مقالات

مذكرات من الطفولة: ثلاثية Dragon Ball Z: Budokai – قتال أصلي

سلسلة Dragon Ball مستمرة لأكثر من 38 عام، فبالإضافة للقصص المصورة والمسلسلات والأفلام، فقد شهد عالم الألعاب العديد من التجارب الخاصة بـ Dragon Ball. اختلفت أنواع هذه الألعاب منذ أول لعبة ظهرت في 1986 على جهاز Super Cassette Vision وحتى آخر لعبة تم الإعلان عنها Dragon Ball The Breakers على الأجهزة الحالية؛ فبينها ألعاب المغامرات، ومنها ألعاب تقمص الأدوار بنظام تبادل الأدوار، والجزء الأكبر منها بنوع ألعاب القتال بالطبع. فما أفضل طريقة لتحويل قصص اشتهرت بقتالات الشخصيات وضرباتهم إلا بتحويلها إلى لعبة قتال بالكامل. لكن تختلف أنواع ألعاب القتال فيما بينها، فمع رؤيتنا لاستخدام نظام قتالي بنموذج اعتيادي مع Dragon Ball FighterZ، فأن سلسلة Dragon Ball تبنت أنواع أنظمة قتال مختلفة على مر الزمان، منها القتال عن طريق البطاقات، ومنها القتال الثنائي الأبعاد، ومنها القتال في حلبات ثلاثية الأبعاد. سنُركز هذه المرة على ثلاثية تعتبر أحد أسباب شهرة ألعاب Dragon Ball Z فدعونا نلقي نظرة ونفتح مذكرات الطفولة على ثلاثية Dragon Ball Z Budokai.

جميع ألعاب ثلاثية Dragon Ball Z: Budokai من تطوير Dimps ونشر Bandai. صدرت الألعاب على أجهزة سوني بلايستيشن 2 ونينتيندو قيم كيوب بدايةً من عام 2002 وبإصدار سنوي حتى 2004. صدرت نسخة محسنة بعنوان Dragon Ball Z: Budokai HD Collection بعام 2012 على أجهزة سوني بلايستيشن 3 ومايكروسوفت إكس بوكس 360، ولكنها تحتوي على الجزء الأول والثالث فقط. قُمت بلعب نسخة بلايستيشن 2 من لعبة Dragon Ball Z: Budokai 2 والنسخة المحسنة Dragon Ball Z: Budokai HD Collection لباقي الألعاب.

كُرة التنين الأولى: Dragon Ball Z: Budokai:

ابتدأت ثلاثية Dragon Ball Z: Budokai مع جزء أول متواضع بعض الشيء مقارنة بما سيليه بالتأكيد. كانت Budokai من أوائل الألعاب التي لعبتها على جهاز PlayStation 2 حينها. وبالنسبة لطفل في المرحلة الإعدادية، كانت هذه اللعبة نقلة كاملة عما جربته سابقاً على بلايستيشن الأول مع لعبتي Dragon Ball Z Ultimate Battle 22 وDragon Ball GT Final Bout. بالرغم من بساطة موديلات الشخصيات الثلاثية الأبعاد في لعبة Dragon Ball GT Final Bout إلا أنها كانت تجربة جديدة أدت ما كان مطلوباً منها… على الأقل من الناحية البصرية فقط، فلازلت أتذكر بأني كُنت أكره تحكم اللعبة حتى في ذلك الوقت. أساس تلك اللعبة موجود في سلسلة Budokai من ناحية الرسم ولحسن الحظ فقد تم التعديل كثيراً على طريقة اللعب والتحكم، والذي بدوره أسس المنوال الذي ستسير عليه هذه الثلاثية حتى عام 2004.

طور القصة:

توفر لعبة Dragon Ball Z: Budokai عدة أطوار لعب، أهمها الطور الرئيسي الذي يعيد سرد قصة Dragon Ball Z بالتمام منذ لحظة وصول Raditz إلى كوكب الأرض وحتى نهاية القتال ضد Cell. تنقسم فيها إلى 3 فصول أولها خاص بمواجهة الـ Saiyans ومن ثم فصل السفر إلى كوكب Namek ومواجهة جيش Freeza، وأخيراً فصل مواجهة الأندرويد وCell. تتوقف اللعبة لهذا الحد فقط ولا تُكمل الأحداث مع فصل Majin Boo لسبب ما، فقد تم الانتهاء من عرض مسلسل DBZ وDBGT في ذلك الوقت لذا لا أعلم سبب عدم إضافة تلك الحقبة من Dragon Ball Z إلى اللعبة. طور القصة محدود باستخدام شخصية Goku، مع بضع المرات التي تتحكم فيها بشخصيات أخرى لأغراض القصة، لكن هذا عند بدئك اللعبة لأول مرة فقط؛ فعند الانتهاء من القصة لأول مرة ستقوم بالحصول على حلقات إضافية لنفس الأحداث ولكن من منظور الشخصيات الأخرى في المسلسل كـ Piccolo وVegeta وGohan.

تنتهي هذه الحلقات الإضافية مع قصة جديدة في آخر الفصل تركز على سيناريوهات “ماذا لو” فاز الأشرار في تلك المواجهة وتكون أنت المتحكم بشخصية الأشرار في هذه الحلقات. وخلال رحلتك خلال طور القصة ستقوم بفتح باقي الشخصيات في اللعبة للاستخدام في الأطوار الأخرى، فستحصل على كل شخصية عند هزيمتها حيث أنها لا تتوفر عند بداية اللعبة. طور القصة جيد ويُلخص أحداث الفصول الثلاث من المسلسل ويقوم بإعادة صنع المشاهد من الأنمي في محرك اللعبة للمشاهد السينمائية، في رحلة يمكن اتمامها بأقل من 5 ساعات. والمثير للعجب بأنها طريقة مناسبة لمعرفة أحداث قصة Dragon Ball Z بطريقة ملخصة من خلال مشاهدة المقاطع السينمائية وخوض القتالات.. أعتقد بأنه ليس علي التعجب من ذلك، فهذا بالضبط ما جعلني أعرف أحداث مسلسل DBZ عندما كنت صغيراً، وهذه التجربة يشاركني فيها العديد ممن قاموا بلعب Dragon Ball Z: Budokai عند صدورها في 2002.

طريقة القتال:

نظام القتال في Dragon Ball Z: Budokai لا يشبه أي لعبة للأنمي صدرت سابقاً أو ستصدر بعد هذه الثلاثية. فمن جانب، بالرغم من تصميم الشخصيات والعوالم الثلاثية الأبعاد، إلا أن طريقة اللعب ثنائية الأبعاد أشبه بتلك الموجودة في سلسلة Street Fighter EX. مواجهة مباشرة بين الخصمين مع إمكانية التفادي للجوانب، ومحدودية الطيران في الجو لأوقات محددة. أما أساسيات القتال نفسه فهي مبسطة كثيراً ولكن كافية لإعطائك تجربة جيدة ككل وتُبعد عنك الشعور بأنك تضغط نفس الأزرار باستمرار (وهذا ما تفشل فيه ألعاب Dragon Ball Z الثلاثية الأبعاد اللاحقة من رأيي). نظام الضربات المتتالية بسيط جداً ومتشابه بالكامل بطريقة التنفيذ بين جميع الشخصيات إلا أنه يحقق تنوع عند استخدام الشخصيات المختلفة بسبب اختلاف التحريك Animation للضربات، وطبيعة الضربات نفسها.

على سبيل المثال: جميع الشخصيات يمكنها تنفيذ هذا الكومبو البسيط من الضربات: لكم، لكم، لكم، لكم، ضربة نارية. ولكن تختلف طبيعة ضربات اللكم بين شخصية وأخرى، ومع الانتهاء من أداء هذا الكومبو ستحصل على الضربة الخاصة بكل شخصية، Kamehameha لـGoku وGalick Gun لـVegeta وDeath Beam لـFreeza و إلخ… وهذا هو نظام الحصول على الضربات الخاصة في لعبة Dragon Ball Z: Budokai، فهي لا تشبه ألعاب Street Fighter أو The King of Fighters بإتمام حركة ربع دائرة للأمام مع زر اللكم مثلاً، وانما تكون بتنفيذ سلسلة من الضربات المتتالية وانهائها بالضربة النارية لإنهاء الكومبو بضربة خاصة تلحق ضرراً كبيراً بالإضافة إلى الضرر الذي ألحقه الكومبو سابقاً. تذكرني هذه الطريقة بالمحاولات لجعل ألعاب القتال الحالية سهلة من ناحية التنفيذ؛ فهي مناسبة جداً لشريحة اللاعبين التي كانت تُركز عليها هذه السلسلة بالابتعاد عن حركات الأزرار التي قد تكون معقدة لمحبي الأنمي الذين لا يعشقون ألعاب القتال الاعتيادية.

لكونها أول لعبة تعتمد على نظام القتال الجديد فهناك بعض المشاكل الواضحة. فمثلاً عند القيام بكومبو الضربة الخاصة فأن Kamehameha قد تضرب الخصم أحياناً دون الإطاحة به أرضاً، وهذا يعطي أفضلية Frame advantage للخصم، بما يعني أنه سيستطيع ضرب شخصيتك وبدء الكومبو الخاص به دون أن يكون لك وقت كافي لصد الضربة. وهذا أمر سيء لأنك قد نجحت بإكمال ضربتك وقد اصابت الخصم بشكل كامل لذا يجب أن تكون الأفضلية موجودة لك. وأنا على يقين بأن هذه مشكلة تقنية وليست اختيار المطور نفسه، فتنجح اللعبة ببعض الأحيان بالإطاحة بالخصم أرضاً بعد نفس السيناريو بالضبط، ولكنها لا تنجح في مرات أخرى. كما أنها مشكلة سيتم حلها في الجزء القادم.

كبسولات Capsule Corporation:

تتكون هنا أيضاً أساسية أخرى لنظام القتال في سلسلة Budokai ككُل، وهو نظام الكبسولات. لا يمكنك أداء ضربة خاصة معينة إلا عند حصولك على الكبسولة المعنية بذلك وإضافتها إلى شخصيتك. فمثلاً يمكنني اخبارك بأن الضغط على هذه الأزرار: أمام+لكم، لكم، لكم، ركل، ضربة نارية – باستخدام Goku سيجعله ينفذ الضربة القاضية Genki Dama أو Spirit Bomb، إلا أنك لن تستطيع تنفيذها في طور القصة لأنك لا تملك الكبسولة التي تحتوي على هذه الضربة. جزء كبير من اللعبة هو اتمامك لطور القصة لتحصل على هذه الضربات من خلال الكبسولات لتستطيع استخدامها لاحقاً، ولِكون طور القصة خطي بالكامل فأنك ستضمن الحصول على جميع الضربات للشخصيات التي قُمت بلعبها في هذا الطور بمجرد انتهائك منه. ولكن ماذا عن الشخصيات الأخرى التي لا تستخدمها في طور القصة؟ كيف تحصل على الضربات لهم؟

حسناً، عند اللعب في طور القتال المباشر يوجد خيارين عند اختيار الشخصية، الأول المسمى Normal والثاني المسمى Custom. الخيار الأول يتيح لك الشخصية بكامل الضربات التي يمكن للشخصية أدائها. أما طور Custom فعليك أن تمتلك الكبسولات لتضيفها للشخصية لاختيار الضربات التي تريد أدائها. ولكن لماذا عليك اختيار الخيار الثاني Custom ان كان الأول يوفر كل شيء؟ ذلك بسبب نوع آخر من الكبسولات المسمى بـ Supportive أو الكبسولات الداعمة، وهذه تُعدل من خصائص الشخصية المختارة لتكون أقوى من ناحية الهجوم مثلاً أو تقوم بصد الضربات بشكل أوتوماتيكي أو تحمل Senzu Bean لتُعيدك مجدداً إلى الحياة بعد أن تُقتل شخصيتك في القتال لتعطيك الأفضلية في المواجهات المباشرة.

كمثال على ما يمكنك فعله بنظام الكبسولات الداعمة هو: تضيف كبسولة Viral Heart Disease أو مرض القلب لشخصيتك، ستقوم هذه الكبسولة بإنقاص معدل الحياة لشخصيتك وشخصية الخصم بآن واحد أثناء القتال بشكل اوتوماتيكي. ولكن هناك كبسولة أخرى تسمى Vaccine أو اللقاح، وهذه بدورها تشافي شخصيتك من مرض القلب الذي سببته الكبسولة الأولى، ولكنها ستعمل عليك فقط دون خصمك لذا لن تخسر أنت معدل الحياة حين سيستمر خصمك بخسارة حياته مع مرور الوقت وتضمن لك أن تكون دائماً بمعدل حياة أعلى من خصمك. هذه بجانب العديد من الخصائص الأخرى التي يمكن إضافتها لكل قتال مع هذه الكبسولات تضيف تنوع إلى نظام القتال نفسه، ولكنه ليس بالضرورة التنوع المرجو أو المطلوب من لعبة كهذه. فيمكن انهاء اللعبة والاستمتاع بها في طور القتال التنافسي مع الآخرين دون اللجوء إلى استخدام هذه الكبسولات الداعمة. بما أنها اللعبة الأولى التي تضيف هذا النظام فسنرى تطوراً وتحسيناً إضافياً مع ألعاب السلسلة القادمة.

للأسف فأن الحصول على هذه الكبسولات صعب بعض الشيء، فهناك متجر لبيع الكبسولات بداخل اللعبة يتطلب الأموال لشرائها. ولكن طور القصة لا يكافئك بأي أموال فمن أين يجب عليك الحصول عليها؟ هنا تأتي أهمية طور البطولة World Tournament، هناك 3 مستويات من الصعوبة في طور البطولة وتنطبق عليها نفس شروط البطولة في أنمي Dragon Ball حيث يمكنك الخسارة إذا لامست شخصيتك خارج حدود الحلبة المخصصة للقتال. عندما تكون الفائز في البطولة ستحصل على مبلغ من المال، وتستخدم هذا المبلغ لفتح الصعوبة التالية والتي تليها. أما إذا أردت اكمال جميع ما يمكن الحصول عليه في اللعبة، فيجب عليك شراء كرات التنين من متجر الكبسولات كذلك، فهناك كبسولات حصرية لا يمكن الحصول عليها إلا عند طلبها من التنين Shenlong باستخدام كرات التنين. وهذه الكبسولات مخصصة لكل شخصية في اللعبة تفتح جميع ضرباتهم عند اختيار خيار Custom وهي طاقات Breakthrough.

الأطوار الإضافية، وطور Mr. Satan السري:

بالإضافة لطور القصة، فهناك أيضاً طور البطولة World Tournament كما ذكرت قبل قليل والذي تتنافس فيه مع شخصيات أخرى يتحكم بها الكمبيوتر للوصول إلى المباراة النهائية والفوز بالجائزة النقدية. كما أن الحصول على المركز الثاني يعطيك مبلغاً قليلاً لكونك المُصنف الأول بعد البطل. هناك 3 صعوبات لهذا الطور يمكنك شرائها من متجر الكبسولات ولكنها تظهر بشكل عشوائي. هناك مكافئة لتتويجك كبطل للصعوبة الثالثة من هذه البطولة، فبالإضافة إلى حصولك على 50,000 Zenni ستحصل كذلك على شخصية Great Saiyaman. لعلها شخصية غريبة بعض الشيء خصوصاً بأن أحداث طور القصة تتوقف بعد القضاء على Cell بينما لا تظهر شخصية Great Saiyaman إلا بالفصل التالي من القصة.

طور المنافسة متوفر في اللعبة كذلك لمواجهة أصدقائك على نفس الشاشة أو مواجهة الكمبيوتر. يبرز هذا الطور فقط عند انهائك لطور القصة وحصولك على جميع الشخصيات والضربات. فعند بداية اللعبة تتوفر لديك 5 شخصيات فقط من أصل 22. ولكن الحقيقة تقال، إذا أردت منافسة أصدقائك فهناك ألعاب أفضل من هذه الثلاثية من ناحية أسلوب القتال. هناك سبب وحيد للرجوع إلى الجزء الأول وهو لاستخدام بعض الشخصيات الغير متواجدة في الألعاب القادمة كـ Android 19 وZarbon وDodoria. وكمحب لسلسلة Dragon Ball فهذه شخصيات قليلة الاستخدام في الألعاب لذا من الممتع تجربة هذه اللعبة فقط لاستخدامهم ومشاهدة أسلوب لعبهم.

وكذلك يوجد طور سري خاص باسم The Legend of Mr. Satan. والتي تجعلك تستخدم Mr. Satan في مجموعة من التحديات المتواصلة للقضاء على الشخصيات حتى الوصول لمواجهة Cell ومكافئتك بالنقاط. هذا الطور آركيدي وكوميدي بعض الشيء. تمتلك هذه اللعبة العديد من الأطوار ومع لعبي لها عند صدورها إلا أنني لم أعلم بوجود هذا الطور السري الخاص بـ Mr. Satan إلا عندما أعدت لعبها لهذا المقال!

خلاصة تجربة Dragon Ball Z: Budokai:

بشكل كامل فأن لعبة Dragon Ball Z: Budokai تقدم تجربة جيدة وتبني قاعدة لطريقة اللعب مع الأجزاء القادمة من السلسلة. تجربة إعادة اللعب بعد 20 عام من صدورها تُبرز الكثير من مناطق الضعف فيها خصوصاً عند مقارنتها بما يليها من ألعاب بنفس الثلاثية ومن نفس المطور، لذا من الصعب الإشادة بالجزء الأول والتوصية به للاعب لم يسبق له تجربة هذه اللعبة. ولكن للأمانة فمع تجربتي اللاحقة لكل الجزئين القادمين، يميز طور القصة هنا أسلوب إعادة سرد أحداث Dragon Ball Z وإن كان ينقصها الفصل الأخير مع المشاهد السينمائية التي تعطي فكرة كاملة عن أهم تفاصيل أحداث المسلسل التي تعطي سياق للقتالات. هذا الأسلوب الذي سنرى لاحقاً بأنه غائب عن الجزء الثاني والثالث باعتمادهم لأسلوب جديد بالكامل فيما يخص طور القصة. بما أن التجربة قصيرة فأني أنصح بتجربة اللعبة فقط لإنهاء طور القصة ومعرفة أساسيات نظام القتال خصوصاً إذا أردت متابعة لعب الأجزاء القادمة، وكذلك أن أردت اللعب بشخصيات من عالم Dragon Ball Z لن تعود في ألعاب هذه الثلاثية مجدداً.

كُرة التنين الثانية: Dragon Ball Z: Budokai 2:

بعد عام واحد فقط منذ إصدار الجزء الأول، عاد المطور Dimps لتطوير جزء ثاني خلال هذه الفترة مع تغيير بعض الأمور فيما يخص طريقة اللعب. أما الإضافة الكبيرة التي غابت من الجزء السابق، فأن Dragon Ball Z: Budokai 2 تحتوي على فصل القصة الخاص بـ Boo، وبهذا فأنها تحتوي على مجموعة جديدة من الشخصيات المنضمة لأسطول المقاتلين. أما تصميم الشخصيات الذي كان متواضعاً في الجزء الأول، فقد تم البدء باستخدام أسلوب رسم الـ Cell Shading من هذا الجزء والذي أعطى للسلسلة شكلها المميز الذي يتكره كل من لعب Dragon Ball Z: Budokai 2، فقد كانت أشبه برسومات المسلسل بالرغم من كونها تصميم ثلاثي الأبعاد للشخصيات وليست مرسومة كما في المسلسل، فقد نجح الرسامين في اللعبة بإعطاء هذا الشعور عند مشاهدة الشخصيات والمراحل. لكن ما المختلف هذه المرة، فهل تقدم اللعبة المزيد مما قدمه الجزء السابق، أم تُعدل لتضيف ابتكاراً جديداً؟ لنتعرف على ذلك، فمن جانب هناك إبقاء على الأساسيات ومن جانب آخر فهناك ابتكار كامل للطور الأساسي من اللعبة.

عالم التنين – سياق جديد لطور القصة:

ثاني ألعاب ثلاثية Budokai كانت مختلفة قليلاً عن سابقتها، فقد أعطت سياق لقتالات طور القصة المعروف باسم Dragon World. بدلاً من الانتقال بين القتال والآخر بمشاهد سينمائية فاصلة على غرار ألعاب القتال الآركيدية، فأن طور Dragon World يدمج خارطة عالم أشبه بألعاب الطاولة كمُحرك أساسي للأحداث والقتالات. تبدأ المرحلة باختيارك لشخصية إضافية من قائمة محدودة بالإضافة إلى Goku كأساسي، وتبدأ بمكان محدد من الخارطة وتُعطى لك المهمة التي يتوجب عليك اتمامها. في العادة تكون المهمة بهزيمة عدو معين، ولكن للوصول اليه عليكم تبادل الأدوار لتحريك الشخصية عبر المناطق المحددة على الخارطة لحد الوصول إلى مكان العدو الذي بدوره يتحرك كذلك، وهناك أدوات إضافية موزعة على ارجاء هذا العالم كإمكانية الحصول على المال، تجميع كرات التنين، ملئ طاقة شخصيتك، أو الحصول على كبسولات بطاقات الضربات العائدة من الجزء السابق والتي سأتطرق الى شرحها لاحقاً. لم ترجع ألعاب Dragon Ball إلى هذه الطريقة من اللعب مجدداً إلا في طور القصة بلعبة Dragon Ball FighterZ ولكن بشكل مبسط بكثير مما هو عليه في Budokai 2.

أحب شخصياً طريقة اللعب هذه والتي جعلتها ميزة للجزء الثاني في نظري واختلافاً لما قدمه الجزء الأول، إلا انني بنفس الوقت غير مُعجب ببعض المشاكل التي يخلقها استخدام هذا السياق لغرض جمع الشخصيات والضربات والذي سأناقشه بالتفصيل لاحقاً. كما أن خلو طور القصة من المشاهد السينمائية والاكتفاء بعرض صور من الشخصيات بتمثيل صوتي وكلام مكتوب يجعله غياب مُفتقد بنظري. Dragon Ball Z: Budokai 2 تعيد رواية أحداث المسلسل كاملة، ولكنها ليست سرداً دقيقاً بالكامل كما كانت بالجزء الأول. فهنا يمكنك اختيار الشخصية المرافقة لك مما يؤدي إلى حدوث قتالات غير ممكنة ضمن نطاق السيناريو الأصلي للقصة. فهي تعيد رواية بعض الأجزاء، ولكن من جانب آخر تختلف وتؤدي إلى أحداث مغايرة بحسب طريقة لعبك واختياراتك في هذا الطور. فالقصة في هذه اللعبة أشبه بـ Remix لأحداث المسلسل مع تغييرات تعتمد على اختيارات اللاعب والتي بنظري تغيير إيجابي ومختلف قليلاً خصوصاً أننا حضينا بإعادة سرد دقيق في الجزء السابق. لذا بغرض التنويع وإعطاء اللاعب وعاشق سلسلة Dragon Ball Z المزيد خارق نطاق القصة الأصلية شيء ممتع.

ويالها من أيام تُذكرني بها لعبة Dragon Ball Z: Budokai 2، فقد كنت أزور بيت صديقي بعد انتهاء المدرسة ونجلس سوياً برفقة أخيه الأصغر لنلعب طور القصة هذا ونستكشفه كأننا نستكشف عالم Dragon Ball بأنفسنا وبأكمل حرية. هذا أحد الأسباب الذي تجعلني أنظر نزرة إيجابية لهذا الطور فمع الأخذ بعين الاعتبار الفترة التي صدرت فيه اللعبة، وعمري حينذاك فأنها الخليط المناسب. وبعد الانتهاء من يوم لعب طويل فأني كنت احرص على أخذ الميموري كارد الخاصة بي لكي أنسخ ملف التخزين حتى أستطيع اللعب بالشخصيات الجديدة التي حصلنا عليها خلال ذلك اليوم. ولم نكتفي بذلك فكنا نتحدث عن كل مغامراتنا وقاتلاتنا في اليوم التالي بين الحصص الدراسية.

مُدمن كبسولات:

نظام القتال نفسه أشبه بذاك الموجود في Dragon Ball Z Budokai، ولكن الاختلاف في سلاسة أداء الحركات وطريقة الحصول على الضربات. فيمكن إتمام الضربات المتتالية ولكن لا توجد لديك الضربات الخاصة كلها؛ فعليك الحصول عليها عبر مسيرتك في طور القصة كما في الجزء السابق. ولكن طريقة الحصول على هذه الضربات هو بالقضاء على الأعداء بسيناريو مشابه لقصة Dragon Ball الأصلية. فمثلاً للحصول على تطور Super Saiyan الأول، عليك كلاعب ان تختار Krillin في مرحلة المواجهة ضد Freeza وتركه يُقتل من قِبله وبهذا ستتمكن من الحصول على طاقة التحول لشخصية Goku. أما الطريقة الأخرى للحصول على الضربات الخاصة هو عن طريق جمع الكبسولات التي تكافئك بالبطاقات على مدار خارطة العالم، ولكن هذه لن تكون دائماً لشخصيتك بل ستكون ضربات خاصة بشخصيات أخرى قد لا تستخدمها في طور القصة. وأخيراً عن طريق جمع الأموال وشراء الكبسولات من المتجر الخاص بذلك.

هناك 8 شخصيات متوفرة منذ بداية اللعبة يمكن اختيارها في الأطوار الأخرى كالقتال ضد الكمبيوتر أو القتال ضد لاعب آخر وفي أطوار البطولة. 8 شخصيات فقط من أصل 31 متوفرة في اللعبة، فعليك الحصول على باقي الشخصيات من خلال إعادة لعب طور Dragon World ومواجهة سيناريوهات مختلفة للحصول على الشخصيات الأخرى وكذلك ضرباتهم. فمثلاً لجعل شخصية Android 16 قابل للعب عليك هزيمته في طور Dragon World باستخدام Goku. أما للحصول على Android 17 عليك هزيمته باستخدام Piccolo، والعديد من هذه التفاصيل الذي تكون واضحة لعشاق مسلسل Dragon Ball Z ولكن تكون صعبة التنفيذ في أول رحلة لك خلال طور Dragon World فعليك إعادة اللعب لمرات لإكمال فتح الشخصيات.

للعبة صدرت في 2003، كان الوقت كل ما أملكه، وكان نظام فتح الشخصيات والضربات ممتعاً لمراهق يعشق سلسلة Dragon Ball. طريقة التصميم هذه كانت أسلوب من مطوري اللعبة لضمان وجود دافع لإعادة لعب طور القصة، لكنه للأسف عقلية تصميم قديمة لم تعُد مناسبة في 2022 حينما كانت مسلية قبل 20 سنة. فتخيل لو أن لعبة Street Fighter 6 اتاحت لك إمكانية اللعب بـ Ryu واعطتك فقط ضرباته العادية وضربة Hadouken بينما يتوجب عليك الحصول على باقي الضربات من خلال إعادة لعب طور القصة للوصول إلى سيناريوهات مختلفة في كل مرة. سيكون ذلك غير مقبولاً بمنهجية التطوير الحالية للألعاب. بما أني تعودت على نظام اللعبة منذ ذلك الوقت فلم يكن غريباً علي، ولكن بعد تأديتي لطور القصة لمرتين فقعد تعبت ومللت من إعادة المراحل وقررت استخدام الطريقة السرية لفتح جميع الشخصيات وجميع الضربات والأدوات. وهذا هو الجانب الكبير من Dragon Ball Z: Budokai 2 الذي يجعلها لعبة لا يُنصح بها في 2022، فعليك الخوض في تجارب كثيرة مكررة، والأسوأ بأن بعضها يعتمد على الحظ في تحركات الأعداء والشخصيات على عالم اللعبة. هذا أسوأ جوانب اللعبة بكل تأكيد، لذا لحسن الحظ بأن الطريقة السرية لفتح جميع الشخصيات والأغراض كانت موجودة بأيامها لتساعدنا الآن على تخطي جزء كبير من اللعبة.

ما يجعل هذا النظام في تجميع الكبسولات سيئاً في الجزء الثاني بينما كان عادياً لحد ما في الجزء الأول، بأن طريقة الحصول عليها في الجزء السابق كانت مضمونة بسبب خطية طور القصة وقصر مدته. أما في الجزء الثاني فقد تم تقديم ابتكارات جديدة بسياق اللعب والذي يُعد ميزة من ناحية، إلا أنه يخلق هذه المشكلة السيئة بعدم القدرة على الحصول على كل شيء بشكل مضمون. كان يتوجب التعديل من نظام جمع الكبسولات ليتناسب مع الطريقة الأساسية لطور Dragon World، ولكن إبقائه على طريقة الجزء السابق كان أكبر خطأ تم ارتكابه في هذه اللعبة.

تحسينات نظام القتال تليق بجزء ثاني:

بالرغم من تشابه نظام القتال مع الجزء الأول وصدور اللعبة بعد عام واحد فقط، إلا أن هناك تحسينات عديدة واضحة للنظام نفسه. فقد تم إصلاح المشكلة التي ذكرتها في اللعبة الأولى بحصول الخصم على أفضلية عندما تقوم باستخدام ضربتك الخاصة بنهاية الكومبو. أصبح تنفيذ الضربات أفضل وزاد رتم القتال نفسه بسبب هذه التحسينات لدقة تنفيذ الضربات. وأيضاً تم إضافة بعض الأنماط الجديدة فتمت إضافة مواجهة الخصم بضغط الأزرار QTE بنمط يشبه نظام حجر ورقة مقص، أو عن طريق تحريك عصا الأنالوق بشكل دائري من أجل إتمام ضربة أقوى عند احتكاك ضربتين Ki مع بعضهما. سأتطرق لشرح هذه الخصائص بشكل أعمق في حديثي عن الجزء الثالث لكونها الأفضل على مدار الثلاثية، ولكن من هنا بدأت هذه الأنظمة الجانبية بداخل القتال بالظهور. وهي لا تعرقل من سرعة اللعب بل تكون مشمولة من ضمن وقت الـ Animation وبطريقة مناسبة عند حدوثها فقط في أوقات معينة ضمن القتال.

ككل فأن مقارنة الجزء الثاني بالأول ستعطي بالطبع الأفضلية لهذا الجزء. فقد استغل فرق التطوير فترة العمل على هذه اللعبة من أجل تحسين سلاسة القتال كردة فعل على ما قدمه الجزء الأول كتجربة أولى، وهو ينجح بمعظم الأماكن. كما يضيف الأنماط الجديدة والتي بنت على الأساس وستستمر فيه السلسلة لاحقاً.

تنوع الشخصيات – تجربة ممتعة فقط عند الحصول على كل شيء:

بعد فتح جميع الشخصيات بهذه الطريقة السرية، تذكرت تماماً سبب اعجابي بالجزء الثاني من هذه السلسلة. فقد أتاحت Budokai 2 الفرصة لتجربة شخصيات مختلفة خارج نطاق الشخصيات الرئيسية التي وجدناها بالجزء الأول وإضافة إلى ذلك فهناك شخصيات يمكن الحصول عليها عن طريق الدمج (Fusion) غير موجودة في الأنمي، كالاندماج بين Tenshinhan وYamcha، أو Goku وSatan (Hercule). والمميز بذلك بأن هذه الشخصيات لها ضربات جديدة مع تحريك Animation جديد مصمم خصيصاً ليتناسب مع أسلوب كلتا الشخصيتين المدموجتين. بعد فتح جميع الشخصيات وضرباتهم فأن هذه اللعبة تتميز في طور القتال ضد الآخرين مع التنوع الذي تُبرزه من خلال هذا المحتوى. للأسف بأن طريقة الحصول على هذه المحتويات العادية تستغرق الكثير من الوقت والجهد الممل بطور Dragon World.

خلاصة تجربة Dragon Ball Z: Budokai 2:

لعبة Dragon Ball Z: Budokai 2 هي بالفعل الحصان الأسود لهذه السلسلة. فمن جانب قد تم تحسين أسلوب القتال نفسه بالبناء على القاعدة التي أسسها الجزء الأول، كما أن سياق اللعب بتحريك الشخصيات على عالم لعبة أشبه بلعبة طاولة هو إضافة جميلة ومختلفة عما رأيناه في الجزء الأول. لكن تعديل طريقة لعب طور القصة أضافت مشكلة كبيرة لنظام الكبسولات في اللعبة، واعتماد فتح الشخصيات والضربات على هذه الكبسولات كما في الجزء السابق زاد من حِدة هذه المشكلة. فلم تكن هذه المشكلة موجودة مع الجزء السابق بسبب خطية أحداث طور القصة، ولكن مع السناريوهات العديدة التي يُمكن وضعها بطور Dragon World فأنها تؤدي إلى خلق الاختلال الموجود. أما بعد الحصول على كل شيء، فهناك أسطول كبير من المقاتلين مع إضافات مميزة لهذه اللعبة مما يجعلها ممتعة مرة أخرى. هناك غرابة كبيرة في Budokai 2، فالفاصل بين المتعة والملل خيط رفيع تتخطاه اللعبة في أحيان لتكون إلى جانب الملل بينما تعود مرة أخرى للظهور على جانب المتعة. بالتأكيد فأن النظر إليها في عام 2022 يُقترح تعديل كامل لنظام الكبسولات لجعلها لعبة متقنة بدلاً من التذبذب الذي شهدته بنظري.

كُرة التنين الثالثة: Dragon Ball Z: Budokai 3:

في نهاية الثلاثية مع Dragon Ball Z: Budokai 3 والتي صدرت بعام 2004 بعد عام واحد فقط من الجزء الثاني، ولكن بمستوى عالي من التحديثات مبهرة مقارنة بما سبقها. بداية مع الغلاف الأوروبي المميز الذي أعطانا لمحة لما يمكن توقعه في هذه اللعبة من الشخصيات الجديدة؛ فرأينا كل من Goku Super Saiyan 4 من مسلسل Dragon Ball GT وكذلك كل من Broly Legendary Super Saiyan  وCooler Final Form من أفلام Dragon Ball Z والتي لم يسبق استخدام شخصياتها في ألعاب سلسلة Budokai السابقة. واستمر التطوير الرسومي لتُتقن به Dimps أسلوب رسم الشخصيات بتقنية Cell Shading لتصل لأفضل مستوى عرفناه حتى الآن مع هذه الثلاثية، ولا تزال اللعبة جميلة جداً ومحافظة على أسلوبها الرسومي بحيث لا تشعر بأنها قد صدرت في 2004.

قائمة الشخصيات بالطبع هي السبب الأكبر لجعل عشاق Dragon Ball Z مهتمين باقتناء هذا الجزء، فمع 43 شخصية مختلفة، مع جميع التطورات للشخصيات الرئيسية التي لم يسبق توفرها في الأجزاء السابقة. مثلما ذكرت سابقاً فقد تمت إضافة شخصيات من أفلام Dragon Ball Z كـ Bardock وGogeta وحتى شخصيات Dragon Ball GT كـ Vegeta Super Saiyan 4 وOmega Shenron. ولكن مع شرط بسيط للعب بهذه الشخصيات، وهو كما الأجزاء السابقة فعليك الحصول على هذه الشخصيات من خلال إعادة لعب طور القصة. لحسن الحظ فأن طور القصة في الجزء الثالث من أفضل ما قدمته هذه الثلاثية لذا فالأمر ليس متعباً ومملاً كما كان في الجزء الثاني.

مجرة التنين – تحسين إضافي لطور القصة:

طور القصة المسمى بـ Dragon Universe يقدم العديد من التحسينات المطلوبة من الجزء السابق، ولكن بنفس الوقت يُعد ناقصاً من جزئية واحدة. فلنبدأ بما ينقص هذا الطور؛ فخلال البدء باللعب تستطيع الاختيار بين الشخصيات الرئيسية المتوفرة منذ البداية، ولكل شخصية أحداث وقتالات معينة غير موجودة في أطوار الشخصيات الأخرى. ولكن للأسف فأن أحداث القصة في Budokai 3 لا تستخدم المقاطع السينمائية نهائياً وتكتفي فقط بعرض صور من المسلسل، أو من خلال عرض صورة للشخصيات المتحدثة مرافقة للكلام المكتوب حول ما يحدث. فهي تتخلى تماماً عما كان موجوداً في Dragon Ball Z Budokai الأولى، وتعتمد بأن اللاعب على معرفة تامة بالأحداث من خلال مشاهدة المسلسل أو لعب الجزء الأول من السلسلة.

بينما توقفت أحداث Budokai 2 بعد نهاية القتال ضد Kid Boo فأن Budokai 3 تواصل مع بعض الأحداث من الأفلام وكذلك مسلسل GT وأيضاً مع نهاية Z بالقتال ضد Uub. ولكن لن تلعب بعضها في أول تجربة لك مع طور Dragon Universe فهناك أحداث تظهر عند قيامك باستخدام Goku للمرة الثانية فقط وكذلك الأمر مع الشخصيات الأخرى.  فكما الحال في Budokai 2 فهذه طريقة من المطورين لجعلك تعيد لعب لمرات إضافية بعد انهائك اللعبة.

لحسن الحظ فأن نظام اللعب في Budokai 3 أفضل بكثير مما كان في Budokai 2 لذا فأن إعادة اللعب ليست مملة بالكامل. فنظام لعب Dragon Universe مشابهة لألعاب تقمص الشخصيات RPG. تبدأ باختيارك لأحد الشخصيات كـ Goku ولا تكون لديك أي ضربات خاصة في البداية، باكتفائك بأزرار اللكم والركل. ولكن تضعك اللعبة في عالم مفتوح يمكن الطيران فيه بحرية، وتجد هنا المهمات الرئيسية التي تواصل أحداث القصة، وهناك بعض المهمات الجانبية التي تكسب من خلالها الأدوات الإضافية. بعد كل قتال تقوم بإنهائه فأن شخصيتك ستحصل على قدر معين من نقاط الخبرة XP، وبدورها تفتح لك المجال لزيادة إحدى خصائصك الرئيسية، كمستوى الضربات Attack، أو مستوى الدفاع Guard أو مقدار الصحة Health، أو مقدار ضرر الضربات الخاصة Art وغيرها. وهذا التغيير ملحوظ على ضربات شخصيتك خلال القتال، فمع زيادة مستوى Health فترى بأن عداد الصحة للشخصية بالأعلى يحتوي على عدد أكبر مما كان بالسابق أو أكثر من الخصم. إذا بات الوصف مألوفاً فتأكد بأن Dragon Ball Z: Kakarot قد استلهمت الكثير من طريقة لعبة Dragon Ball Z: Budokai 3.

تجعل هذه الخصائص إعادة لعب نفس الطور مرة أخرى شيئاً ممتعاً لحدٍ ما، فكل رحلة جديدة بمثابة New Game+ تحتفظ بها بخصائصك من الرحلة السابقة، فتستطيع بدأ رحلة Goku بقتاله ضد الـ Saiyans الأشرار مع توفر تطور Super Saiyan 4 لك من البداية! وعلى حسب تجربتي فأن مقدار صعوبة الأعداء لا يزيد مع كل تجربة جديدة ويبقى كما هو، وكذلك الحال بالنسبة لنقاط الخبرة التي يعطيها لك كل قتال. ولكن كما ذكرت سابقاً بأن هناك أحداث جديدة تتوفر من خلال اللعب لأكثر من مرة وتكون هذه أصعب وتوفر تحدي جديد لشخصيتك القوية. ستشعر بالملل بالتأكيد إذا جربت كل ما توفره اللعبة خلال وقت قصير وبشكل متتابع، لذا فأنها لعبة تطلب منك ألا تلعب طور القصة لفترة وأن تقوم بلعب الأطوار التنافسية قبل ان ترجع لتجربة قصة شخصية جديدة في هذا الطور. لكنك ستضطر لإنهاء طور القصة بجميع الشخصيات أن أردت الحصول على كل المقاتلين القابلين للعب في Dragon Ball Z: Budokai 3.

نظام كبسولات أفضل وقتال أكثر سلاسة:

أما من ناحية الحصول على الضربات الجديدة، فأن Dragon Universe في لعبة Budokai 3 تنظم الحصول على الكبسولات الخاصة بشكل أفضل ومتزن خلال رحلتك في طور القصة. فمع أغلب القتالات الرئيسية لأحداث القصة ستحصل على كبسولات لضربات خاصة بشخصيتك لتضيفها بنفس الوقت، وتتوفر لك في الأطوار الأخرى كذلك. ويمكن جمع كرات التنين السبع خلال كل رحلة في طور القصة وبعد إنهائها يمكن طلب كبسولة Breakthrough للشخصية التي أنهيت الطور به، وهذه تفتح جميع الضربات بمجرد استخدام هذه الكبسولة فقط. لذا تم تحسين نظام الكبسولات والضربات والشخصيات الإضافية بشكل كبير جداً منذ ما شاهدناه العام الماضي في Budokai 2.

لم يقتصر تحسين اللعبة على نظام الكبسولات فقط، فحتى نظام القتال نفسه والذي شهد تطوراً بين الجزء الثاني والأول، يشهد مجدداً تطور مذهل في الجزء الثالث. فالقتالات لها سلاسة أفضل في التحكم واتمام الضربات، وشهدت المؤثرات البصرية للضربات الخاصة تطور مذهل آخر. وبشكل عام فأن القتالات أصبحت أكثر سينمائية مما كانت عليه مع إضافة أساليب جديدة هذه المرة للدخول في طور Hyper Mode وإتمام ضربات Dragon Rush أو حتى الضربات النهائية Ultimate Moves. في ضربات Dragon Rush يتم تقسيم كل ضربة إلى 3 مستويات، وعند كل مستوى هناك مبارزة حجر ورقة مقص كما في الجزء السابق، فيقوم المقاتل بضغط أحد الأزرار الأربعة ويقوم المدافع بنفس الوقت بضغط أحد الأزرار الأربعة؛ فإذا كان الزرين متشابهين فأن المدافع يربح وتنتهي ضربة Dragon Rush وهكذا حتى المرة الثالثة. قد يبدو الوصف بأن هذا النظام سيجعل القتال أبطأ، ولكنه مدموج بسرعة كبيرة داخل حركة الـ Animation لهذه الضربات السينمائية لجعلها جزء من الضربة.

أما Ultimate Moves فهي ضربات قضية يجب عليك أدائها بعد تفعيل نمط Hyper Mode وذلك باستهلاك كامل عداد Ki الخاص بك بضغط الأزرار الأربعة بنفس الوقت، ومن ثم ضرب العدو بنفس الأزرار مرة أخرى. وهناك أيضاً نظام لعب مبسط عند إتمام هذه الضربة وهو ضغط الزر ثلاث مرات بالقرب من نهاية العداد الذي يظهر بأسفل الشاشة، كل المقاتلين يضغطون الزر ومن قام بملء العداد بمستوى أعلى فيكون هو الفائز، فإذا كنت المهاجم فستحقق ضربتك ضرراً كبيراً جداً، وأما ان كنت المدافع فستبقى على قيد الحياة وتتلقى ضرر أقل. هذه الأنظمة متوفرة بشكل مبسط في Budokai 2 ولكن تم تنقيحها بشكل أفضل بكثير في Budokai 3 وهي جزء ممتع من القتال نفسه لجعله أكثر سينمائية.

فَقَدَ نظام القتال بعض الأشياء من الجزء السابق، فيقتصر حصول كل شخصية على ضربتين خاصتين فقط في معظم الأحيان حين كانت تمتلك الشخصيات لما يقارب 3 أو 4 ضربات خاصة في بعض الأحيان في الجزئين السابقين. وسبب ذلك لتبديل بعض هذه الضربات وإدماجها في نمط Dragon Rush وRage بدلاً من ابقائها كضربات خاصة منفصلة. لم يعجبني هذا التغيير كثيراً ولكن ما حصلت عليه بالمقابل أفضل، لذا فمن الصعب علي أن أقول بإن كانت هذه النقطة إيجابية أو سلبية، فهو يعتمد على احساسي في كل مرة.

خلاصة تجربة Dragon Ball Z: Budokai 3:

بشكل كامل فأن Dragon Ball Z: Budokai 3 تقدم نظام لعب أفضل وأمتع وأكثر سلاسة سواءً بطور Dragon Universe الذي بدوره يجعل إعادة لعب القصة من منظور جميع الشخصيات أمراً أكثر متعة مما كان عليه في Budokai 2. أو من ناحية نظام القتال نفسه الي أصبح أكثر سينمائية وسلاسة بإتمام الضربات. وكذلك مع أسلوب الرسومات التي تبدو جميلة جداً حتى الآن. ومع توفر الكم الهائل من الشخصيات من عالم Dragon Ball سواءً من Z أو GT أو حتى الأفلام، فهي بالتأكيد الجزء المفضل لدى العديد من اللاعبين ومن ضمنهم أنا ويمكنني التوصية بلعبه بكل أريحية سواءً كنا في 2022 أو في 2030 فهي أفضل ما قدمته ألعاب Dragon Ball بأسلوب القتال الثنائي الأبعاد بجانب Dragon Ball FighterZ.

مستقبل ألعاب Dragon Ball Z القتالية:

وبهذا نكون قد انتهينا من ثلاثية Budokai التي لعبها الكثير منا على جهاز بلايستيشن 2 وتبقى أحد تجاربنا الممتعة عند استذكار ألعاب سلسلة Dragon Ball الماضية. لكن كما هو معلوم فأن ألعاب Dragon Ball لم تتوقف عن الصدور. نهاية هذه الثلاثية كانت بداية لمشاريع قادمة ستغير من طريقة القتال التي سنعرفها في ألعاب Dragon Ball لسنوات قادمة، بدايةً مع سلسلة Budokai Tenkaichi التي نقلت القتال إلى البُعد الثالث مع نظام القتال في الحلبات الواسعة بوسط المراحل القابلة للتدمير. التي بدورها حددت الأساس الجديد لجميع ألعاب Dragon Ball القتالية إلى يومنا هذا مع لعبتي Dragon Ball Xenoverse 2 وDragon Ball Z: Kakarot. هذا لا يعني بأن ألعاب Dragon Ball توقفت عن الابتكار في أسلوب اللعب، فقد شاهدنا أيضاً عودة لأسلوب فتال الألعاب الثنائية الأبعاد مع Dragon Ball FighterZ المميزة، وحتى مع السلسلة الجانبية Super Dragon Ball Heroes التي قدمت نظام لعب مختلف تماماً.

سأترككم مع هذا القدر من تغطية ألعاب Dragon Ball في هذا الوقت، ولكن ترقبوا المزيد حول سلسلة Budokai قريباً! فبالرغم من كونها ثلاثية كاملة صدرت على الأجهزة المنزلية، إلا أن هناك تكملة لألعاب هذه السلسلة بنفس أسلوب اللعب على جهاز بلايستيشن المحمول PSP مع لعبتي Dragon Ball Z Shin Budokai وDragon Ball Z Shin Budokai Another Road. إلى حين إكمال مقالات “شهر دراجون بول” ألقاكم بخير، وانتظر قراءة تعليقاتكم بما يخص ألعابكم المفضلة من سلسلة Dragon Ball.

علي الساهي

كاتب مهتم بعالم الألعاب والترفيه الواسع، أحب نشر شغف الألعاب مع الآخرين من خلال المقالات والنقاشات والمراجعات. لا أقتصر على ماهو جديد فقط بل أحب التعمق في الماضي وتجربة ما فات. الاستمتاع بما أقدمه هو غايتي.
زر الذهاب إلى الأعلى