مراجعات

تقييم: لعبة Far Cry 6

تعود Far Cry إحدى أضخم سلاسل يوبي سوفت مع جزء جديد، ينقلنا هذه المرة إلى دولة يارا “التخيلية” في قارة أمريكا الجنوبية. وكما هي العادة مع السلسلة، فنحن جزء من المقاومة التي تهدُف للإطاحة بالطاغية الذي يقود الدولة ويَقتُل ويُعذِب كل من لا يتفق معه، من أجل تحرير الدولة. فسنطرح من خلال هذه المراجعة لكل ما تقدمه اللعبة وما تنجح به، بالإضافة للأشياء التي لم توفَق فيها.

لعبة Far Cry 6 تصدر بتاريخ 7 أكتوبر 2021 من تطوير ونشر Ubisoft  متوفرة على بلايستيشن 4، بلايستيشن 5، إكس بوكس ون، إكس بوكس سيريز، والحاسب الشخصي. وهذا تقييم موقع إتحاد اللاعبين العرب مكتوب بعد مراجعة نسخة اللعبة على PlayStation 5

 

القصة:

*لا تحتوي على حرق للأحداث*

إذا لعبت أي من أجزاء Far Cry السابقة، فأنت تفهم مجرى القصة الرئيسية. تتحكم هذه المرة بشخصية (داني روهاس)، والتي ينتهي بها المطاف بالعمل لصالح المقاومة بفريق التحرير (ليبرتاد) بعد أن توجهها الأحداث لذلك سريعاً. كُل ما أرادته (داني) هو الهروب إلى الولايات المتحدة الأمريكية لبدء حياة جديدة، ولكن تجِدُ نفسها تحارب من أجل أبناء شعبها بعد التقائها بفرقة التحرير.

لعبة فار كراي 6 تدعم اللغة العربية بنسخة الشرق الأوسط وذلك من خلال ترجمة مكتوبة للحوارات وجميع القوائم والنصوص والتعليمات

ماهو مختلف في Far Cry 6 بأن الشخصية الرئيسية لها دور في القصة، فهي شخصية تتحدث وتتفاعل مع باقي الشخصيات، ولها آرائها بالأحداث التي تجري. هذا يجعل جانب القصة أكثر تفاعلاً وارتباطاً بتأثر (داني) بما حولها، وترى جانباً كان مفقوداً من أجزاء السلسلة السابقة، مع البطل الذي لا يتحدث ويتلقي الأوامر من كل حَدَبٍ وصوب دون أن نرى مشاعره أو ردات فعله لما يجري حوله. فمن هذا الجانب يمكن القول بأن قصة Far Cry 6 الرئيسية أفضل مما لعبته سابقاً (والتي كانت Far Cry 4) بالرغم من تشابهها بالتمام للهدف الرئيسي. فإعطاء الشخصية الرئيسية قصتها وتفاعلها لما حولها أضاف الكثير للتعلق بما يجري من أحداث وكان خياراً موفقاً لاتجاه السلسلة الجديد.

ما جعلَ Far Cry 6 أفضل بالنسبة لي لم تكن القصة الرئيسية، ولا الممثل المشهور Giancarlo Esposito بدور الديكتاتور (أنطون كاستيو). بل كانت الأحداث التي تحصل مع الشخصيات الثانوية التي ألتقي بها أثناء بحثي لمنضمين إلى حركة التحرير. تنقسم خارطة اللعبة إلى عِدة مناطق، وكل منطقة تحت حُكم أحد المقربين من (أنطون كاستيو). وبالمقابل فأن لكل منطقة شخصية مهمة عليك الوصول لها لأجل مساعدتك، وذلك لتوسعة نفوذ فريق التحرير في أرجاء يارا. تتميز كل من هذه الشخصيات بقصتها الفريدة، كعائلة (مونتيرو) بغرب يارا الذين لهم تاريخهم الخاص بالمنطقة التي يقطنونها. وأنت كـ (داني) تتفاعل وتساعد مع مهمات القصة بالتعرف على ما يجري معهم. هذا يعطي الدافع لإتمام المهمات والتي برأيي كانت جيدة جداً، فهذه القصص هي التي أبقتني مهتماً بمتابعة ما يحدث في يارا، وليس الإطاحة بالديكتاتور الذي نشاهده بعروض اللعبة بوقت أطول مما نشاهده في الساعات الأولى من اللعبة.

عدم أهمية القصة الرئيسية بمُجمل اللعبة شيء يعمل لصالح Far Cry 6 بدلاً من أن يكون عيباً بها بالنسبة لي، فالتركيز على قصص وأحداث قصيرة لكل منطقة يُمكن اتباعها بسهولة، أمر أفضل بكثير من محاولة سرد قصة طويلة كاملة، في ظِل وجود عدد لا يُحصى من المهام التي تُشتتك عن مسار السرد القصصي. بالطبع بأن وجود قصة رئيسية مثيرة للاهتمام أمر مطلوب، ولكنني أجده صعباً الاستمتاع بذلك في ألعاب يوبي سوفت خصوصاً، فهذا هو الحل “الثاني” الأفضل لهذه النوعية من الألعاب.

قد يكون تقييم شخصية (أنطون كاستيو) مع عروض يوبي سوفت الترويجية ليس عادلاً. ولكن هذا أمر يراد التنبيه به مع سلسلة Far Cry خصوصاً، فدائماً ما يكون تسويق يوبي سوفت مبني على الشخصية الشريرة، والحوارات السياسية التي تثير ضجة مع العروض الدعائية. بينما تكون اللعبة بعيدة نوعاً ما عما نشاهده في تلك العروض. هناك بالتأكيد حوارات سياسية ويمكن رؤية العنف المُصاب بشعب يارا، ولكن لا يكون لأنطون كاستيو تأثير مباشر على ذلك من خلال سينمائيات اللعبة، بل هو أثر لطريقة حكمه الديكتاتورية. وكأن العروض الترويجية تعطي للشيء أهمية أكبر مما هو عليه في اللعبة.

مجملاً فأن الاستمتاع بقصة Far Cry 6 لم يكن أمراً يخطر على بالي، فألعاب سلسلة Far Cry بالنسبة لي هي الأكشن الناجم عن استخدام الأسلحة المتنوعة، وأداء مختلف المهمات لقتل الأعداء والتطوير من الأسلحة، لأعود بعدها للاستمتاع بقتل المزيد من الأعداء بطرق مختلفة. ولكن، القصص المتعلقة بكل منطقة أثارت اهتمامي، وانغمست فيها أكثر مما كنت أتوقعه، فالحرب المستمرة بين عائلة (مونتيرو) وحاكم المنطقة كانت مثيرة للاهتمام، وانكشاف الأحداث لما يجري كان مشوقاً. وكذلك بالنسبة لفرقة (ماكسيماس ماتانزاس) بمشاكلهم مع وزارة الثقافة. هذه الحكايات تضيف الانجذاب إلى ما تقوم به، بينما تظل القصة الرئيسية ليست بتلك الأهمية.

 

أساليب اللعب – المهمات، القتال، التطوير، الأنشطة، ومناطق اللعبة:

كبداية فأن Far Cry 6 تتيح حرية الاختيار بين المناطق والمهمات التي تود تأديتها أثناء اللعب، وليس هناك خط ثابت للمهام. فكما ذكرت بنقطة انقسام العالم إلى 3 مناطق، فأنت حُر بالبدء بأي منطقة منها، والالتقاء بالشخصيات التي تود ضمها لفرقة التحرير. كل منطقة لها مجموعة متتالية من المهام الرئيسية، والتي تبدأ بالتعرف على (المقاومين) وتنتهي بالإطاحة بـ (حاكم) تلك المنطقة والذي يعمل تحت إمرة (أنطون كاستيو)، وذلك أثناء أداء مهام بينها كفك قيد شخص من الأسر، أو إشعال النيران بممتلكات حاكم المنطقة الثمينة.

 

مناطق اللعبة:

كما هو الحال بأن لك مُطلق الحرية للبدء بالمناطق، كذلك لك الحرية إن أردت الانتقال إلى منطقة أخرى حتى وإن لم تكمل جميع المهام المُقيدة لمنطقة ما. فعلى سبيل المثال، يمكن البدء بمهام عائلة (مونتيرو) بالغرب وأداء مهمتين، ومن ثم الانتقال للالتقاء بـ (تاليا و باولو) وأداء بعض المهام لهم، قبل الرجوع مجدداً للغرب لمساعدة (مونتيرو). إن كنت قد لعبت الجزء الخامس، فأنها مشابهة لطريقة التعامل مع اخوة (جوزيف سييد). كما أن مستوى الصعوبة ديناميكي ومُرتَبِط بمستوى الشخصية لديك، لذا فليس هناك منطقة صعبة ومنطقة سهلة، بل تتغير صعوبة الأعداء ومستوى صعوبة المهام بحسب مستوى شخصيتك وقت أدائك لكل مهمة، وهو أمر ذكي.

تمت إعادة الخارطة المصغرة إلى Far Cry 6 بعد ان تم استبدالها بالبوصلة الأفقية في Far Cry 5. مما يتيح إمكانية تحديد المسار ورؤية الخط الأزرق لتوجيهك إلى المكان المحدد. لكن لا تقوم اللعبة بتحديد المسار تلقائياً لك بعد استلامك لمهمة ما؛ بل عليك الدخول للخارطة من القائمة وتحديد الأيقونة الصفراء للمهمة النشطة ومن ثم اختيار تحديد المسار. يصبح الأمر مزعجاً خصوصاً عند تفعيلك للمهام، فعلى اللعبة أن تعلم بأنك تريد الانتقال للوجهة التالية لإكمال المهمة وتحديد المسار لك لتساعدك بدلاً من جعلك تفعلها يدوياً بكل مرة.

 

أنواع المهمات:

كل المهام تندرج بشكل أو بآخر تحت تصنيف: أذهب إلى النقطة “أ” تحت استيلاء الجيش، أقتل كل الأعداء بالطريقة التي تُفضِلُها، أستورد المورد أو الأداة المطلوبة وأكمل المهمة. أما هناك مهام غير رئيسية تُقدم تنوع أكثر تُعطى لك من شخصيات ثانوية تلتقي بها من خلال قراءة المنشورات أو غيرها من الطُرق كالبحث عن الكنوز أو مساعدة الأشخاص.

ولمساعدتك في الانتقال بين الطرقات الرئيسية، هناك مهام الاستيلاء على نقاط التفتيش. تعيق نقاط التفتيش الانتقال بالسيارة حيث يتم إطلاق النار عليك وتتم فرقعة إطاراتك، لذا فقتل الجنود وتدمير لافتة (أنطون كاستيو) تجعلها بتحكم فريق التحرير (ليبرتاد) وبعدها يمكن الانتقال السريع بينها. قد تكون بمثابة أبراج الاتصالات من الجزء الرابع، ولكن لا تكشف لك الخارطة بل تكون خدمتها للانتقال بينها بسرعة.

بينما إذا أردت الانتقال جواً عبر استخدام الطائرات، فعليك التخلص من رادارات الصواريخ المضادة للطائرات. تشبه مهمات نقاط التفتيش حيث عليك قتل الجنود وتدمير قاذف الصواريخ لجعل المسار الجوي آمناً عند الطيران. عادةً لم تكن هذه مهمة بالنسبة لي لقلة استخدامي للطائرات. فمع استيلائي على نقاط التفتيش المتواجدة بمناطق عديدة حول يارا، فأن استخدام الانتقال السريع بين نقاط التفتيش أفضل من الطيران بين المناطق. ولكن في بعض مهام القصة تحتاج للطيران ويكون اخلاء المسار الجوي شيء عليك اتمامه.

وأخيراً هناك قواعد خاصة بالجيش تحصل فيها على موارد ثمينة يمكن استخدامها للتطوير، وتكون هذه عبارة عن… تذهب للمنطقة، تقتل الجنود، وتستولي عليها. حسناً، بات واضحاً بأنها مهام تتشابه تماماً في أسلوب اللعب ولكن لكل منها اختلاف فيما تقدمه لك. تُصبح هذه مملة بعد فترة وخصوصاً بأن ليس هناك قصة مربوطة بها لتجعلها تتنوع أو تتميز عن الأخرى بعكس باقي المهام.

البحث عن الكنوز نوع قصير من المهام، حيث تُغيِر من أسلوب اللعب بتقديمها لألغاز عليك حلها لتكسر التكرار الموجود بمهام “التحرير” السابقة. فتذهب إلى كهف يُقال بأن هناك روح أميرة محبوس بداخله، وليس هناك مدخل سهل للوصول إلى المنطقة المحددة. فعليك السباحة تحت الماء للبحث عن مدخل والتسلق بالداخل لتَصِل إلى الكنز. أو بمهمة أخرى بداخل حديقة تماسيح عليك تفاديها والحصول على مفتاح للدخول إلى الغرفة المقفولة بأعلى بُركة مليئة بالتماسيح. استمتعت بهذه المهام لتقديمها قصص يمكن ربطها بما تفعله، فتتعرف على حكايات بسيطة مروية ببيئة اللعبة أو من خلال مُذكرات مكتوبة.

هناك عدد كبير من المهام التي تتشابه بسبب طبيعة اللعبة وطبيعة ما تقوم به، وبسبب حجم يارا فأنها منتشرة بكل مكان. وجدتُ نفسي لا أعطي لها الاهتمام واتجاهلها إلا إذا كانت مفيدة بالنسبة لي في اللعب؛ كتحرير نقاط التفتيش الذي يعطيني نقطة انتقال سريع جديدة. أما المهام التي تعطي الموارد للتطوير فأنني اتفاداها لأن مواردي كافية ولا حاجة لي للمزيد. هناك مجال كبير لصقل هذه المهام وإزالة العديد منها لجعل التجربة الكلية أفضل وأقل حشواً، ولكن قد تكون مناسبة للبعض الذي يريد لعب Far Cry 6 لفترة طويلة. فطريقة القتال ممتعة لجعلك تُريد قضاء وقت أطول في اللعب على الأقل.

 

أسلوب القتال:

مُتقن ومصقول كما هو مطلوب من ألعاب Far Cry. فهي من سلاسل يوبي سوفت القليلة التي أستمتع بلعبها ولا أمانع العالم المفتوح المُستخدم. فحتى مع النقاط الكثيرة على خارطة اللعبة، وجدته سهلاً تجاهل بعضها مثل نقاط الموارد أو مناطق الصواريخ المضادة للطائرات، على عكس ألعاب سلسلة Assassin’s Creed. ومع الحرية الموجودة، وانقسام كل منطقة إلى قصة منفصلة فأنه من السهل اتباع السرد القصصي دون الضياع بوسط بحر من المهام الغير نهائية التي تنسيك أحداث القصة.

Far Cry 6 هي لعبة أكشن، تعطيك عدد كبير من الأسلحة تحت التصنيفات المُعتاد عليها، مع أسلحة رشاشات سريعة قليلة الضرر، أو قناصات بعيدة المدى، و قاذفات صواريخ بطيئة. ويمكن اللعب بالأسلوب الذي ترغب به إما بالتسلل القريب وذبح الأعداء بالساطور وإخفاء جثثهم، أو بالأكشن المندفع المليء بإطلاق النار، أو التمهل وقنص الأعداء عن بعد.

جميع الطرق تعمل كما هو معهود، Far Cry ليست من ألعاب التسلل التي تحتاج إلى ذكاء اصطناعي واقعي. فهنا يمكنك قنص عدو يُبعد أمتار عن عدو آخر دون أن ينتبه لك إذا استخدمت كاتم الصوت، ولكن بمجرد رؤيته للجثة فسيتم تشغيل الإنذار وتنبيه باقي الأعداء بوجودك. فليس ذكاء اصطناعي سيء ويتيح الاستمتاع باللعب. وجدتُ شخصياً بأن أسلوب الاندفاع أكثر صعوبة بالنسبة لي، فدائماً ما أُقتل بوابل الرصاص الموجه تجاهي.

هناك عتاد مخصص لأنواع المواجهات المختلفة، حيث هناك واقي من أنواع الرصاص الكاسر للدروع، ونوع آخر يقي من المتفجرات. فربما لم أكن جاهزاً بمواجهاتي المباشرة وكُنتُ أُقتل سريعاً، ولكنني في الحقيقة أُفضل أن اتسلل وأقنص عن بُعد وعندما تسيء الأمور أتوجه إلى الاندفاع والمواجهة المباشرة.

تضيف Far Cry 6 “الأصدقاء” للمساعدة بالقتال، وهم عبارة عن حيوانات تلتقي بهم عند ادائك للمهمات. نادراً ما كُنتُ استخدم هذه المزايا في القتال. فعند تجربتي للأصدقاء، سواءً التمساح غوابو، أو الكلب بوم بوم، فأن لهم نقاط صحة قليلة جداً ويموتون بعد مواجهتهم لعدوين فقط وليسوا مفيدين جداً. لكل صديق مزايا خاصة كتشتيت انتباه الأعداء أو إرجاع الموارد الساقطة من جثث الأعداء. لكان الأمر مفيداً أكثر لو لم يكونوا يموتوا بسرعة فائقة، فمن الصعب الشعور بمزاياهم حين تكون أنت من تُنعشهم أكثر مما هم يساعدونك.

 

التطوير:

تطوير مستوى الشخصية لا يُقدم أساليب ألعاب الـ RPG، مما أجده أمراً رائعاً. فقد اكتفيت من النظر إلى شجرات التطوير في ألعاب لا تحتاج إلى شجرة تطوير! و Far Cry من هذه الألعاب، وما تقدمه Far Cry 6 دليل على ذلك. الصعوبة الديناميكية التي تتطور بمجرد وصول شخصيتي إلى المستوى التالي أمر كافي، فلا حاجة لي لأطور من مناعتي ضد الصواريخ، أو أقوم باختيار الضربة القاضية التي أريدها ولا الحصول على نفس السلاح لأكثر من 20 مرة لمجرد اختلاف “الرقم” الذي عليه. بل يكتفي الأمر في Far Cry 6 على العتاد الملبوس، وجهاز “المدمرة” المحمول على الظهر لإعطائك نفس الأشياء التي توجد بشجرة التطوير. أجد تبسيط أساليب اللعب منعشاً بعض الشيء وخصوصاً بألعاب يوبي سوفت، فالمزيد لا يعني دائماً الأفضل. التركيز على ما يجعل اللعب ممتعاً، أفضل بكثير من إدراج ميكانيكيات يمكن تسهيلها بطرق أخرى، وهذا ما تثبته Far Cry 6 بنظام التطوير ولكن لا تتقنه بأشياء أخرى كنظام “الأصدقاء” أو المعسكرات التي سأتطرق لها لاحقاً.

 

الأسلحة:

من ناحية الأسلحة فتحصل عليها بطريقتين، أما عن شرائها بعملة “بيسو”، أو من خلال إيجادها بصناديق الأعداء في مهام الاستيلاء على نقاط التفتيش والقواعد العسكرية. وتطويرها يكون بتغيير الأساسيات فقط، كنوع الرصاص (عادي، كاسر للدروع، سام، متفجر، حارق) وإضافة كاتم الصوت، وتركيب العدسة المقربة. هذا الأمر يجعل اقتناء الأسلحة أمر يعتمد على طريقة لعبك بالسلاح المفضل لديك. فلا حاجة للحصول على نفس السلاح بمستوى رقم “10” ومرة أخرى بمستوى رقم “12” وتضييع الوقت بالمقارنة بينهم. السهولة والبساطة أمر مُرحب به بالنسبة لي.

هناك أسلحة “مميزة” تختلف طريقة الحصول عليها، فهي تتوفر مع زيادة مستوى شخصيتك، ويمكن شرائها باليورانيوم المنضب الذي تحصل عليه فقط في مناطق تواجد الصواريخ المضادة للطائرات. وهذه الأسلحة هي الغريبة كقاذف الأسطوانات الموسيقية، أو قاذف المسامير. يمكن مشاهدة كل الأسلحة من القائمة الخاصة ومعرفة طريقة الحصول عليها، فتستطيع التركيز للحصول على سلاحك المفضل دون البحث عنه إن اردت سلاحاً معيناً. وجدت طريقة فتح الأسلحة مناسبة فلك الخيار بالانتظار للحصول عليها أثناء اللعب واكتشافك لمعسكرات الأعداء، أو دفع عملة اللعبة “بيسو” لشرائها من متجر الأسلحة.

وجدتُ أسلحتي المفضلة في الساعات الأولى من اللعب، وكُنت سعيداً باستخدامها طوال فترة لعبي. فسلاحي الرئيسي كان قاذف المسامير، وسلاحي الثاني هو القناصة، بينما سلاحي الثالث يتغير بين قاذف الصواريخ أو الرشاش بحسب الظروف. ومن السهل التغيير بينها فيمكن حمل 4 أسلحة بوقت واحد، وبالدخول إلى القائمة يمكن التغيير مع كل اسطول الأسلحة الموجودة لديك حتى بوسط المهام.

 

العتاد والمدمرة:

العتاد يغير من مقاومة شخصيتك للأنواع المختلفة من الأسلحة والرصاص. فهناك أنواع خاصة لتقليل الضرر من الحريق، وأخرى للحماية من الرصاصات السريعة، وأخرى لزيادة سرعة الشخصية عند الركض. يمكن شرائها أو الحصول عليها كما هو الحال مع الأسلحة. كما يمكن التغيير بينها بوسط القتال عبر القائمة. لم تكُن مهمة دائماً بالنسبة لي مع أسلوب لعبي الذي يركز على القنص عن بعد، ولكن عند مواجهتي في بعض المهمات لأعداء يستخدمون قاذف اللهب قمت بالتغيير لعتاد مناسب، ولكن أبقيت على نفس العتاد لمدة طويلة من فترة اللعب دون الشعور للحاجة للتغيير.

أما المدمرة فهي ضربة خاصة يمكن تنفيذها بعد امتلاء عداد بقتلك للأعداء. المدمرة التي تحصل عليها بالبداية تطلق صواريخ صغيرة تتوجه نحو الأعداء عند تفعيلها بزري L1+R1، وهناك أنواع أخرى يمكن التغيير لها كواحدة تزيد من نقاط صحتك عند تفعيلها أو أخرى تزيد من سرعتك وطاقتك لفترة محددة من الزمن. كنت أكتفي بالمدمرة التي تقذف الصواريخ فكانت فعالة جداً عند مواجهتي لطائرات الهيليكوبتر.

مجدداً، أرى بأن تبسيط الأمور أفضل بكثير من إعطائك خيارات لا نهائية بشجرة ترقيات. لذا فتحديد هذه الخصائص لنوع العتاد كان شيئاً مقبولاً.

 

المنشئات العسكرية والتجنيد:

هذه مزايا جديدة لاحظت بأنها ليست مفيدة كلياً ببعض الأحيان. المنشئات العسكرية تُريد منك أن تبني فريق التحرير وتزيد من عدد المحاربين، ولكن نادراً أحسست بالفرق من استخدامها. هناك أنواع كثيرة كمختص الأسلحة والمقصف والمخيمات وأماكن صيد السمك. لاحظت بأن المخيمات التي تتيح أماكن للانتقال السريع ومختص الأسلحة هم الأهم للتأثير على اللعب. بينما المقصف يتيح تقوية للشخصية بمجال معين ولم يكن مفيداً لي أثناء اللعب، وكذلك صيد السمك الذي يمكن مقايضته بالموارد التي كانت تتوفر لدي بكثرة باتمام المهام فقط. ربما تختلف الاحتياجات بحسب الشخص وطريقة اللعب، ولكن هناك مجال أكبر للصقل من هذه الناحية وإزالة ماهو غير لازم.

بالرغم من تبسيط Far Cry 6 لأمور، فأنها ترجع لإضافة أمور أخرى جديدة قد تكون الحاجة لها معدومة، أو تكون غير مفيدة بالكامل أثناء اللعب. يجدر بي أن أذكر بأن أهميتها قد تتفاوت بحسب طريقة لعبك، فعلى الأقل الخيار هنا موجود وليس لازماً أن أقوم بتأديتها إن لم أرغب بذلك.

هناك أيضاً أنشطة غير إلزامية ولكن بعضها ممتع، كمصارعة الديوك التي تُقدم لعبة قتال ثلاثية أبعاد بشكل مبسط. أو السباقات التي تعطيك إضافات لسياراتك. أو حتى صيد السمك لمقايضتها مقابل الموارد. بالطبع فكونها أنشطة جانبية فليس لها تأثير كبير على اللعب، ولكنها تُحسِن قليلاً من الشعور بالتكرار أثناء تأدية المهمات.

 

Far Cry 6 تقدم توازن جميل في طريقة اللعب، بالإبقاء على ما تم تحسينه في Far Cry 5، وإرجاع ما كان ممتعاً في Far Cry 4. مما يجعلها من رأيي تجربة أفضل من سابقتها.

 

الأداء التقني والرسومات وخصائص بلايستيشن 5:

نقطة أخيرة يجب ذكرها حتى وإن كانت هذه المراجعة ليست تحليلاً تقنياً مفصلاً. الرسومات في Far Cry 6 ممتازة للمناطق كأشجار الغابات أو المباني، والكهوف والمياه وهو أمر متوقع من يوبي سوفت في ألعابها. ولكن هناك تدني ملحوظ في وجوه الشخصيات وخصوصاً (أنطون كاستيو) وأبنه (دييغو) وحتى وجه الشخصية الرئيسية (داني روهاس). الأمر غريب جداً عند التركيز على تفاصيل الوجه وحركة الشفاه وحتى الإضاءة على هذه الوجوه الذي يجعلها متدنية مقارنة بما حولها.

تعمل اللعبة بسرعة 60 إطار في الثانية على جهاز بلايستيشن 5 وهي في العادة سلسة أثناء اللعب. ولكن مرة أخرى توجد مشكلة الـ Screen Tearing وهي ملحوظة جداً عند قيادة المركبات أو أثناء المشابكات الكبيرة في القتال، حيث تشاهد خطوط أفقية على أرجاء مختلفة من الشاشة. هذه المشكلة موجودة مع تحديث اليوم الأول وربما يتم إصلاحها في تحديثات لاحقة.

أما عن خصائص بلايستيشن 5، فهي موجودة… يتم استخدام DualSense خصوصاً في ردات الفعل الاهتزازية بشكل جيد نوعاً ما وملحوظ مع مشي الخيل على الأرض ومع بعض الانفجارات، ولكنها لا تتغير كثيراً مع تغير الأسطح. وأما عن Adaptive Triggers في زري R2 و L2 فأنها تجعل القيادة أكثر خشونة على الأصبع وسيئة من رأيي في الفترات الطويلة. بينما يختلف إطلاق الأسلحة بمستوى الارتدادات بحسب نوع السلاح المستخدم. فهذه الخصائص متفاوتة بحسب الاستخدام ولكن بلا شك بأنها تضيف للإحساس على اليد أثناء اللعب مقارنة بلعبها على PS4.

يوجد دعم للبطاقات السريعة لبدء المهمات على PS5. ولكن لأكون صريحاً، فأنها لا تعمل بشكل جيد والسبب ليس مقتصراً على Far Cry 6 فقط. عند تشغيل Far Cry 6 من البداية فيوجد فترة توثيق بإعداد ملف التعريف، وهي موجودة كذلك عند استخدامك للبطاقات. فتشغيل اللعبة باستخدام الطريقة العادية يستغرق 29 ثانية للوصول إلى اللعب، بينما استخدام البطاقات لتشغيل مهمة معينة يستغرق 33 ثانية. لو كان إعداد ملف التعريف معدوماً عند استخدام البطاقات السريعة، لكان الوقت أسرع بـ8 ثواني. هذه المشكلة موجودة في جميع الألعاب التي تتطلب التوثيق عند تشغيلها وألعاب يوبي سوفت تندرج تحت هذه القائمة، فليست مشكلة خاصة بـ Far Cry 6 فقط.

بشكل عام فأن أداء Far Cry 6 جيد جداً في معظم الأحيان، مع تفاوت في حالات كما ذكرت سابقاً. ولكن التأثير يمكن التغاضي عنه خصوصاً بأن اللعبة سلسلة وقت التصويب واستخدام الأسلحة. وإضافات خصائص DualSense تضيف أكثر للشعور باللعبة ولكن قد ترغب بإيقاف الـ Adaptive Triggers أثناء القيادة لأنها مزعجة.

الخلاصة:

Far Cry 6 بسطت العديد من الميكانيكيات التي كانت تجعل من ألعاب يوبي سوفت عمل شاق بدلاً من أن تكون متعة خالصة باللعب. البساطة في تطوير الأسلحة واستخدامها بأسلوب لعب متقن بحسب طريقة لعبك أرجع المتعة إلى ألعاب Far Cry. كذلك التخلص من العديد من أساليب الـ RPG التي لم تكن Far Cry بحاجة لها وربطها فقط بالعتاد الملبوس. ليست كل الإضافات متقنة، فنظام “الأصدقاء” الجديد نادراً ما يكون مفيداً بسبب سرعة موت “الأصدقاء”، وليست كل المنشئات العسكرية مفيدة فيما تقدمه للاعب وهناك مجال لإزالتها دون التأثير على اللعب. كما أن تشابه أسلوب اللعب ببعض مهمات تحرير نقاط التفتيش ومناطق الصواريخ يجعلها مكررة ومملة بعض الشيء. مازال هناك مجال للصقل وإزالة ما هو غير مهم ولكنها لا تعيق اللعب. القصة الرئيسية مشابهة لكل ألعاب Far Cry السابقة، ولكن ما يمزيها هو الحكايات المربوطة بكل منطقة والتي توفر سرد قصصي لشخصيات تهتم بها دون التشتيت مع طول اللعبة. كتجربة كاملة، فـ Far Cry 6 تنجح بتبسيط اللعبة وإبقاء متعتها دون حشوها بما هو غير لازم، ممتعة لمحبي السلسلة أو للأشخاص الذي يرغبون بتجربة Far Cry لأول مرة.

 

 

إيجابيات

 

  • إعطاء الشخصية الرئيسية قصة وحوارات زاد من مقدار الاندماج بالأحداث
  • الحكايات المتعلقة بالمناطق مشوقة أكثر من القصة الرئيسية
  • الحرية بترتيب أداء المهمات والانتقال بين المناطق ممتاز
  • تطور مستوى الصعوبة الديناميكي للمهمات وربطه بمستوى شخصيتك أمر ذكي
  • أسلوب القتال مُتقن مع حرية باختيار طريقة المواجهة سواءً المباشرة أو بالتخفي
  • التخلي عن شجرة الترقيات قام بتبسيط خاصية لم تكن لازمة في السلسلة
  • تبسيط تطوير الأسلحة والعتاد أمر مرحب به يقلل من حشو اللعبة
  • أنشطة جانبية ممتعة تكسر التكرار عن مهام التحرير
  • دعم خواص بلايستيشن 5 في اهتزازات الأسلحة يعطي شعور جيد

سلبيات

  • من الصعب الاهتمام بالقصة الرئيسية المشابهة لجميع أجزاء فار كراي السابقة
  • عدم تحديد الطريق مباشرة بعد حصولك على مهمة جديدة يضيف خطوة غير لازمة لفتح الخارطة
  • تشابه وتكرار بأنواع المهام وتقسيم مهمات التحرير إلى عدة أجزاء فرعية من الممكن تبسيطها وتقليلها
  • بعض الأنظمة الجديدة كالـ”الأصدقاء” والمنشئات العسكرية قليلة التأثير على اللعب بأغلب الأحيان
  • بعض المشاكل التقنية كوجود Screen Tearing أثناء القيادة أو المواجهات الكبيرة
  • وجوه بعض الشخصيات والإضاءة عليها متفاوتة مقارنة برسومات العالم الممتازة

علي الساهي

كاتب مهتم بعالم الألعاب والترفيه الواسع، أحب نشر شغف الألعاب مع الآخرين من خلال المقالات والنقاشات والمراجعات. لا أقتصر على ماهو جديد فقط بل أحب التعمق في الماضي وتجربة ما فات. الاستمتاع بما أقدمه هو غايتي.
زر الذهاب إلى الأعلى