مقالات

سوالف ألعاب: Castlevania: Curse of Darkness – قلعة دراكولا تظهر على بلايستيشن 2

سوالف ألعاب هذه المرة نأخذكم إلى جهاز بلايستيشن 2 استعداداً لمواجهة دراكولا مع لعبة Castlevania: Curse of Darkness ثالث ألعاب كاسلفانيا التي جربت الخوض في البُعد الثالث، والثانية من المُنتِج Koji Igarashi بعد Castlevania: Lament of Innocence قبلها بعامين. البُعد الثالث مع ألعاب سلسلة كاسلفانيا لم يحظَ بالعشق الموجود لألعاب السلسلة الثنائية الأبعاد والتي استمرت على أجهزة نينتيندو المحمولة وقتها، فالكثير يرى اللمسة السحرية غائبة بأسلوب الميترويدفانيا في البُعد الثالث. لكن حصلت أجهزة بلايستيشن 2 و إكس بوكس على لعبتين ثلاثية أبعاد جديدة بعد لعبة Castlevania 64 سيئة السُمعة على جهاز نينتيندو 64. لي رأي مخالف حيث أن Curse of Darkness أبهرتني في 2005 وأردت الفرصة للرجوع إليها في 2021 للتعرف إذا مازالت تستحق اللعب أم لا.

 

هيكتور لا يريد السوط، احتفظ به لنفسك يا أبن بيلمونت:

تلعب في Curse of Darkness بشخصية هيكتور الذي يستخدم الأسلحة المختلفة بدلاً من السوط الشهير مع أبناء بيلمونت. لهذا تأثيره على أسلوب اللعب في الأسلحة التي يمكن استخدامها؛ فهناك تصنيفات كالسيوف، الفؤوس، الرماح، وأسلحة اليد. طريقة حصولك على الأسلحة ممتع، فبدلاً من إيجادها بصناديق في العالم فأنك تصنع أسلحتك بنفسك. ذلك من خلال استخدام الموارد التي تسقط من الوحوش المختلفة ودمجهم مع السلاح الحالي للحصول على سلاح جديد. مثال على ذلك بصنع السيف القصير بدمج قطعتي “برونز”، وعندما تدمج هذا السيف مع قطعة “فولاذ” ستحصل على سيف آخر بقوة هجومية أعلى. تصل باللعبة لمرحلة تقوم بدمج نوعين أو أكثر من الأسلحة للحصول على سلاح جديد وأقوى. يصبح الأمر ممتعاً ومدموجاً بين قتل نوع جديد من الوحوش والحصول على مورد جديد وبين النظر إلى قائمة الأسلحة لمعرفة إذا ما كان هناك سلاح أو درع جديد بإنتظارك.

هذه الأسلحة تختلف بطريقة ضرباتها ولاتقتصر على شكلها وطاقتها فقط؛ فبحسب حجمها تكون سريعة الاستخدام ولكن بقوة ضربات أقل للسيف المحمول بيد واحدة، بينما الأسلحة الثقيلة كالفؤوس تكون بطيئة مقابل تنفيذ ضرر أكبر. لكل تصنيف كومبو مختلف من الضربات المتتالية لذا لن تتشابه الضربات بين رمح Halberd وبين سيف Muramasa. الضربات العادية يمكن تنفيذها بزر المربع ويمكن إنهاء الكومبو بضربة قوية بزر الدائرة، ويمكن تنفيذ الضربة النهائية بعد أي عدد من الضربات العادية للحصول على ضربة مختلفة. على سبيل المثال مع سيف Muramasa يمكن إنهاء الكومبو بعد ضربتين عادية للحصول على ضربة دائرية تقتل الأعداء من حولك ومن ثم ضرب السيف بقوة على الأرض، بينما إنهاء الكومبو بعد 5 ضربات سيسمح لهيكتور بإستدعاء البرق لصعق كل من حوله من الأعداء.

لضرب الأعداء بمختلف الأسلحة وقعه الخاص من الشعور بالقوة والتغيير بينهم يعطي التنوع حتى وإن لم تكن بحاجة لتغيير نوع السلاح، فلا توجد أسلحة قوية ضد نوع معين من الأعداء ولكن هناك ضربات تعمل بشكل أفضل ضد الأعداء. استخدام الرمح للضرب بشكل دائري لمجموعة أعداء اللصوص الأقزام أفضل من استخدام السيف لتحديد عدو واحد منها فقط والتركيز على أحد الزعماء بضربة الفأس القوية تعطي نتائج أفضل.

ساعدني يا شيطاني المدلل، يا رفيق الدرب أحمني وتطور:

هناك دائما رفيق لك في لعبة Curse of Darkness حيث ان مُسماك هو “صائغ الشياطين” فقد كنت حليفاً لدراكولا سابقاً بمهمة صناعة الوحوش، ولكنك في اللعبة ترغب بالانتقام وقتل Isaac صائغ الشياطين الآخر الذي مازال يخدم دراكولا ويحاول إعادته للحياة. ستلتقي برحلتك مع Trevor Belmont الذي ساعدته قبل 3 أعوام للقضاء على دراكولا، وهناك العديد من الشخصيات الثانوية الأخرى كبائعة المتجر Julia و القسيس Zead مثلاً. قصة اللعبة ليست بالشيء العظيم والشخصيات لا تبرز بشكل كبير ولكنها مجملاً لم تكن سيئة أبداً فهي قصة انتقام من رفيق قديم بوسط مؤامرة أكبر لإعادة إحياء دراكولا من جديد.

صائغ الوحوش ليس مجرد مسمى فقط، فهناك أسلوب لعب خاص بذلك. تبدأ بصنع وحش “Innocent Devil” على هيئة جنية تساعد بملئ عداد نقاط الحياة عند حصولك على الضرر، وتتم ترقية هذه الجنية للحصول على خصائص جديدة كإمكانية فتح الصناديق المقفلة أو تسميم الأعداء. ستحصل خلال اللعبة على شياطين جديدة تستبدل بعض الخصائص التي تحصل عليها في ألعاب كاسلفانيا الاعتيادية. فالشيطان الغراب يعطيك امكانية الطيران لمنطقة بعيدة لا تستطيع الوصول لها بالقفز، وشيطان ساحر يقوم بإيقاف الوقت لحل بعض الألغاز، وشيطان يعطيك إمكانية التنقل Teleport بين الجدران المكسورة من الأسفل. كلها مزايا تساعد على الوصول لمناطق جديدة واكتشاف الخارطة.

لا تكتفي الشياطين البريئة هذه على خدمتك للتنقل فقط بل لها دور بارز خلال القتال أيضاً. بالإضافة للتسميم كما ذكرت سابقاً فأن أحد الوحوش يقوم بالهجوم الجسدي المباشر بضربات قوية، ويمكن للشيطان الطائر رمي القنابل المتفجرة على الأعداء أو حرق من حوله بشعاع من اللهب الحارق. هناك شجرة ترقية لهذه الشياطين بحسب استخدامك للأسلحة في القتالات، فيمكن لهذه الشياطين أن تتطور إلى نوع جديد وتعلم خصائص وضربات جديدة؛ ذلك بحسب استخدامك للسيف ستفتح طريق ترقية يختلف عن ما إذا استخدمت الفأس. فعند قتلك للأعداء ستحصل على كريستالات تطوير ملونة، بالأحمر للسيف، الأزرق للفأس، الأخضر للرماح، والأصفر للأسلحة اليدوية والأبيض للأسلحة الأخرى. عندك جمعك لعدد معين من هذه الكريستالات للشيطان المُفعَل سيتطور ليتغير شكله وطاقاته ويحصل على ضربات جديدة.

عند الوصول إلى مستوى معين ستحصل على بيضة من هذا الشيطان يمكن فقسها بالمتجر لإعطائك النوع الأول من شيطانك؛ مما يعني بأنه من الممكن أن تطور إحداها باللون الأحمر بينما تستخدم آخر للحصول على ترقية اللون الأزرق. هذه الجزئية من اللعبة ممتعة وذلك بسبب أهمية هذه الشياطين في القتال فأنها تساعد كثيراً عندما تصل لمستوى عالي وتواجه مجموعة كبيرة من الأعداء؛ ستتمكن من التركيز على عدو معين بينما الشيطان يساعدك برمي القنابل على مجموعة كبيرة من الأعداء، أو حتى بالجنية التي يمكن لها إعادة صحتك دون استخدام Potion أثناء قتالات الزعماء.

 

أنزل يا هيكل عظمي من حوتك فقد أتيت الآن لقتلك:

تنقسم قتالات الزعماء إلى الوحوش الكبيرة التي يمكن إنهائها بسرعة ولم تتطلب صعوبة كبيرة، وإلى قتالات البشر الآخرين الذي تكون أشد صعوبة وتتطلب المهارة في التفادي. تصميم الزعماء بالإضافة إلى الوحوش ممتاز كعادة ألعاب Castlevania. يعود بعض الزعماء المشهورين بسلسلة كاسلفانيا بينما يوجد أيضاً زعماء بالخصوص للعبة Curse of Darkness. وتوجد الوحوش التي اعتدنا عليها ماعدا الخفافيش المزعجة.

تتطور أنواع الوحوش أثناء اللعبة وتتنوع حتى وان كانت من نفس الفصيلة، فالوحوش الطائرة مثلاً تحصل على ترقيات تجعلها ترمي اللهب أو الجليد أو الكهرباء، بينما السحالي البرمائة تتواجد بالقرب من المناطق المائية، والذئاب تتواجد في الغابات وبين الأشجار، والهياكل العظمية عند المعابد وبداخل القلاع المهجورة. ولكن شكلياً فهناك عدد محدود من الوحوش التي تختلف بتغييرات بسيطة بين أنواعها.

أكشفي نفسكِ يا قلعة دراكولا، بدونك انها ليست كاسلفانيا:

بيئة مناطق اللعبة متنوعة كذلك بين القلعة المهجورة ببداية اللعبة، وإلى المنطقة الجبلية، الغابة، القنوات المائية وغيرها، لكن التصميم الشكلي يجعلها تتشابه في معظم الأحيان؛ فيغطي عليها اللون البني للجدران والأخضر للأزرع قد تعطي الشعور بالتكرار إذا لم تُركز على البيئة بشكل كامل. التركيز في Curse of Darkness على العالم خارج قلعة دراكولا؛ فالجزء الطاغي هو اكتشاف الغابات والمعابد والقلاع الأخرى، بينما قلعة دراكولا يتم إكتشافها بالجزء الأخير من اللعبة وليست مليئة بالأفخاخ أو الألغاز بل مليئة بالغرف التي تحتوي على الوحوش بدلاً من ذلك. ربما هذا الجزء الأكبر المحبط من قلعة دراكولا؛ ليس هناك ألغاز أو غرف خادعة تنقلك إلى مكان آخر بل هي غرف متتالية تنتقل إليها بالترتيب.

عالم اللعبة مترابط ومفتوح بدلاً من كونه مُقسم إلى مراحل يتم اختيارها بمنطقة مركزية كجزء Lament of Innocence. أقرب مثال يمكن مقارنته بأن عالم Lament of Innocence أقرب إلى Demon’s Souls بينما عالم Curse of Darkness بطريقة Dark Souls.

الاكتشاف جزء مهم من ألعاب كاسلفانيا، فهناك المناطق التي لا يمكن الوصول إليها إلا بعد الحصول على “الشيطان البرئ” الذي يقدم لك هذه الخدمة كالطيران مثلاً، وهناك الاختصارات التي تفتحها بين المناطق المنوعة. ببعض المناطق سيتم مكافأة استكشافك بأدوات مهمة لشخصيتك، فحصلت على العديد من الخواتم التي تقلل الضرر من الضربات النارية والأرضية والجليدية، وعند وصولي إلى برج Tower of Eternity  وإنهاء 50 طابق من التحدي ضد الوحوش بكل طابق حصلت على ترقية لاستخدام ثلاث أكسسوارات بدلاً من اثنين فقط. كما لا تخلو اللعبة من المناطق الثانوية والزعماء الاختياريين الذي يمكن الوصول لهم بالاستكشاف. لكن هناك أيضاً بعض المناطق الأكثر خطية التي تفتقد تصميم كاسلفانيا المميز كقلعة دراكولا على سبيل المثال التي تأخذك من غرفة إلى أخرى بشكل متتالي.

 

ايقاراشي، كوجيما، ياماني. فريق متكامل لتنفيذ لعنة الظلام:

لم يمنع كونامي إعطاء كافة الموارد حينها من أجل تصميم لعبة Castlevania: Curse of Darkness مع فريق متكامل من الأسماء الشهيرة. بدايةً مع المُنتِج “كوجي ايقاراشي” الذي أتحف العالم بألعاب كاسلفانيا الثنائية الأبعاد بدايةً مع Rondo of Blood و Symphony of the Night وتجربته السابقة لأخذ السلسلة للبُعد الثالث مع Lament of Innocense. مصاحباً له “آيامي كوجيما” مع رسوماتها الفنية المبهرة باستخدامها للرسم التقليدي والألوان الزيتية كما في الرسمة الفنية الرئيسية لهذا المقال، والتي أعطت الشكل الفني لرسومات سلسلة كاسلفانيا. وكذلك الألحان المبهرة التي تستمع لها طوال اللعبة والتي تتفرد من منطقة إلى أخرى ومن قتال زعيم إلى آخر من تلحين “ميتشيرو ياماني” التي أبدعت بصناعة هذه الألحان بهذه اللعبة وعلى مدار السلسلة كذلك. فريق عظيم خلف هذه اللعبة عاد مرة أخرى للعمل على Bloodstained التكملة الروحية لألعاب كاسلفانيا الثنائية الأبعاد في 2018.

تريفور بيلمونت، سأتحكم بك:

كإضافة للمحتوى بداخل اللعبة، ستحصل بعد إنهائك لها على طور يجعلك تلعب بشخصية Trevor Belmont مع سلاح السوط الشهير. هذا بالإضافة إلى أمكانية مواجهة الزعماء بشكل متتالي مع طور Boss Rush، ولا تخلوا كاسلفانيا من المحتويات الإضافية مع المناطق الإضافية والزعماء الثانويين الذي ذكرتهم سابقاً بالإضافة إلى الأسلحة الكثيرة المتنوعة والغريبة كالغيتار الكهربائي أو المكنسة أو حتى المسدس الرشاش الذي يمكن صناعتهم بعد جمع الموارد المتطلبة.

إلى وقت لاحق يا كاسلفانيا:

Castlevania: Curse of Darkness لعبة كاسلفانيا الثلاثية الأبعاد المفضلة لدي وأردت فرصة للرجوع إليها وإنهائها أخيراً حيث لم أقم بذلك سابقاً، وقد كشف لي الرجوع إليها بأن تفضيلي للعبة ليس وليد ذكريات الطفولة فحسب، بل مازالت لعبة متقنة يمكن الاستمتاع بها بعد 15 عام من صدورها. بالنظر إليها من نظرة عصرية فانها تحتاج للتنوع بتصميم المراحل والألغاز بداخلها وكذلك التنويع باستخدام الألوان للمناطق، بينما أسلوب القتال نفيه والاستكشاف المعتاد من ألعاب كاسلفانيا مازال موجوداً بطريقة ممتعة مع إضافات جديدة لهذه اللعبة. لم ألعب سلسلة Castlevania: Lords of Shadow التي صدرت بعدها بـ5 سنوات بعد، لذا ستكون هي إحدى السلاسل القادمة التي ألعبها. ولكن بالنهاية أفتقد ألعاب كاسلفانيا الثلاثية الأبعاد وكان الرجوع إلى بلايستيشن 2 لعيش هذه التجربة مرة أخرى ممتعاً. لعبة Bloodborne هي أقرب ما يمكننا الحصول عليه حالياً لشيء مشابه للعبة كاسلفانيا ثلاثية أبعاد بميزانية ضخمة بينما تتواصل الألعاب الثنائية الأبعاد مع Bloodstained.

علي الساهي

كاتب مهتم بعالم الألعاب والترفيه الواسع، أحب نشر شغف الألعاب مع الآخرين من خلال المقالات والنقاشات والمراجعات. لا أقتصر على ماهو جديد فقط بل أحب التعمق في الماضي وتجربة ما فات. الاستمتاع بما أقدمه هو غايتي.
زر الذهاب إلى الأعلى