بودكاست وفيديوهاتمقالات

خفايف ألعاب: تورط سائق سباق مع النازيين في باريس – The Saboteur

لعبة The Saboteur، آخر لعبة من استوديو Pandemic والي نزلت في 2009. حق الي مالعبها، يمكن سمعت عنها أو تعرفها باللعبة الي بالأبيض والأسود والي نزلت على بلايستيشن 3 و Xbox 360 من EA. فشنو سالفة اللعبة وليش هي بالأبيض والأسود؟ كنت ألعبها خلال الأسبوع الي راح، وخلوني أقول لكم ان ودي لو ينزل لها ريماستر عشان ناس أكثر تلعب هاللعبة. بس خلونا ما نستعجل، في هذه الحلقة بقولكم عن كل الأشياء الي شدتني وأتكلم لكم عن أسلوب اللعب والأشياء الي تسوويها في اللعبة، عشان أوصل لكم السبب الي يخليني أبي نسخة جديدة من هاللعبة.

The Saboteur هي لعبة عالم مفتوح بنظام المهمات الي تنعطى لك من الشخصيات المختلفة الي تلتقي فيهم على مدار اللعبة، وويا كل مهمة تسوييها تتعرف على أشخاص جدد وتزورهم عشان تساعدهم بطلباتهم. أنت تلعب بسائق سيارات سباق أيرلندي، وتبدأ قصة اللعبة لما تعبر مع فريقك الحدود الفرنسية الألمانية عشان تشارك في سباق راح يكون في مدينة ريفية في ألمانيا. خلال هالسباق يتعرض لك واحد من السائقين الألمان ويغش في السباق الي انت كنت متأكد انك بتفوز فيه، فتحاول تنتقم من هالمتسابق. لكن بدون ما تعرف التفاصيل تصير تتورط في شي أكبر من الي تتخيله. لأن اللعبة في سنة 1940 وهذه الفترة الزمنية الي بدأت فيها قوات ألمانيا النازية باحتلال فرنسا في الحرب العالمية الثانية. فتصير فوضى مو طبيعية من بعد هالسباق وتتسارع الأمور، وخلال 3 أشهر تبدأ شخصيتك تساعد المقاومة الفرنسية وتبدأ تسوي مهمات لشخصيات مختلفة في مواجهة للنازيين الي استولوا على باريس. فتصير تكتسب سُمعة وشهرة للأشياء الي تسوييها وسط شخصيات مُهِمة في المقاومة الفرنسية وغيرهم. وهذه القصة الي تعطي The Saboteur تميز عن باقي ألعاب العالم المفتوح لأنها في إطار الحرب العالمية الثانية وتعتبر لعبة حربية مع مزيج من التجسس لكن بدون ما تكون لعبة تصويب منظور شخص أول. والقصة والأحداث الي تصير مازالت جيدة ومشوقة ومستواها أعلى من المتوقع، وحتى الشخصيات الي تلتقيهم لهم طابع مميز، يمكن الشيء الوحيد الي أقل جودة هو التمثيل الصوتي الي ما يوَصِل الحوارات بتأثيرها المطلوب في بعض المقاطع. فاذا انت تحب أفلام الجواسيس الي في فترة زمنية قديمة فقصة هاللعبة بتعجبك ويا أحداثها الي تصير.

وكونها لعبة عالم مفتوح تقدر تنتقل فيه مشي أو بسيارة وهو مشابهة لألعاب وايد من هذه الفئة على جيل بلايستيشن 3. الشيء المميز هو فكرة ألوان اللعبة الي بالأبيض والأسود. وهذا التطبيق وراه فكرة أشوفهم نجحوا في تقديمها بشكل ممتاز مع الألوان، فاللعبة مو بس أبيض وأسود بدون سبب، طبعاً شكلياً فهي تشبه أفلام الـ Noire الي هي لأفلام الجريمة والدراما فتشوف ان الألوان مناسبة مع قصة اللعبة والحقبة الزمنية. وبعد مثل ما قلت عن القصة بأن فرنسا تحت الاحتلال النازي فكل المناطق الي يتحكم فيها النازيين؛ والي في بداية اللعبة هي كل المناطق، تكون بالأبيض والأسود وفي بعد اللون الأحمر للأعلام النازية المعلقة على البنايات، وشارات الجنود عشان تميزهم باللون. فكشكل حلوة، وحتى كفكرة انك لما تقاتل النازيين في معاقلهم وحصونهم تبدأ شوي شوي اترجع الألوان للمنطقة، وويا المهمات الرئيسية وحتى الجانبية تزور مناطق جديدة من باريس بتحكم كامل من النازيين فتكون ظلام وأبيض وأسود ومطر، لكن لما تسوي المهمات ترجع الألوان للمباني والطريق والسيارات والشخصيات، ولما تكمل مهمات أكثر تطلع الشمس ويصير المكان في الفترة الصباحية. فمع اللعبة تصير تعرف لما تدخل منطقة ألوانها بالأبيض والأسود تصير تعرف انها بتحكم النازيين ويزيد مستوى الصعوبة للأعداء وسهولة انهم يصيدونك أو تتهاوش مع النازيين، مقارنة بلما تكون كل الألوان موجودة فمعناها منطقة فيها تفوق للمقاومة الفرنسية وتقدر تتحرك بحرية أكبر. واللعبة جميلة شكلياً، ومن ألعاب ذاك الجيل الي ما عليها الفلتر البني، الي الحين لما نلعبها نشوفها قبيحة بسببه، لا.. في هذه اللعبة مع انها تبدأ بأبيض وأسود إلا ان فيها ألوان وتصميمها البصري حلو من المباني والسيارات الي تحسها مناسبة لذيك الفترة الزمنية وطالعة بشكل حلو حتى في المناطق الي مافيها ألوان. فصدقوني ان اللعبة وايد حلوة، وبقولكم اذا تبون تلعبونها على PC أكيد بتطلع حلوة وموجودة على GOG وسعرها 20 دولار، بس انا لعبتها على PS3 ومازالت جيدة، لكن فيها Screen tearing.

حتى نظام القيادة وتحكم السيارات أحسه مُتقن أكثر من GTA IV و GTA V على نفس الجهاز. التنقل بالسيارة داخل المدينة حتى وانت بسرعة كبيرة تحس السيارات ثابتة عكس GTA IV وهذا شيء حلو. ومن الأشياء الحلوة في اللعب ان كل المباني الموجودة تقدر تتسلقها بنظام يشبه Uncharted أو Assassin’s Creed، واحياناً لما تبي تفاجئ تجمعات النازيين تقدر من فوق المباني تشوف مكانهم وتخطط أو تقنصهم. أغلب المهمات الرئيسية تكون يا اما مهمات اغتيال، أو مهمات تدمير مبنى نازي، أو تحرير سجناء، أو مهمات توصيل، فكلها أشياء متعودين عليها من هالنوع من الألعاب، فمن هالناحية تطلع مكررة شوي بنوع اللعب لكن مع نطاق الأحداث فتحسه متوقع وطالع جيد وماحسيته ممطط بزيادة.

لكن اللعب مو بدون مشاكل للأسف، وهي فيها أفكار حلوة لطريقة تنفيذ المهمات، لكن بسبب عُمر اللعبة يبين رداءة الذكاء الاصطناعي للأعداء في أغلب الأحيان. لأن في اللعبة تحصل نظام تخفي وتسلل، ومو دائماً تواجه الأعداء مباشرة وتستخدم اسلحتك ضدهم. ففي أوقات تقدر تتسلل، واذا قتلت جندي نازي بدون ما يشوفك أحد، فتقدر تسرق ثيابه وتلبسهم. وهذا يخليك تمشي بينهم لحد معين بدون ما يشوفون وجهك، فتقدر تنخش وتقتلهم من وراهم بدون مايشوفونك. لكن هني مشاكل الذكاء الاصطناعي ما تخليك تنفذ الي انت تخطط له، فتصير مشاكل غبية، أو يكتشفونك بسرعة بدون ما تعرف شلون. وأول ما يكتشوفنك فترجع لثيابك العادية وماتقدر تنخش عنهم، ولا تقدر تسرق ثياب غيرهم، لأن الي تقتله بمسدس ما تقدر تلبس ثيابه لأن عليها دم. ففي هذه اللحظات يبين عمر اللعبة ويا الذكاء الاصطناعي، وكنت أتمنى ان هاللحظات كانت أقرب لألعاب Hitman الجديدة من ناحية الاتقان، لأن فعلاً في مهمات تبي تسويها بتخفي وتحس المطورين حاطين لك إمكانية انك تسويها بأكثر من طريقة لكن الذكاء الاصطناعي يخرب عليك. فتضطر انك تلعبها بالأكشن وتتسلق على المباني وتبدأ تقنصهم من بعيد، وبعدين تنزل وتوصل للمكان الي تبي تروح له. فيضيع جزء حلو من اللعبة بهذا السبب. فِي بعض المهمات الي قدرت أكملها بتسلل وكانت حلوة لكن في أكثر الوقت ما بتقدر تنفذ الي تبيه وتلجأ في الأخير للأكشن.

والأكشن ونظام الإطلاق بالمسدسات جيد مقارنة بألعاب ذاك الجيل، طبعاً حالياً نعرف ان في إمكانيات أفضل في التصويب في ألعاب المنظور الثالث، لكن بالنسبة لوقت نزول اللعبة فأشوفها جيدة، ومازالت تنلعب حتى لو تعودت على التصويب الأفضل الي في الألعاب الحالية. وفيها نظام مهارات ممتاز بالنسبة لي، ففي تطويرات لقدرات الشخصية، لكن مو بشكل شجرة ترقيات تختار منها لما تحصل نقاط معينة. لا.. في The Saboteur المهارات التي تحصلها تعتمد على الأشياء الي تنفذها وانت تلعب طبيعي. يعني اذا قاعد تستخدم المسدس وانت تلعب المهمات فاللعبة تفتح لك مهارة جديدة في هذا الجانب، واذا مثلاً تستخدم القنابل وتدمر أبراج الاتصالات للنازيين، فاللعبة تعطيك عدد أكبر من القنابل تقدر تحمله وياك، واذا تسرق سيارات وترجعها للـ Garage وتخزنها فتعطيك مهارة تتعلق بالسيارات. فتطبيق الفكرة حلو ان المهارات بتزيد عندك في الأشياء الي انت فعلاً قاعد تسويها في اللعبة. وفي 3 فئات لكل مهارة فمافي شجرة كبيرة مُعقدة بدون سبب.

وبعد لأنها لعبة عالم مفتوح، وتواجه النازيين في كل مكان، ففي نظام الهروب. لكن طبعاً بدل الشرطة ففي الجيش النازي بكبره يلحق وراك. عندك دائرة حمراء لازم تطلع منها، وكل ما زادت نسبة الانذار كل ما كانت الدائرة أوسع. وإذا طلعت من الدائرة بس في نازيين قريبين فراح يتغير مكان الدائرة للمكان الجديد الي انت فيه. فاذا لعبتوا GTA IV فهو نفس النظام تقريباً، يبغونك تركز على استخدام المنعطفات والتفادي داخل البلدة نفسها، بدل من انك تستخدم طريق طويل وبمجرد سرعة سيارتك تعطيك افضلية انك تهرب منهم. فاحياناً أفضل انك تنزل من السيارة وتبدأ تتسلق مباني بدل من انك تهرب بالسيارة.

فمثل ما سمعتوا مني ان اللعبة فيها أشياء وايد حلوة، وتقريباً كل الأفكار الموجودة تطبيقها متقن بالنسبة لوقتها، وبعضها حتى لليوم. ومثل ما قلت في البداية ان The Saboteur تحتاج ريماستر، مو بس للرسومات لأن أحس رفع الدقة كافية مثل الي موجود في نسخة الـ PC، لكن مع تغيير في بعض أساليب اللعب والتحكم عشان تكون مُتقنة أكثر. فيمكن يكون الي أبيه Remake أكثر من Remaster. تحتاج اللعبة تطوير كامل للذكاء الاصطناعي للأعداء عشان مهمات التسلل تصير ممكنة أكثر، بدون ما تلجأ للأكشن والتصويب. ويمكن بعد من الأشياء الي تحتاجها اللعبة هو إعادة تسجيل التمثيل الصوتي حتى يوَصِل القصة بشكل أفضل. أما باقي أجزاء اللعبة فما تحتاج تغيير جذري لأني أشوفها مازالت متقنة في 2023. يمكن البعض يشوف أنواع المهمات نفسها مو متنوعة، لكن مع تطوير الـAI أحس بيفتح المجال للمهمات تتنوع بين التصويب وبين التخفي وبين باقي المهمات.

هذه اللعبة فعلاً من الألعاب الي تستحق فرصة ثانية وتستحق ان يكون عليها اهتمام أكبر كلعبة قدمت أفكار وطبقتها بشكل حلو. للأسف ان استوديو Pandemic قدم لعبة رائعة، لكنه من الاستوديوات الي قفلتهم EA. فيمكن مثل ما شفنا ويا ريميك Dead Space الي سووه حتى بعد ما قفلوا استوديو Visceral فيمكن يسوون نفس الشي ويا The Saboteur. فاذا تحبون تجربون اللعبة فحالياً متوفرة على GOG للـ PC بس، واخذوا كلامي انها تستحق وقتكم.

علي الساهي

كاتب مهتم بعالم الألعاب والترفيه الواسع، أحب نشر شغف الألعاب مع الآخرين من خلال المقالات والنقاشات والمراجعات. لا أقتصر على ماهو جديد فقط بل أحب التعمق في الماضي وتجربة ما فات. الاستمتاع بما أقدمه هو غايتي.
زر الذهاب إلى الأعلى