوي المهمات الرئيسية من واحد من مقرات الـ Assassins فبتكون في نفس المنطقة والي حولها، فاذا مهمات الكرخ كلها بتكون حول الكرخ، واذا في العباسية فكلها حول العباسية. فتعطيك اللعبة ويا هالترتيب انك تشوف نفس المناطق وتتأمل جمالها وتقرأ عن تاريخها وحتى تحفظ مخططها عشان تستخدمه للتنقل (وللأسف مرة ثانية ان التنقل نفسه مو متقن)، لكن وايد عجبني هالتركيز على المناطق، وتقليل عدد المهمات لشي يخليني استمتع ويعطيني دافع أواصل.

وحتى أخيراً نقدر نحس باللي كانوا يحسونه الشعوب الثانية لما تكون ألعاب Assassin’s Creed تستخدم مناطقهم وتاريخهم. وهذا شيء مو مقتصر على Mirage لكن أكيد له تأثير إيجابي علينا، ومتحيزين لأنه يستخدم تاريخنا وتراثنا العربي والإسلامي، ويوثق جانبنا الديني، والعلمي، والأدبي. فحلو كان الإحساس انك تسوي مهمة جانبية تجمع فيها كُتُب مفقودة وترجعها للجاحظ. وتساعد شخص وتجمع أوراقه العلمية وبعدها تكتشف انه الماهاني. وحتى تقرأ في ملفات اللعبة عن الخوارزمي والرازي والبيروني وكل الي قدموه في مجالهم وضافوه للعالم. وأكيد ابراز الإسلام والتعريف عنه بصورة دقيقة إلى حد ما. فطبعاً هذا شيء يميز سلسلة Assassin’s Creed ومو فريدة على Mirage، لكن مثل ما قلت، أن أكيد بنتحيز للي تقدمه هذه اللعبة عن غيرها.

وأحس اني بدأت أطول في الحلقة بدون ما أحس. بس آخر شيء ابي أتكلم عن الدبلجة العربية. هذه أول لعبة أختمها كلها بالصوت العربي وبالقوائم العربية، أولاً لأني أحس مناسبة أكثر لجو اللعبة، وثانياً كنت أبي أشوف جودة الدبلجة بما ان المطور صرحوا انها اللغة الأساسية للعبة. ما بعترض على كلامهم انه اللغة الأساسية للعبة، بس بنفس الوقت أشكك فيه، أو بالأحرى أشك انها كانت اللغة الأساسية من البداية في مرحلة الكتابة. فبالرغم من ان التمثيل الصوتي جيد، مع ان في مشاهد وايد تحس المشاعر غايبة عن الأداء نفسه، إلا ان أكبر جانب يبين لي انه ماكان اللغة الي التركيز عليها من بداية مرحلة الكتابة، انك تحس ببعض الحوارات وتعرف شنو كان المكتوب وتُرجم للعربي. فطريقة الكلام بين الشخصيات احياناً تحس بالحوار الأصلي الإنكليزي لما تسمعه يُنطق بالعربي.. مافي مثال على بالي حالياً.. بس أتوقع بتفهمون قصدي. فهذا الجانب الي يحسسني انه كان في مجال للتطوير أكثر في الدبلجة نفسها اذا فعلاً كانت اللغة العربية هي الأساس، وبنفس الوقت أتفهم انه يمكن يكون صعب على كاتب القصة وكاتب الحوارات اذا ما كان شخص عربي. بس عموماً الدبلجة العربية قريبة لمستوى كل الي شفناه من قبل، يحتاج توجيه أكثر للمؤديين، لأن في حوارات فعلاً تحس ان هذا الممثل موجود في غرفة ويسجل بروحه، والي يرد عليه بنفس المشهد موجود في غرفة وبوقت ثاني للتسجيل. فالتوجيه مطلوب أكثر عشان المؤديين يفهمون طبيعة المشهد، وطبيعة الأداء الثاني عشان يبنون أدائهم عليه وغيره من هذه الأمور عشان لا تطلع الدبلجة روبوتية في بعض الأحيان.

فكاختصار لرأيي عن Assassin’s Creed: السراب. فجانب تصميم المهمات، وتصميم نظام القتال، ومناطق هذه المهمات جيدة جداً، وفيها حرية بسيطة لطريقة مواجهتك وادائك لهذه المهمات ويا استخدامك للأدوات الموجودة عندك، او البيئة الي صمموها المطورين لك وتستخدمها. الي يعيبها أكثر شيء اهو جانب الحركة والباركور في اللعبة، يحتاج تطوير كبير عشان يوصل لأقل شيء ممكن أتوقعه من لعبة توفر هذا النظام، ومشاكل الحركة تأثر وايد على مهمات التخفي خصوصاً لما تسبب فشلك في محاولة كنت مخطط لها وتشوفها بكل وضوح في بالك، لكن تضطر تتعارك مع نظام الحركة وانت تؤديها. كنت بحب اللعبة أكثر بوايد وبستمتع فيها استمتاع أكثر الصراحة لو أن مشاكل الحركة هذه ما كانت موجودة، وأهميتها بالنسبة لي هو نصف اللعبة، فما أقدر اتغاضى عنها. وهو الفارق بالنسبة لي بين ان تكون هاللعبة جيدة بدل جيدة جداً. وهذا بالنسبة لتجربتي الشخصية الي بعتبرها الأولى لهذه السلسلة، فاذا ناخذ في الحسبان انها سلسلة مستمرة لأكثر من 15 سنة، فمادري شنو أقول عن التطورات الي وصلت لها، لأني ما أنذهلت وأنا ألعب هاللعبة منفصلة ولا حسيت بتطور 15 سنة في هذه التجربة يخليني أقول انها تطور حتى وان مالعبت الأجزاء الي قبل، فكل شي قاعده تقدمه اللعبة أحس انه ممكن انها قدمته خلال كل الوقت الي مضى. فأحس انهم مازالوا يطاردون سراب، وهذا السراب ما تحول لهم لواحة. لكن يمكن يكون رأيي الأشخاص الي فعلاً لعبوا كل ألعاب السلسلة مختلف عن رأيي.

علي الساهي

كاتب مهتم بعالم الألعاب والترفيه الواسع، أحب نشر شغف الألعاب مع الآخرين من خلال المقالات والنقاشات والمراجعات. لا أقتصر على ماهو جديد فقط بل أحب التعمق في الماضي وتجربة ما فات. الاستمتاع بما أقدمه هو غايتي.
زر الذهاب إلى الأعلى