أخباربلايستيشن

مقابلة جديدة تبين أفكار مشروع PlayStation All-Stars Battle Royale وسبب إلغائها

لعبة PlayStation All-Stars Battle Royale كانت مخططة لتكون اللعبة الكبيرة التي تجمع شخصيات بلايستيشن العريقة في لعبة فيديو واحدة على غرار لعبة Super Smash Bros. من نينتيندو، ولكن بعد صدورها في نهاية عام 2012 فأنها كانت تجربة عابرة لمعظم الأشخاص ولم تكن ذات التأثير التي طمح الكثير لها بأن تكون بالرغم من نجاحها تجارياً. من خلال مقابلة جديدة بين Matthew Kowalewski صاحب قناة Matt McMuscles مع أحد المطورين السابقين للعبة PlayStation All-Stars Battle Royale، حصلنا على معلومات جديدة من مرحلة تطوير اللعبة والمشاكل التي واجهتها التي أدت إلى صدورها بتقييمات متفاوتة وافتقارها للمحتوى الإضافي المستمر الذي طمح الكثير بأن تحصل عليه اللعبة. (كافة المعلومات مترجمة من فيديو PlayStation All-Stars Battle Royale – What Happened? يمكنكم مشاهدته بالأسفل)

بداية نشوء الفكرة:

عندما بدأت فكرة المشروع بالنشوء بداخل شركة سوني، كان استوديو Naughty Dog حينها منشغلاً بالإعداد وتطوير لعبة The Last of Us لجهاز بلايستيشن 3، ونشأت الفكرة لصناعة لعبة تجمع عدة شخصيات من أسطول شخصيات بلايستيشن في لعبة واحدة وبأن تقوم Naughty Dog بدراسة وتقديم فكرة أفضل عن ماهية هذه اللعبة بما أنها كانت مسؤولة عن عدد من هذه الشخصيات المشهورة لبلايستيشن كـ Crash Bandicoot و Jak & Daxter، ولكن بسبب مشروع The Last of Us لم يكن الاستوديو قادراً على تقديم موظفين للعمل على المشروع الجديد هذا. وكانت المشكلة أيضاً بأن سوني لم تمتلك أي استوديو آخر قادر على العمل على هذا المشروع في ذلك الوقت، لذا تم افتتاح استوديو تطوير جديد بالكامل في 2009 يحمل عدد صغير من موظفي Sony Santa Monica تحت اسم Broodworks قبل أن يتم تغيير اسمه إلى SuperBot Entertainemnt لاحقاً.

بدايةً فأن المشروع كان يحمل أسم Title Fight وكانت سوني حينها تخطط بأن تكون لعبة منصات جماعية تنافسية لتكون مختلفة عن Super Smash Bros. التي قدمت لعبة قتالية جماعية. كانت اللعبة ستأخذ اللاعبين في مراحلة طويلة للتنافس مع وجود عامل القتال ولكن لإتمام والفوز بالمرحلة كان على اللاعبين إتمام الأهداف المحددة في كل مرحلة. استمر الأمر بين عامي 2009 و 2010 قبل أن يتم تغيير أهداف المشروع والتركيز على الجانب القتالي من اللعبة فقط والابتعاد عن المراحل الكبيرة وإتمام الأهداف المطلوبة في كل مرحلة. كانت حينها عندما بدأت التسريبات بالظهور بعد أن قام الأستوديو بطلب موظفين جدد للعمل على اللعبة وأصبح المشروع معلوماً عند العامة.

بداية التسريبات كانت لشخصية Sweet Tooth من ألعاب Twisted Metal و Kratos من God of War مما أعطى للاعبين فكرة بأن المشروع سيحمل معه أضخم الأسماء لشخصيات بلايستيشن العريقة ورفع سقف التوقعات قبل 4 أشهر من وقت الإعلان الرسمي عن اللعبة، ولزيادة التسريبات فقد قام أحد الأشخاص الذين كانوا من ضمن حملة الاختبار للعبة بتسريب كافة المعلومات حول شخصيات اللعبة والمراحل وأسلوب اللعب بالكامل، واستمرت التسريبات حتى بعد الكشف الرسمي عن اللعبة من خلال نسخ البيتا وغيرها من الأماكن.

عملية التطوير لم تكن خاضعة لأي مشاكل تقنية فكل شيء كان يسير كالمتوقع خلال عملية التطوير، ولكن ميكانيكية اللعبة الرئيسية التي لم تعجب اللاعبين حين صدورها كان من خلال القتال وجمع الطاقة لتفعيل الضربة القاضية للقضاء على الخصوم بدلاً من كونها لعبة قتال اعتيادية للقضاء على الخصم من خلال تنقيص نقاط الصحة. ومن خلال مخرج اللعبة بعد صدورها فقد بين أنه لو كان بإمكانه الرجوع وتغيير ميكانيكية القتال من البداية فأنه سيزيل هذه الميكانيكية لأنها لم تكن صحيحة. كانت هذه إحدى السلبيات الرئيسية في تقاييم اللعبة بالإضافة لأسطول الشخصيات الضعيف، وقلة الأطوار الفردية في اللعبة.

مفاوضات للحصول على شخصيات شهيرة:

من خلال هذه المقابلة الجديدة تطرق المطور للحديث عن أسطول شخصيات اللعبة والتي لم يعجب عشاق بلايستيشن بسبب افتقاده للعديد من الشخصيات التي تعتبر جوهر علامة بلايستيشن التجارية مع أهم شخصيات الجهاز كـ كراش بانديكوت، سبايرو، كلاود، سنيك. فقد تبين بأن أستوديو SuperBot كان يرغب بإضافة كل هذه الأسماء والعديد غيرها للعبة، وكان يحمل معه لائحة كبيرة من نجوم بلايستيشن التي كانت سترضي جميع العشاق، ولكن لأسباب كثيرة فلم تتحول هذه القائمة من على الورق إلى اللعبة النهائية بالرغم من محاولات الأستوديو العديدة لضم هذه الشخصيات إلى اللعبة.

بحسب المطور فأن العديد من هذه الشخصيات قد تم العمل عليها فعلياً في محرك اللعبة بنسخ شبه نهائية ولكن تم إرغام الاستوديو على شطبها بسبب عدم التمكن من الحصول على الحقوق بعد مفاوضات سوني الطويلة مع كل من Activision و Eidos على سبيل المثال. فقد كانت أكتيفيجن تطلب مبالغ طائلة مقابل شخصية كراش بانديكوت، بينما سبايرو كان بعيداً عن المفاوضات بسبب شهرته في لعبة Skylanders حينها مما جعل الحصول عليه صعباً بعض الشيء.

أما مفاوضات سوني مع Eidos فكانت لشخصية Lara Croft من Tomb Raider والتي كانت ألعابها الأولى شهيرة جداً على جهاز بلايستيشن الأول، ولكن كانت Eidos حينها بوسط إعادة احياء السلسلة مع Lara Croft الجديدة (التي شاهدناها في 2013) لذا فكانت الشركة مترددة من إعطاء الحقوق لسوني بإستخدام الشكل القديم للشخصية في لعبة PlayStation All-Stars Battle Royale ولم تكن قادرة على إعطاء الشكل الجديد كذلك بسبب بُعد المشروع عن الصدور مما ترك مصير لارا كروفت بين الماضي والمستقبل بعيداً عن لعبة PlayStation All-Stars Battle Royale.

كما صرح المطور بأنه كانت هناك مفاوضات قائمة بين بلايستيشن و Square Enix كذلك للحصول على شخصيات فاينل فانتاسي الشهيرة، ولكن لم تقم سكوير اينكس بإعطاء ذلك لسوني بسبب عدم وثوق سكوير اينكس بفريق عمل SuperBot الجديد ولا بفكرة المشروع الجديد لأن يقوموا بإظهار شخصياتهم بالصورة المطلوبة، ويبدوا بأن هذا الأمر كان مصدراً للقلق مع العديد من ناشرين الطرف الثالث مما قد يبين سبب غياب العديد من شخصيات الطرف الثالث. فلم تكن معظم شركات الطرف الثالث واثقة من قدرة هذا المطور الجديد على تقديم لعبة تصل للمستوى المطلوب الذي يليق بإظهار شخصياتها مما سبب عائقاً لـ SuperBot للحصول على العديد من الشخصيات الشهيرة. كما أن أحد الشخصيات التي كانت في اللعبة وهو Dante الجديد من DmC بدلاً من القديم من Devil May Cry كان بسبب طلب كابكوم بأن يكون هو الشكل المستخدم في اللعبة فقد كانت شركات الطرف الثالث هي من تحدد ليظهر في هذه اللعبة لأسباب تسويقية على الأغلب لألعابها الجديدة، كما شاهدنا شخصية Raiden من Metal Gear Rising: Revengence بدلاً من Snake مثلاً.

ميزانية متواضعة من سوني:

بالرغم من كون أستوديو SuperBot الجديد تحت مظلة أستوديوهات سوني إلا أن المشروع لم يحصل على ميزانية كافية لإتمام كل ما كان متوقعاً للعبة؛ فالمفاوضات للحصول على الشخصيات والأموال التي تم دفعها لناشري الطرف الثالث أخذت الكثير من هذه الميزانية مما ترك القليل للعبة فعلياً. كان الأمر واضحاً مع المقاطع السينمائية في اللعبة وكذلك قلة المحتوى للعب الفردي في اللعبة النهائية.

كانت هناك خطة لإصدار محتويات إضافية خلال الفترة القادمة وبدأ الأمر بشكل جيد مع إضافة Kat من Gravity Rush و Emmett Graves من Starhawk، خصوصاً بأن الشخصيات كانت مجانية في أول أسبوعين من الاطلاق. ولكن مع إطلاق أول إضافة للعبة قامت سوني بإنهاء تعاقدها مع استوديو SuperBot كأستوديو طرف أول مما ترك الأستوديو بوضع حرج. وكان تعليق Shuhei Yoshida حينها بأن المشروع لم يحمل معه استمرارية من ناحية تجارية للتركيز على إضافة شخصيات جديدة أو العمل على جزء جديد. وقال المطور من خلال المقابلة بأنه كان يعمل على محتوى إضافي جديد للعبة وتم إلغاءه سريعاً بعد ان تم تسريح أكثر من 100 موظف من الاستوديو ولا يعلم السبب بشكل كامل أو دقيق ولكن يمكن التوقع بأن العمل على المشروع كان مكلفاً جداً لسوني و بأن سوني لم تحمل ثقة لطريقة طرح المحتويات الإضافية من ناحية تجارية. من المتوقع بأن لعبة PlayStation All-Stars Battle Royale باعت أكثر من 3 مليون نسخة على بلايستيشن 3، ولكن ربما بسبب قرب إصدار جهاز بلايستيشن 4 لم تكن لسوني النية بدعم مشروع مستمر على جهاز قديم بعد إصدار جهازها الجديد. لكن هذه الأسباب مجرد تخمينات من المطور حيث لم تصرح سوني بأي من ذلك رسمياً.

شخصيتي Zeus و Isacc Clarke تم انهائهم بواسطة استوديو Sony Santa Monica بعد توقف العمل مع SuperBot. وكان العمل مستمراً على شخصية Abe من Oddworld و Dart من Legend of Dragoon قبل أن يتم إلغاء كافة الخطط لذلك. ولم تكن النهاية سعيدة لأستوديو SuperBot بعد ان بات مستقلاً فلم يحصل الاستوديو على مشاريع جديدة مما تسبب بإغلاقه خلال سنة 2014.

وكانت هذه نهاية مشروع الأحلام PlayStation All-Stars Battle Royale ومع هذه المقابلة الجديدة تبين لنا بأن الأستوديو قد كانت لديه كل الخطط لتقديم كافة الشخصيات التي تمناها اللاعبين في اللعبة مع خطط لمحتويات لعب فردي أفضل وأكبر بالإضافة لدعم متواصل بعد إصدار اللعبة من خلال الشخصيات والمراحل الإضافية، ولكن لأسباب كثيرة وأهمها عدم الحصول على الحقوق للشخصيات وعدم وجود الميزانية المطلوبة، وكذلك صدورها على جهازي بلايستيشن 3 وبلايستيشن فيتا بالقرب من نهاية عمر الجهاز قد كانت كلها أسباب لعدم استمرار العمل عليها.

مازالت PlayStation All-Stars Battle Royale بأذهان لاعبي وعشاق بلايستيشن، فالعديد منا مازال يحلم بالحصول على جزء جديد من اللعبة يحمل معه الشخصيات الجديدة من أسطول بلايستيشن خصوصاً بعد جيل ممتاز مع بلايستيشن 4 وتاريخ بلايستيشن الطويل. لربما كانت الأمور مختلفة لو تم تأجيل العمل على هذا المشروع لغاية جيل بلايستيشن 4 لكنا حصلنا على لعبة مختلفة تماماً عما حصلنا عليه.

علي الساهي

كاتب مهتم بعالم الألعاب والترفيه الواسع، أحب نشر شغف الألعاب مع الآخرين من خلال المقالات والنقاشات والمراجعات. لا أقتصر على ماهو جديد فقط بل أحب التعمق في الماضي وتجربة ما فات. الاستمتاع بما أقدمه هو غايتي.
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى