ضوءٌ يشع من القاع، أرواح ساموية تولد شياطينًا بالأرض، دماء الناس تُجف، والأبطال يرتعشون خوفًا. قوات ثائرة تشق طريقها للقضاء على جيل “يانغ” الخارجين عن القناون. حكاية العقود السرمدية قد بدأت الآن، فليستمع الجميع ويرفعون رؤوسهم نحو مواجهة الصعاب!

تنوع مذهل بالأعداء وأسلوب لعب ممتع لكن..

يمكنك اللعب بثلاث شخصيات، ولكل واحد مزاياه وعيوبه، وسلاح قتال خاص به، فالثانية تملك دفاع قوي وقفز عالي لكن هجومها ورشاقتها ضعيفة وتستخدم السوط، الثالث هجومه ورشاقته عالية، لكن قفزاتها ودفاعه ضعيفين، ويستخدم الفأس، والأول كل شيء عنده متوسط القوى ويستخدم السيف.

شخصيًا بدأت بالسياف لأنه الأوسط بالقوى، وأسلوب القتال بشكل عام بسيط جدًا، ويعتمد على الضرب بزر واحد، وBasic، وهو شيء ليس بالسيء وخاصة وقتها كان شيء اعتيادي ومقبول، ما جعله جيدًا بنظري هو اختلاف الضربات بحسب الوضعية، فهناك الضربة البسيطة، وهناك ضربات متتابعة، وضربة مفاجئة تلي القفز، وهو شيء جيد، واستغلاله كان جيد، مع هذا كان يمكن استغلالهم بشكل أفضل، مع إفتقار اللعبة لزر الصد وسأتطرق لسبب تأثير هذا الشيء بعد قليل، والجميل أن مع الوقت ستلاحظ الفرق باللعب بين الشخصيات، وبين الضربات، وتتيح مجال جميل للإحتراف ولو بشكل بسيط جدًا، مع عتبي على عشوائي بعض الحركات كرمي الأعداء.

الأعداء هو أول وأكثر ما أعجبني باللعبة فعلًا جانب ممتاز، متنوعين بالحركات والأسلحة، فهناك الضخم الذي يركض نحوك بسرعة، وهناك أعداء السوط الذي يضربوا من مدى بعيد وصعب أن تلحقهم بدون ضربة واحدة على الأقل، ويوجد هؤلاء الذين يرمون الأسهم من مدى بعيد عليك، وهناك الذي يقفز وعند الهبوط يهز الأرض، وذلك النينجا الذي يلتف بسرعة ويرمي النجوم، أو السيافين، وغيرهم من أعداء، فوق أنواعهم الممتازة توزيعهم كان جيد، والذكاء الإصطناعي جيد، بحيث يتوزعون حولك من كل الجوانب ويحاولون أن يحجزوك بطريقة لا يكون هناك جانب تكسر فيه اللعبة أو مجال للهروب غالبًا، وهو شيء أحببته باللعبة وأبرز جانب يميز اللعبة ويعطي قيمة للعب ويجعله ممتع.

الزعماء فوضى حقيقية وصعوبة اللعبة ليست موزونة تمامًا

الزعماء جيدين بالتنوع والحركات، لكن قتالهم كان فوضوي بشكل كبير بسبب الأعداء العشوائيين الذين يأتون من كل الجهات بشكل مفاجئ وبتوزيع وإنتقاء عشوائي، وهو الشيء الذي وجدته أمر سلبي خاصة أنه قلل من فرص الإحترافية باللعب وخرب التوازن بالصعوبة، لكن للأمانة عندما تتقدم في آخر مرحلتين سيتحسن هذا الأمر؛ مع ذلك العشوائية والفوضى السلبية نغصت من التجربة، قبل قليل ذكرت أن عدم وجود زر للصد هو أمر سلبي، مع أن الأعداء العاديين ليسوا بحاجة للصد بسبب القفز الذي يفي بالغرض، لكن مع قتالك الزعماء ستلاحظ كم هو أمر سلبي حقًا، فمع فوضى قتالهم، سيصعب الصد من خلال القفز، ومشكلة القفز أنه فقط لليمين واليسار، وهذا أمر سلبي جدًا، إما أن تعطيني قفز لجميع الإتجاهات، أو تتيح لي إمكانية الصد، فهذه سلبية لاحظتها ضد الزعماء تحديدًا.

مع توزيع الصناديق التي سأتطرق له، أجد أن الآيتيمز أعطت جانب تخطيطي ولو صغير للعبة وأضافت لمسة مميزة جيدة للزعماء، وخاصة مع شريط حياتهم الطويل، فهناك آيتيمز ضربات الرياح، والثلج، والبركان، وحقيقة لا فرق فعلي بينهم سوى البصريات، لكن توزيعهم جيد بالمراحل واستخدام الآتيمز بالاوقات المناسبة بالزعماء أمر جيد.

فكرة المتابعة حتى بعد فقد جميع الحياة المملوكة سهلت اللعبة بشكل كبير، وخاصة مع إمكانية اختيار الشخصية، لكن ما جعلها إيجابية هو فقدان جميع الآيتيمز والنقاط في حال قمت بعمل متابعة من جديد، خاصة في حال كنت تسعى للحصول على البلاتنيوم وجمع مليون نقطة أو الحصول على النهاية الحقيقية.

تصميم المراحل وتوزيعه مقبول خاصة مع قيمة إعادة جيدة

تصميم المراحل بسيط ويعتمد على التقدم للأمام، لن أتحدث عن الجانب البصري أو الموسيقى بالفقرة هذه، إنما التصميم العملي، مع لعب مقبول وأعداء ممتازين، التصميم جيد بسبب فكرة الصناديق وتوزيعها خلال المرحلة، الصناديق إما فيها دجاجة كبيرة تكمل الحياة بالكامل، أو أربعة دجاجات صغيرة كل واحدة ربع، أو احيانًا دجاجة واحدة تكمل ربع، وبعض الأحيان تجد ذهبًا يضيف مختلف النقاط، واخيرًا الآيتيمز التي تعطي حركات خاصة، وجدت أن الصناديق موزعة بعناية على مدار المرحلة وكل مرحلة تكون الصناديق والمحتوى الثري أقل ليرفع الصعوبة بشكل تدريجي وأجدها حركة جيدة. ولو أن أول مرة ستكون “مكسورة” لكن حالما تعيدها بمحتوى ما بعد الإنهاء ستكتشف أنها صُممت بالأصل للمستويات الأصعب.

مدة اللعبة ساعة تقريبًا، وهناك محتوى يمتد لنصف ساعة بعد إنهاؤك اللعبة وكذلك تفتح لك مستويات أعلى للصعوبة، صراحة المستويات الأعلى فيها توازن أكبر بالأعداء والزعماء وكأن اللعبة صُممت للمستويات التي تفتح بعد إنهاؤك للعبة للمرة الأول، مع الشخصيات الثلاثة والمستويات الأصعب، ستجد أن التجربة امتدت لقرابة ال5 ساعات لتكملها 100% تقريبًا، ومع تروفيات الآيتيمز والنقاط تحديدًا (التي أضافت تحدي لا بأس به للعبة)، فقيمة الإعادة جيدة ووجدت نفسي مستمتعًا، لا زلت بعيدًا قليلًا عن البلاتنيوم لأن هناك متطلبات بهزيمة زعماء معينين بشخصيات معينة بمستوى صعوبة محدد، لكن بشكل عام محتوى اللعبة متناسب مع سعرها الرسمي في المتاجر (5 دولار).

المكملات

مظهر اللعبة جميل جدًا، والبيئات منوعة، من الغابات، للبحار، إلى القلاع. والإنتقال سريع بين المناطق، بالإضافة للطقس الذي يتغير بخطية ويعطي جمالًا بإحدى المراحل، والألحان الجميلة جدًا والملائمة لأجواء اللعبة، ألحان اللعبة لها إيقاع مميز وتتبع نمط الريترو الغني عن التعريف، كما أن مظهر اللعبة جيد على الشاشات الكبيرة، ولم أجده مزعجًا.

القوائم أزعجتني فهي ليست سلسة إطلاقًا والتنقل بين الStats مزعج بسبب عدم سلاسته، لكن فكرة الStats لم تكسر اللعبة بنظري، هي سهلتها لكن لحد ليس سلبيًا لأنها لم تقتل التحدي، وبالعكس قللت من مشكلة عدم التوازن قليلًا.

يوجد خيار للعب مع شخص آخر بشكل محلي، وهي إضافة جيدة لزيادة المتعة، لكن ستلاحظ أن اللعبة مكسورة مع لاعبين، والأسوء أنك لو حفظت حالة وكان معك لاعب آخر، فلن تستطيع المتابعة إلا معه، أتفهم أنه أمر تقني، لكنه مزعج، خاصة لو كنت ستلعب مرحلة واحدة فقط مع صديقك وتستأنف بشكل مفرد، الحل الوحيد طبعًا أن يزيل جميع الآيتيمز الخاصة به وحياته للخروج.

الخلاصة

حكاية السحاب والرياح تجربة ممتعة، وكجودة فنية فهي جيدة بالفعل وأبهرتني ببعض الجوانب حتى مع عمرها، مع ذلك فهي عانت من مشاكل كثيرة أسقطت مستواها بشكل كبير، ولا يمكنني أن أنصح بها كفاية، إلا فقط لمحبين الريترو بيتم-أب.