تقييم: لعبة Pumpkin Jack

يمكن القول بأننا في فترة مليئة بألعاب الايندي مع ركود الإصدارات الكبيرة خلال بداية هذا العام، وقد جاء موعدنا للعب Pumpkin Jack بعد صدورها مؤخراً على أجهزة بلايستيشن بعد إن كانت متوفرة للحاسب الشخصي و نينتيندو سويتش منذ أكتوبر الماضي. لعبة المنصات الثلاثية الأبعاد هذه لا تستحي بأن تسمي نفسها المزيج بين MediEvil و Jack & Daxter؛ فهي من تطوير شخص واحد فقط يعشق الألعاب الذي يحاول تقليدها مع محاولة تقديم فكرة جديدة بنفس الوقت. الجدير بالذكر بأن اللعبة تدعم الترجمة العربية للحوارات والقوائم. لذا لنطلع من خلال هذه المراجعة على ما ان كانت اللعبة تقدم ما هو كافي لجعلها لعبة تستحق وقتك.

الرسومات:

تحاول Pumpkin Jack جاهداً لتكون على الشكل الذي هي عليه؛ فلا تبدو اللعبة سيئة رسومياً ولكنها بنفس الوقت تعطي الانطباع بأن الرسوم والأشكال المستخدمة فاقدة للتفاصيل مما يجعل الأمر واضحاً بأن التصميم يأتي من شخص يفتقر للخبرة. يجب الأخذ بعين الأعتبار بأن اللعبة تم تصميمها من شخص واحد فقط وهو من قام بتصميم اللعبة رسومياً، تصميم الشخصيات والأعداء، وتصميم المراحل، وكذلك تطوير وبرمجة اللعبة وكتابة النصوص لذا فأن الأمر متوقع بأن تكون الرسومات أشبه بالتصاميم الافتراضية التي يوفرها محرك صناعة الألعاب. باختصار، فأن شكل اللعبة لن يُبهِر.

لا أمانع التصاميم لوحدها، ولكنها تؤثر على المراحل بشكل كبير. توجد في اللعبة 6 مراحل تزورها أثناء رحلتك ولكن بسبب مشكلتي مع الرسومات فأن كل مرحلة تتشابه مع الأخرى بشكل كبير ولا يوجد ذلك الاحساس بالتنقل في رحلة بين أماكن مختلفة؛ بل تبدو وكأنها كلها في مكان واحد مع اختلاف بسيط في البيئة وبعض الألوان. فلا اختلاف كبير بين منطقة الحقول الزراعية ببداية اللعبة وبين منطقة المقابر لاحقاً، فالألوان القاتمة تخفي التفاصيل وتجعل الأماكن متشابهة جداً. وبالنسبة للعبة منصات ثلاثية أبعاد فأن تنوع المراحل شكلياً أمر مهم جداً لإضافة التنويع والاختلاف.

الفكرة من أسلوب الرسومات واضحة، فالهدف هو العيش بأجواء الرعب خصوصاً مع تركيز اللعبة على الوحوش وكون البطل الرئيسي يقطينة شريرة مقتبسة من اجواء احتفاليات الهالويين والألوان الداكنة مع البرتقالي والأخضر والبنفسجي هي كلها ألوان تستخدم في هذه الاحتفالات. أتفق مع الرسومات كفكرة ولكن كتطبيق فأنها تجعل اللعبة تبدو عادية وغير مُلهَمة.

أساليب اللعب:

كونها لعبة منصات ثلاثية أبعاد فمن المتوقع بأن يكون القفز والتنقل داخل المرحلة الجزء الكبير من وقت اللعب، بالإضافة إلى قتال الأعداء. لا تخبأ اللعبة أي ميكانيكيات لعب كمكافأة للتقدم ماعدا الأسلحة، فأن القفز المزدوج متوفر منذ بداية اللعبة وستكون حركاتك للتنقل كما هي ببداية اللعبة او عند انهائك لها بعد 5 ساعات لعب. لا أعتبر هذا الأمر سلبية فاللعبة تعاملك كشخص قد لعب ألعاب المنصات الثلاثية الأبعاد في السابق ولا حاجة لتعلمك ذلك مرة أخرى، ولكن ذلك يعني أيضاً بأنه ليس هناك ازدياد في صعوبة التحديات المتعلقة بذلك لاحقاً.

لحسن الحظ فأن اللعبة تقدم التنوع فيما تفعله خلال المراحل ولكن بشكل مكرر. هناك 5 أساليب لعب تختلف أوقات تقديمها خلال المراحل، ولكنها تتبع نفس الأسلوب. هناك جزء القفز والتنقل بالطبع، ثم هناك جزء قتال مجموعات الأعداء، وبعدها جزء الحركة السريعة حيث تركب حصاناً أو عربة أو وحش الكرغل وتتحرك يميناً أو شمالاً لتفادي العقبات بسرعة، ثم هناك جزء الألغاز البسيطة التي تتحكم فيها برأس جاك فقط وتتخلى عن جسده، وأخيراً يأتي جزء قتال الزعيم الذي عليك تفادي ضرباته وسحقه بعد 3 ضربات.

الأسلحة المختلفة الموجودة توفر ضربات متنوعة ولكنها ليست مقدمة بشكل يجعلك تنوع استخدامك لها مع الأسف. فهناك اختلاف واضح بين ضربات المجرفة وبين البندقية التي تحصل عليها لاحقاً، ولكن عند اعجابك بسلاح معين لا يوجد أي تشجيع للتغيير لأي سلاح آخر.

هذه ببساطة كل ماتقدمه اللعبة من أساليب اللعب وقد يبدوا الأمر مكرراً ومملاً، ولكن لسبب ما لم أشعر بالملل؛ فاختلاف توقيت هذه الأساليب وأماكن تواجدها لم يشعرني بأنها مكررة كثيراً فقد يوجد أسلوب في مرحلة ما بينما لا يوجد في المرحلة التي تليها. التصميم من ناحية رتم اللعبة ممتاز لاستخدام الأساليب المحدودة هذه  وتقديمها بشكل غير ممل. بالرغم من ذلك، فمن الواضح بأن ليس هناك شيء جديد تقدمه Pumpkin Jack بل هي ما هي عليه وتذكربني بـ MediEvil وكذلك Jersey Devil على بلايستيشن 1، ومن هنا يأتي وصفي للعبة بأنها لعبة تأتي ميكانيكياتها من جيل بلايستيشن 1 وهي بالذات ما تهدف لإيصاله لذا فالأمر يعتمد عليك إن كنت تريد لعب ذلك أم لا.

خسرت حياتي في اللعبة 22 مرة؛ الجزء الأكبر منها بسبب القفز والسقوط في الأماكن الضيفة والموت عند لمس الماء وليس بسبب القتال مع الأعداء، بالرغم بأن محاصرة مجموعات الأعداء لك يمكنها قتلك في ثواني بسبب أخذها لمقدار كبير من صحتك وعدم وجود نافذة Invincibility حيث لن تتضرر شخصيتك فيها وهو أمر سيء بعض الشيء. القفز والسقوط لأسباب خارجة عن ارادتي كانت السبب الأكبر لموتي في اللعبة مما بين لي بأن القفز ليس دقيقاً؛ فأغلب الأوقات المنصات التي تقفز منها كبيرة ولا تحتاج للدقة، ولكن للأماكن القليلة التي تحتاج فيها للدقة في القفز فقد تعاندك اللعبة وتسبب موتك لأتفه الأسباب.

الترجمة العربية أقوى نقاط الاستمتاع باللعبة:

كيف للترجمة العربية بأن تكون الشيء المميز الأكبر في Pumpkin Jack؟ ببساطة لعدم رسميتها واستخدامها للألفاظ العامية الذي يتناسب تماماً مع قصة وحوارات اللعبة، فقصة اللعبة لا تأخذ نفسها بجدية تامة فهي مقدمة على أنها هجاء وسخرية لشخصيات الهالويين والسحر وغيرها، فالحوارات الأصلية مع ترجمة عربية عامية تقوي من ذلك الاحساس. عبارات كـ”نار يا حبيبي نار” و “كانت هذه آخر رحلة بالمجان يا حرامي يا بخيل” و “أقتل ماتريد! كلهم وحوش بريالين على أية حال” هي عبارات لا تتوقعها بأن تكون من ضمن حوارات لعبة مترجمة.

الترجمة العربية المتوفرة في نسخة بلايستيشن من اللعبة تأتي من نسخة ستيم، والذي تأتي من ترجمة فريق “الحلم المتجدد للتعريب” مما يبرر العبارات العامية المتوفرة والترجمة الهزلية لحوارات اللعبة. قراء هذه الحوارات جعل اللعبة متعة أكبر بكل تأكيد متغاضياً عن سلبيات التصميم التي ذكرتها سابقاً.

الخلاصة:

لعبة Pumpkin Jack تريد بأن تكون لعبة منصات ثلاثية أبعاد من الأجيال السابقة وهي تنجح بذلك كونها بالكامل من تصميم شخص واحد. بالرغم من فكرة أسلوب الرسم التي تتوافق مع قصة الهالويين التي تقدمها إلا أن الرسومات تعطي الاحساس بالتكرار وعدم الالهام في التصميم مما يجعل المراحل تفتقر التنوع بالشكل. تتنوع أساليب اللعب بالرغم من تكرارها بسبب رتم توزيع الأساليب أثناء اللعب، ولكن لا تتوقع أشياء جديدة فهي لعبة مصممة لتحاكي ألعاب جيل قديم. بالرغم من كل ذلك إلا أن اللعبة ثابتة تقنياً وغير مملة أثناء اللعب وسبب كبير للاستمتاع بها هو ترجمة اللعبة العربية الهزلية التي تضيف مستوى الاستمتاع باللعب.