مراجعات

مراجعات من الأرشيف : مراجعة Little Nightmares

تم نشر هذه المراجعة بتاريخ 25 أبريل 2017

Little Nightmares هي لعبة منصات وألغاز تدور أحداثها بوسط أجواء غامضة ومخيفة من تطوير فريق Tarsier Studios ونشر شركة بانداي نامكو على أجهزة بلايستيشن 4، تصدر اللعبة رسمياً بتاريخ 28 أبريل 2017. من النظرة الأولى تبدو اللعبة كلعبتي Limbo و Inside من تطوير فريق Playdead، ولاشك بأن اللعبة تستلهم من هذه الألعاب بشكل كبير.

تدور بداية اللعبة في أجواء غامضة حيث تجد شخصيتك والتي تلبس معطف أصفر واقي من المطر نائماً بمكان مظلم يجعلك تتسائل عن مكان وجودك وسبب تواجدك هناك. ستبدأ بالتحكم بشخصيتك دون أي مساعدة من اللعبة وستتعرف على الأزرار وعملها عن طريق التجربة وستتعرف سريعاً على الأدوات التي يمكنك التفاعل معها ومايمكنك تسلقه ومايمكنك جره في بيئة اللعبة.

اللعبة كما ذكرت هي لعبة منصات وألغاز ومعظم الوقت تتحرك من جهة اليسار من الشاشة إلى جهة اليمين وبكاميرا جانبية، ولكن البيئة ثلاثية أبعاد ويمكنك التنقل بأي مكان ضمن نطاق المرحلة كالدخول إلى عمق الشاشة. الألغاز في بداية اللعبة بسيطة وتعرفك على أسلوب التحكم بالشخصية والأدوات التي تمتلكها بالإضافة إلى حل الألغاز البسيطة كالإنتقال والإنحناء من غرفة واسعة إلى أنبوب ضيق، وكذلك تسلق الأشياء والإنتقال إلى أماكن أعلى. الفصل الأول من اللعبة يعتبر فصل تمهيدي لمعظم الأشياء الأساسية ولكنها مصممة بطريقة تدمجك للتعرف على بيئة اللعبة والقصة.

في الفصل الثاني ستبدأ اللعبة بإضافة الأعداء في المراحل، هؤلاء الأعداء يستخدمون حاسة السمع لديهم للتعرف على مكانك والإمساك بك، ولذى ستتعلم من خلال ذلك على طرق لتفادي هؤلاء الأعداء من خلال استخدام المرحلة كالإختباء تحت الطاولات أو استخدام أدوات موجودة في المرحلة لشد انتباههم تساعدك على تفادي الأعداء والانتقال إلى المكان الآخر.

بشكل عام فأن ألغاز اللعبة تعتمد على الإنتقال في المرحلة وإيجاد الحل من خلال التسلق، الإختباء، والتفاعل مع الأدوات الموجودة في المرحلة. هناك بعض الألغاز وخصوصاً آخر لغز في اللعبة كان صعب الفهم بالنسبة لي وأعدت المحاولة عديداً قبل أن أعرف المطلوب، ولكن معظمها سهلة المعرفة.

كما ذكرت فاللعبة غامضة وتحمل معها أجواء مرعبة، فالتصميم الداكن للمراحل والذي يستوجب منك استخدام الولاعة في بعض الأحيان يجعلك تشعر بالخوف والوحدة، بالإضافة إلى الأقفاص الموجودة والجثث المعلقة التي تزيد من ذلك الشعور. في أول مرحلة دخلت إلى غرفة وجدت فيها حبل مشنقة معلق من السقف وبمجرد رؤيته تعرف بأن هناك أمر غير طبيعي يحدث في هذا المكان، وبعد عدة غرف وجدت كرسي وفجأة لاحظت أقدام شخص معلقة من السقف. من خلال هذه المناظر تقوم اللعبة بتقديم قصة بيئية تدمجك للتعرف على عالم اللعبة دون إلهائك بالنصوص والقراءة أو حتى الحديث فكل شئ موجود في عالم اللعبة وعليك التركيز لمعرفة مايجري، فمعظم السرد القصصي في اللعبة يأتي من استكشافك للبيئة. هناك 5 مراحل في اللعبة، وكل مرحلة توسع على القصة وتعطيك معلومات حول المكان الذي أنت فيه. آخر 3 مراحل تعد الأفضل بالنسبة لي من ناحية الجو المرعب الذي أشعرني بالتوتر والذي استمر حتى نهاية اللعبة.

قصة اللعبة غريبة جداً، أجواء مخيفة تشعرك بالتوتر أحياناً، وأجواء أخرى مقززة أحياناً أخرى. بعد إنهائك للعبة مرة واحدة يمكنك الرجوع ولعب المراحل مرة أخرى لتعيش تسلسل القصة مرة أخرى. هذه النوعية من الألعاب ستجعلك تتسائل مع غيرك من اللاعبين عن القصة، فكما ذكرت بأن ليس هناك سرد قصصي كتابي أو حتى شفوي ويكون كل شئ مسرود عن طريقة البيئة وتجربتك الشخصية، ولكل لاعب تأويله الخاص لقصة اللعبة ومافهمه منها. كالعادة أحب أن أترك المجال مفتوحاً للجميع لإكتشاف قصص الألعاب دون حرقها في المراجعة.

أسلوب الرسم في اللعبة مميز، وتصميم المراحل الداكنة لإعطاء جو اللعبة يصل لك ذلك الشعور بالخوف والوحدة بالفعل. يعجبني دائماً عندما يقوم أستوديو التطوير بتقديم أسلوب رسم مختلف وجعل الأسلوب مناسب لقصة اللعبة فكل ذلك يعطي ترابط ممتاز للعبة. بالرغم من ظلمة المراحل إلا إن إضاءة اللعبة ممتازة جداً وتقوم بإلقاء الضوء على ماهو مهم للرؤية وتجعل بعض الأشياء الموجودة داكنة لتتسائل عنها حتى تقترب وتكتشف ذلك بنفسك.

لعبة Little Nightmares ليست خالية من الأخطاء بنظري. اللعب ممتع والتعرف على حل الألغاز وكيفية استخدام المراحل للتنقل شئ ممتاز ولكن هناك عيب واحد يبطئ من اللعبة قليلاً. عند فشلك في اتقان الحل “حتى إن كنت مدركاً للمطلوب منك تماماً ” قد ترتكب خطئ صغير يؤدي إلى موتك وهذا الشئ طبيعي في كل الألعاب فالاستمرار والمحاولة مرة أخرى جزء من التعلم، ولكن أوقات التحميل طويلة بعض الشئ وتخرجك من جو اللعب وتوقفك عن المحاولة للحظات قبل إعادتك للمرحلة للمحاولة مرة أخرى. من الضروري جداً بهذه النوعية من الألعاب تواجد السرعة في استرجاعك للمرحلة لإعادة التجربة بشكل فوري وخصوصاً إذا أعدت المحاولة بنفس المكان لأكثر من 5 مرات مثلاً قد يؤدي ذلك إلى الملل. سأقارن ذلك بلعبة Bound والذي سبق ان قمت بكتابة مراجعة لها على المنتدىBound والذي سبق ان قمت بكتابة مراجعة لها على المنتدى. في لعبة Bound عند الفشل للمرة الأولى فأن شخصيتك تعود للمرحلة وتقوم بأداء رقصة باليه بطيئة نوعاً ما، وعند فشلك للمرة الثانية تكون رقصة الباليه أسرع، وعند تكرارك للفشل بنفس المكان تقوم اللعبة بإرجاعك بشكل فوري لإعادة المحاولة دون الحاجة لرقصة الباليه التي تقوم بها شخصيتك في تلك اللعبة. هناك أسلوب حركة أو Animation للشخصية بالإضافة لوقت التحميل عند إرجاعك للمرحلة في لعبة Little Nightmares ولكنها تتواصل بكونها بطيئة بالرغم من عدد مرات فشلك بنفس المكان. قد يكون الأمر صغيراً جداً للبعض ولكن عند لعبك وإعادتك للمحاولة لأكثر من مرة بنفس المكان ستحس بعدم الصبر وتريد العودة والمحاولة بسرعة للإنتقال للمرحلة التالية ويجب على اللعبة توفير ذلك لدمج اللاعب لمواصلة اللعب.

بالنهاية، لعبة Little Nightmares تجربة جميلة مقدمة بأسلوب لعبة منصات وألغاز، كل القصة مقدمة من خلال بيئة اللعبة والمراحل وتعتمد على تجربتك الشخصية لفهم القصة. تفشل اللعبة في إعطائك الفرصة لإعادة المحاولة بعد فشلك بشكل سريع فوقت التحميل بالإضافة إلى Animation الشخصية يبطئ من ذلك مما يؤدي إلى إزالتك للحظة من جو اللعبة وخصوصاً عند فشلك لأكثر من مرة بنفس المكان. الألغاز الموجودة ليست صعبة ولكنك ستشعر بالإنجاز حين معرفتك للمطلوب وادائه. إن كنت من محبي Limbo و Inside وهذه النوعية من التجارب فأن Little Nightmares تصنف كإحدى الألعاب المميزة من هذه النوعية.

إيجابيات:

  • بيئة مخيفة تشعرك بالتوتر والوحدة
  • قصة غير مروية تعتمد على تجربتك
  • أسلوب ألغاز مشوق بالرغم من البساطة
  • أسلوب رسم ممتاز ومميز

سلبيات:

  • أوقات التحميل تخرجك من جو اللعبة
  • سعر اللعبة مقارنة بالتجربة

علي الساهي

كاتب مهتم بعالم الألعاب والترفيه الواسع، أحب نشر شغف الألعاب مع الآخرين من خلال المقالات والنقاشات والمراجعات. لا أقتصر على ماهو جديد فقط بل أحب التعمق في الماضي وتجربة ما فات. الاستمتاع بما أقدمه هو غايتي.
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى