بلايستيشنمقالات

تحليل:كل ما لعبناه من Death Stranding كان البداية فقط!

هل كوجيما لم يكن مستعدا عند إصدارها في ٢٠١٩؟

بسم الله الرحمن الرحيم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد..

صورة من التقاطي في واحدة من أعلى الجبال غرب عالم ديث استرانمدينق المرعب

ديث استراندينق ، آخر العاب كوجيما التي صدرت بعام ٢٠١٩ ، والذي يفترض أن تكون جانرا جديدة بعالم الألعاب ، وكلنا كنا متشوقين لمعرفة ماهية اللعبة ، ودهشنا بكونها لعبة توصيل طلبات بعالم مدمر ، وكل لاعب يساعد الآخر دون رؤية بعضه البعض ، ومنهم من أدهشته اللعبة ، ومنهم من اعتبرها أكبر مقالب التاريخ. ولكن هل هي فعلا النسخة النهائية ، وهي التي كان يطمح لها كوجيما بالفعل؟.

 

بصراحة عندما قمت بإنهاء اللعبة لم أشعر ابدا بكونها ناقصة أو ما شابه ، بغض النظر سواء اعجبتك أو لا ، لن تشعر بأنها لعبة لم تكتمل يعد.

قبل أن ابدأ فلقد رأيت الكثير كانوا مستغربين من كلمة Director Cut عند اعلان النسخة الجديدة، سأشرحها بشكل سريع ، وهي تعني أن هذه النسخة ستحتوي على أمور محذوفة ،ايا يكن السبب وراء حذفها ، سواء الوقت أو الميزانية أو كان لا يراها فكرة مناسبة ، الخ.. وطبعا هي ما تجعل احتمالية كبيرة ان تطابق تحليلاتي مع حقيقة اللعبة..

ملاحظة:على الحالتين النسخة ستحتوي على اشياء محذوفة من الاصلية ولكن ليس من الضروري أن تكون النسخة الاصلية هي تجريب ، وربما المطور قرر لاحقا إضافة ما حذفه 

ما جعل شكوكي تتحرك هو إعلان Death Stranding Director Cut ، فمن بعده بدأت التفكير بتحليلي ، وهو أن اللعبة الذي صدرت في 2019 ليست إلا نسخة تجريبية ، واللعبة لم تكتمل بعد ، وخاصة ان اللاعبين بدأوا يشعرون بالضجر بعد أن انتظروا أكثر من ثلاث سنوات منذ الإعلان الأول .. ولو كوجيما تأخر أكثر بسنة سيأتي الجيل الجديد ، وهو قد وعد اللاعبين بأن اللعبة ستصدر على البلايستيشن 4 ، وربما أثناء التطوير كثير افكار كانت تحتاج لوقت + قد لا يستحملها الجهاز ، لذا قرر بإصدار اللعبة في كتمان تام ، وأحد أبرز الأدلة هو أنه بعد حوالي شهر/شهرين من إصدار ديث استراندينق قام بالإعلان بأنه بدأ تطوير مشروعه القادم ، والذي في الحقيقة هو استئناف لعملية تطوير ديث استراندينق لا أكثر..

وهنالك العديد من العوامل ربما ستسهل عليه عملية التطوير بشكل كبير لو تم اختبارها مسبقا بدل من جعل اختبارها في آن واحد مع الأفكار الاخرى ، وهي كالآتي:

١-تجربة تضاريس العالم
صورة من التقاطي في طور الفوتومود جانب الشلال الكبير غرب عالم ديث استراندينق الرائع

ليس من السهل بناء عالم مفتوح كبير بمتنوع البيئات ، ومختلف التضاريس ، والأهم أنها ليست مجرد شكل جمالية يخدم اللعب ، بل أن فيه العديد من التفاعلات ، كالأحجار ، الجبال ، الأنهار ، الثلوج ، العواصف (سواء الرملية أو الثلجية) ، الأمطار (مطر حمضي يسرع الزمان كنمو الأعشاب وموتها ونموها خلال ثواني بتفاصيل قمة الواقعية) .. وهذه الأمور وحدها تحتاج للعديد من الإختبارات والتجارب ، وربما هذه كانت نسخة تجريبية لكيف ستبدوا عليه مع السلالم والحبال ، وافضل حل لإختبارها كان من خلال توصيل الطلبات وتجعل اختبار التضاريس وتفاعلاتها أسهل ، وكيف ستبدوا عليه بالنسخة النهائية.

٢-تجربة ذكاء الاصطناعي للأعداء وتفاعلهم مع التضاريس
صورة من التقاطي وسط الحرب

من الأشياء التي أبهرتني بديث استراندينق هي الذكاء الاصطناعي للأعداء ، فبالرغم من أن اللعبة ليست سوى لعبة توصيل طلبات ، إلا أنه بالإمكان إقتحام المعسكرات لأخذ الموارد وإلخ ، أو بعض المهام تمر بها كتحدي ، مع أن الأسلحة وآليات التجسس بسيطة للغاية لكن تفاعل الأعداء كان مبهر وتوزيعهم وطريقة تواصلهم ببعض ، أو مناوبتهم ، فبعضهم ينام ، وبعضهم يذهب بالشاحنة في رحلة للبحث عن طعام وموارد ليسرقها (هم نهابين) ، والأهم هو تفاعلهم مع التضاريس ، عندما يلاحقوك كيف يتوزعون بدائرة لمحاصرتك وليس هجوم عشوائي ، ويستخدمون الجسور ، والسلالم ، ويتسلقون الجبال ، أو يعبرون الأنهار ، وتفاعلهم مع كتمان النفس ، وكل ذلك يجعل شغل مضاعف اضعاف على المطورين وليست مجرد بيئة عادية أو معسكر يطاردونك به.

ومما شاهدناه بعرض Director Cut فربما سنرى تعمق أكبر بميكانيكس التجسس والأسلحة ، والإختباء  وغيره ، ناهيك عن التجارب الاخرى (التي يهتم بها جدا كوجيما كونه من أكثر المطورين إهتماما بالتفاصيل) مثل لو جربت وضع شحنات وترى كيف يأخذها الأعداء ، او رأى جثة صديقه (يجب عليك التخلص من الجثث بشكل مستمر) أو رأى أحدهم مغمى عليه عندها يشددون الحراسة ، وستلاحظ دائما الأعداء يتوزعون بالزاوية التي تأتي منها بالغالب ، وكل ذلك وهي ليست لعبة تجسس فما بالك بالنسخة الجديد؟

سيكون الوضع أسهل بكثير لأن لديهم الآليات الاصلية وكل ما هنالك سيضيفون عمق أكبر والخ..

واخيرًا جزئيات الحرب القليلة (التي لم يتم حتى تفسيرها 100%) وقصة أن العروض ركزت عليها وهي كلها لم تتجاوز ساعة باللعبة ، والأغرب أنك ستلاحظ كمية تفاصيل كبيرة جدا بالمهام وكأن هذه لعبة اخرى مما يزيد الشكوك

ربما النسخة الجديدة ستشهد عالم كامل حرب وآخر لتوصيل الطلبات او شيء ما من هذا القبيل

 ٣-تجربة البي تي
صورة من التقاطي لمنطقة بي تي ماطرة

وهو شيء قريب من الأعداء ، ولكن بشكل آخر ، فهنا عندما تحل العواصف ، سواء الرملية أو الثلجية ، أو عندما تشتد الغيوم ويهطل المطر ، يأتون من عالم الموتى ، تحركاتهم ، وتفاعلهم ، وأجوائهم المرعبة ، والأسلحة المخصصة لهم ، والزعيم الذي يظهر عندما تفشل بالتجسس ويتحول لعالم آخر ، كل تلك الأشياء معقدة تقنيا ، وتشكل تحدي على المطورين ، فمثلا في الغابات تتلاشى الاشجار بشكل ديناميكي ويتحول لبحر من… من… من ماذا؟ ، لا أذكر ان هذا الشيء تم الاجابة عنه في اللعبة مثله مثل الكثير من التساؤلات الاخرى!

وطريقة ظهورهم الديناميكية بحد ذاتها تحتاج للكثير.

٤-تجربة الاونلاين ومساعدات اللاعبين
صورة من التقاطي لإحدى المدن المدمرة

أعتقد بأن هذه هي التي كان يقصدها كوجيما بالجانرا الجديدة حيث أنه عليك مساعدة الآخرين حتى وإن كنت لا تراهم ، كما هم يساعدونك ايضًا ، وترسلون لبعض الموارد ، وتبنون لبعض الأبنية ، وتأمنون الطرق ، وتضعون إشارات تحذيرية ، وغيره ، من المخاطرة تجربتها دفعة واحدة ، وكان لا بد أن يتم عمل اختبار لها ، وخاصة أنها فكرة مبتكرة وإتقانها ليس سهلا

ولكن قد لا تكون هي الجانرا الجديدة التي يقصدها كوجيما .. ربما؟

٥-تجربة ميكانيكس الموارد والبناء

 

صورة من التقاطي لواحدة من المناطق المفضلة شمال عالم ديث استراندينق قرب بحيرة ليك

السيراميك ، المعادن ، السبائك المميزة ، الكيميائيات ، السمغ ، الكيريالية والمصنع الكيرالي الذي فيه المنازل الامنة ، المولدات ، الجسور ، ملاجئ الأمطار الزمنية الخ..

كله مع ذكاء الاعداء ، والبي تي ، والاونلاين ، والعالم ، والتوصيل ، يكون شيء جيد ربطهم مع بعض وايضًا يحتاج لتجربة بسيطة له من الصعب اختبار كل هذه الأمور في آن واحد مع التعمق بها ، وفي وقت قصير ، وربما بدلا من ان يقوم بتاجيل النسخة الاصلية ، قرر اصدارها كنسخة تجريبية لبعض افكاره ، ولكن هذا ليس كل ما عنده ، فسيتم دمج الافكار القديمة مع التعمق بها ، وهنالك أفكار اخرى والجانرا الجديدة الحقيقية لم نرها بعد ، وأفكار تستغل قدرات بلايستيشن ٥.

 

ولا تنسون ان اللعبة الأصلية حصل لها داون غرايد شديد في الرسومات..سبق وأن لمح كوجيما أن اللعبة ستصدر ٢٠١٨ ، ووقتها سوني قالت هنالك اعلان صادم سيأتي قبل نهاية السنة ، واستديو كوجيما بدأ التشويق لشيء ما ، لكن لم نرى اي شيء ، وايضا تم تسريب موعد الاصدار في الربع الاول من ٢٠١٩ ، وعلى ما يبدوا ان الخطة الاصلية منذ بداية التطوير ، هي تصميم الكثير من ميكانيكيات اللعب ووضعها في نسخة تجريبية.

وقبل ان اكتب الخاتمة ، فقبل اربعة اشهر من اصدار اللعبة كوجيما قام برفع صورة وكتب “٤ اشهر فقط” مع وجه متوتر ، وخلال بدايات سبتمبر رفع وكتب “شهران” ووجه متعرق وقلب مكسور ، وبعد اسبوعين تبين لنا ان اللعبة اصبحت ذهبية .. هممم مثير للشك اليس كذلك؟

وبالنهاية هذه مجرد تحليلات خطرت في بالي من ضمن الأفكار الكثيرة ، رغم أنها مستبعدة قليلا وربما اصلا كله خاطئ ، بمجرد التفكير بأنه وضع لك مقاطع 9 ساعات سينمائية تجريبية هو أمر مبالغ (ربما سيعدل عليها) ، لكن ايضا وارد ولا استغرب من مطور يصدمنا دائما ككوجيما ، ولا تنسوا بأننا على بُعد اسابيع فقط من الإعلان الكامل بحسب ما قاله ” جيف كيلي” وعندها سنعلم ماهية النسخة الجديدة.

عبد القادر

إنسان بسيط يحب التعمق بالأعمال الفنية وتقدير الفن الحقيقي. يحث على إحترام الآراء وتفهم إختلاف وجهات النظر بألعاب الفديو والقصص. من سلاسله المفضلة: ميتل جير سوليد، بيرسونا، شينمو.
زر الذهاب إلى الأعلى