مراجعات

تقييم: لعبة Astro’s Playroom

مرحباً بنا في عالم آسترو المرِح، والتي هي وجهتنا الأولى لجيل الألعاب الجديد من بلايستيشن. Astro’s Playroom هذه التجربة المجانية المتوفرة على كل جهاز بلايستيشن 5 ليست مجرد ديمو يستعرض خصائص جهاز تحكم DualSense الجديد، بل هي أكثر من ذلك. إن كان بإمكاني وصف Astro’s Playroom بشكل بسيط، فهي تجميع لسنوات بلايستيشن الـ26 الماضية في حزمة ممتعة ولطيفة جداً تذكرنا بما مضى وتفتح أعيننا لما هو قادم.

Astro’s Playroom هي تجربة مقدمة على هيئة لعبة منصات ثلاثية الأبعاد بسيطة الألغاز وغير معقدة الفهم؛ فالمراحل الموجودة في اللعبة بسيطة من ناحية التصميم وخطية في طريق واحد. لكنها بنفس الوقت معقدة من ناحية ماتقدمه من خصائص استخدام جهاز تحكم DualSense وتحتوي على العديد من الأسرار والخبايا التي سترسم الابتسامة على وجه كل عاشق طويل لبلايستيشن. تنقسم اللعبة إلى 4 مراحل رئيسية موجودة بداخل عالم اللعبة والذي هو جهاز بلايستيشن 5. تتحكم بشخصية Astro Bot ولك مطلق الحرية بالبدء بأي من المراحل الأربع بعد اتمامك لدرس تعليمي يعرفك على خصائص DualSense الجديدة.

مراحل اللعبة الأربعة تنقسم بذاتها إلى 4 أقسام، قسمين لشخصية أسترو وقسمين لاستخادم أحد المزايا الجديدة التي تستخدم خواص DualSesne. تأتي هذه على شكل بدلات مختلفة تحول شخصيتك لشيء معين حتى يمكنك استخدامه كخصائص لوح اللمس أو الـGyro و الـAdaptive Triggers. المهم في هذه اللعبة ليس مدى تعقيد المراحل بل كيف يتم استخدام خواص التحكم من أجل جعل المرحلة ممتعة ومليئة بالمرح. اللعبة مبهرة جداً فيما تقدمه لاستخدام DualSense وتدمجها بشكل لا يوحي بأنها مجرد مزايا عابرة لا فائدة منها، بل تعطيك طعم ما يمكن إنجازه مع هذه الخواص في ألعاب بلايستيشن 5. ولكن سلبيتها بأنها تذوقنا طعم حلو قد لا نراه بجميع ألعاب بلايستيشن القادمة لاحقاً بينما نتمنى رؤيته.

المثير والجديد هنا هو الـ Haptic Feedback أو الاهتزاز الشعوري الدقيق الموجود في DualSense، فطوال وقت لعبك ستشعر بعمق ومدى تأثير هذه الخاصية على ماتقوم بلعبه، سواء من خلال اختلاف الأسطح التي يمشي عليها Astro Bot أو من خلال الاندماج بما يحيطك باللعبة كإندفاع الأتربة أو تساقط الأمطار أو الرياح. الشعور بما تشاهده على الشاشة أصبح أكثر ادماجاً وحيوية عما رأيناه سابقاً بأي من وحدات التحكم الخاصة بالألعاب، ولعل أبرز مثال على ذلك هو المشي في منطقة مليئة بالرياح القوية التي تدفعك للخلف؛ فمع اهتزاز وحدة التحكم تحس بأن هناك مانع يعيق حركتك ويضغط عليك للرجوع إلى الخلف بينما أنت تحارب عصا التحكم بأصبعك للتقدم وتحس بثقل تحرك الشخصية بينما يغطي يديك الشعور بحركة الرياح السريعة من اتجاهات مختلفة متغيرة. هذا الاحساس اللمسي لا يقتصر على مناطق معينة فقط بل هو مُفعل طيلة وقت رحلتك في عالم Astor’s Playroom ويعطي هذا الشعور مزيداً من الإندماج بعالم اللعبة يصعب وصفه دون الاحساس به، والاحساس هي الكلمة التي تميز هذه التجربة، فكل ما تراه تحسه بشعور مختلف عما سبقه وهذا مبهر جداً في الحقيقة.

أتذكرون عندما كنا نتحرك بأجسامنا لليمين أو اليسار عند انعطافنا بالسيارة في لعبة Gran Turismo الأولى على بلايستيشن الأول؟ لم يكن هذا التحرك يغير من شيء في عالم اللعبة حينها، ولكن مع استخدام خاصية الـGyro في هذه اللعبة عند استخدامك لزي المركبة الفضائية مثلاً؛ فأن تحريك جسدك أو يديك إلى اليمين واليسار له تأثير على حركة المركبة. قد يأتي على بالك بأن هذه الميزة موجودة منذ جيل بلايستيشن 3 فما الجديد الذي يدفعني لذكرها في تقييمي؟ حسناً تخيل معي تحريك يديك لليمين لتغيير مسار المركبة وبنفس الوقت مقاومة وحدة التحكم لأصابعك لتشغيل نفاثات المركبة حيث عليك الضغط بصورة أقوى عليها عن العادة للحصول على سرعة أفضل، وبنفس الوقت هناك مراوح تغير من اتجاهك وتسريع أو إبطاء سرعتك وتقوم بالاحساس بذلك بين يديك مما يدفعك للمقاومة أيضاً وتحريك يديك لمسافة أكبر عن قبل.

ما كان ينقص الـSixaxis ومايليها سابقاً هو انعدام الاحساس بما تقوم به وفقدان التجاوب من طرف اللعبة على جهاز التحكم، فجهاز التحكم دائماً ما كان قطعة بلاستيك خفيفة لا توحي بأنك تقوم بتحريك سيارة إلى اليمين أو اليسار ولا تحس بثقلها، ولكن مع DualSense هناك احساس بالثقل بين يديك، وهناك الاحساس بقوة الضغط على دواسة الوقود، وهناك الاحساس بمقاومة من ماتشاهده على الشاشة وكأن الشيء الذي تتحكم به موجود فعلاً بين يديك. وتأتي كل هذه من خلال دمج الـHaptic Feedback مع الـAdaptive Triggers مع الـGyro والأصوات كذلك وهو ما تتميز لعبة Astro’s Playroom بتقديمه إليك.

ذكرت بأن اللعبة ليست مجرد ديمو لخصائص جهاز تحكم DualSense ولكن كل ماقمت بشرحه حتى الآن يعبر عن ذلك. لكن هناك المزيد لهذه اللعبة، فبالرغم من شرحها للخصائص إلى إنها لا تشتت انتباهك عن اللعب لتغصبك على استخدام هذه الخصائص؛ بل هي مدموجة بشكل مثالي مع لعبك حيث ستقوم باستكشاف البيئات الجميلة المستوحاة من قطع جهاز بلايستيشن 5 كوحدة التبريد و الغرافيكس و الميموري والتخزين. كل منها يأخذك لمناطق مختلفة منها الشاطئية والمائية والجليدية و الغابة وكذلك بأعلى السحاب. عوالم اللعبة جميلة وزاهية جداً كما تعودنا عليه من ألعاب المنصات الثلاثية الأبعاد، وهناك مجال للاستكشاف وبالرغم من بساطة الألغاز إلى ان هناك بعض التشويق في البحث عن الطرق المخبأة والحصول على القطع الكثيرة الموجودة في العالم. كل هذه القطع لها علاقة بتاريخ بلايستيشن العريق، فستجد بطريقك ميموري كارد لجهاز بلايستيشن 2، وشاشة بلايستيشن 1 المحمولة و جهاز PS Vita. كل هذه الأشياء التي سترسم الابتسامة على وجه عشاق بلايستيشن المخضرمين. و ستجد أيضاً شخصياتك المفضلة في عوالم اللعبة من الكثير من الألعاب التي عرفت تاريخ بلايستيشن سواءً كانت ألعاب من سوني أو حتى ألعاب من ناشرين آخرين. نصيحتي هي أن تقوم بالتركيز بكل زاوية من المراحل لمشاهدة شيء يذكرك بلعبة ما أو بجهاز ما فاللعبة مليئة بذلك ولن تفارق الابتسامة شفتيك بسبب جمال اللعبة وأيضاً الموسيقى المرحة التي تحيط بكل شيء.

تأخذنا Astro’s Playroom في رحلة للماضي نسترجع فيها جميع ما ميز بلايستيشن، ونشاهد من خلال رحلتنا أشياء قد شهدناها نحن كلاعبين في رحلتنا خلال العقود الماضية مع بلايستيشن فنستذكر أيامً مضت بينما كنا نلعب بلايستيشن 1 مع اخوتنا، أو زياراتنا لأصدقائنا من أجل لعب بلايستيشن 2، رحلات السيارة الطويلة التي خاضها PSP بجوارنا، لحظة اقتنائنا لجهاز بلايستيشن 3 وحماسنا لما يمكن أن يقدمه محمول PS Vita، وأيضاً جهازنا السابق بلايستيشن 4 الذي مهد لنا الطريق للوصول إلى هذا الجيل الجديد. الانتهاء من Astro’s Playroom كفراق ما مضى والحنين لما كان، بينما نرى الأمل الموجود للقادم والفرح بما ستفتحه خصائص هذا الجهاز لنا. رحلة بدايتها سعيدة وممتعة ميزت لحظاتها إمكانيات الجهاز الجديدة.

إيجابيات

  • أسلوب لعب يجسد إمكانيات جهاز تحكم DualSense
  • تجربة لعب مليئة بالمتعة والسرور
  • عوالم متنوعة وجميلة وزاهية من ناحية التصميم
  • موسيقى حيوية تناسب أجواء اللعبة
  • مؤثرات صوتية تساعد على تعميق التجربة
  • عرض لتاريخ بلايستيشن العريق وتقديمه لعشاقها

سلبيات

  • تجربة قصيرة تمتد لقرابة 4-5 ساعات
  • ألغاز بسيطة جداً

علي الساهي

كاتب مهتم بعالم الألعاب والترفيه الواسع، أحب نشر شغف الألعاب مع الآخرين من خلال المقالات والنقاشات والمراجعات. لا أقتصر على ماهو جديد فقط بل أحب التعمق في الماضي وتجربة ما فات. الاستمتاع بما أقدمه هو غايتي.
زر الذهاب إلى الأعلى