مراجعات

تقييم: لعبة Marvel’s Guardians of the Galaxy

يتوسع عالم ألعاب مارفل بشكل غير متصل حتى الآن مع إطلاق Marvel’s Guardians of the Galaxy، ثاني لعبة من نشر Square Enix بعد استلامها لفريق Avengers سابقاً. لكن بخطوة أفضل بالنسبة لي، فأن فريق حماة المجرة حصل على لعبة أكشن ومغامرة مع تركيز على جانب القصة، بدلاً من Avengers التي ركزت على إعادة إتمام المهمات واللعب عبر الشبكة من أجل الحصول على العتاد والأزياء والدروع وغيرها. فكيف هو أداء ومتعة التجربة في لعبة Guardians of the Galaxy؟

لعبة Marvel’s Guardians of the Galaxy صدرت بتاريخ 26 أكتوبر 2021 من تطوير Eidos ونشر Square Enix على بلايستيشن 4، بلايستيشن 5، إكس بوكس ون، إكس بوكس سيريز، الحاسب الشخصي، وجهاز نينتيندو سويتش عبر الخدمة السحابية. وهذا تقييم موقع إتحاد اللاعبين العرب مكتوب بعد مراجعة نسخة اللعبة على PlayStation 5

 

 

أنت بدور Peter Quill (Star-Lord) طوال وقت اللعبة. القائد المُعين بنفسه لفرقة Guardians of the Galaxy، وتكون بداية اللعبة وأنتم بالفعل جزء من فرقة حماة المجرة لفترة من الزمن؛ فاللعبة لا تأخذنا بقصة نشأة الفريق منذ البداية. ولكن بنفس الوقت فأن الفريق ما زال ناشئاً والعلاقات بين أفراده مازالت متوترة كبين Drax the Destroyer وGamora. ويكون هذا الإطار الزمني مناسباً لما تقدمه اللعبة من تعريف للشخصيات مع تقديم لمحة بسيطة على ماضي أحداث المجرة مع الحرب الكونية التي هزت المجرات خلال السنوات الماضية، وكذلك لخوض هذه المغامرة الجديدة لإنقاذ الكون من هلاك محتوم. تتعرف من خلال هذه الحوارات على أحداث لمغامرات سابقة دون أن تُرجِعُك اللعبة بمقاطع سينمائية لتشاهد ذلك بنفسك بطريقة تجعلك مهتماً بتعرف ماضي كل من الشخصيات الرئيسية.

 

العلاقات بين الشخصيات، وقصة اللعبة بشكل عام أجمل ما تقدمه اللعبة ويتناسب كثيراً مع طبيعة Guardians of the Galaxy التي شاهدناها من أفلام مارفل الحديثة. فتمتاز الحوارات بالطابع الكوميدي، كاستفزاز Peter لـ Rocket، أو عصبية Rocket اتجاه الآخرين، وحتى Drax الذي يأخذ الكلام بشكل حرفي. لكنها بنفس الوقت لا تخلو من العواطف، حيث نتعرف على الماضي المأساوي لكل الشخصيات المرافقة خلال أحداث اللعبة. ونتعرف على شخصيات جديدة تسبقنا معهم علاقات ماضية بأحداث ما قبل اللعبة. تتوفر ترجمة عربية في اللعبة فإن كانت اللغة الانجليزية عائقاً للاستمتاع بالقصة الممتازة بالنسبة لك، فأن الترجمة تساعد على ذلك.

هذا من جانب القصة، ولكن تدمج اللعبة هذه العلاقات مع الشخصيات على طريقة أسلوب لعب للحديث الجانبي مع الآخرين. وتكون هذه الحوارات باختيار متعدد في بعض الأحيان وتؤدي إلى نتائج مختلفة لاحقاً أثناء اللعب. هي ليست بعمق ما تقدمه لعبة كـ Mass Effect مثلاً، ولكنها نسخة مصغرة تؤدي ما عليها في نطاق لعبة Guardians of the Galaxy. فهي تعطي نفس الشعور لك كلاعب على اختيارك لحوار أدى إلى تقوية ثقة إحدى الشخصيات بك، لتشاهده لاحقاً يستذكر ما فعلته به ويساعدك في جانب أو آخر. تبقى هذه التفاعلات ممتعة بالرغم من بساطتها، فهذه اللعبة ليست تقمص أدوار ولا تُقدم نفس العمق، ولكني وجدت هذه الخواص ممتازة في نطاق لعبة أكشن.

كوننا في رحلة حول المجرات، فطبعاً هناك الكثير من الانتقال بين المناطق بمسار تحدده أحداث القصة وليس بشكل مفتوح. فهناك عدد من الكواكب التي نزورها ونرى شعوبها أو وحوشها. لكني أعتقد بأنه كان من الممكن تقديم المزيد من هذا الجانب. خلال الرحلة الكونية نزور العديد من الأماكن، ولكن الجزء الأكبر منها على متن سفينة كبيرة أو منطقة بطابع صناعي Industrial. ما يعنيه هذا؛ بأن الجزء الأكبر من اللعبة نشاهد نفس البيئة المعدنية التي تحيط بنا لأننا على متن سفينة فضائية ما، بدلاً من أن نستكشف الكوكب نفسه ونرى الطابع العضوي Organic من أعشاب أو بيئة مختلفة بالكامل.

هذا الأمر محبط بعض الشيء، خصوصاً بأن لدينا مجرات بأكملها لنزورها. ولكن بسبب أحداث القصة العامة هناك سبب لزيارة نفس الأماكن لأكثر من مرة. تؤدي بنا الأحداث بالطبع لزيارة كواكب معينة لقتال الوحوش، وتكون البيئة في هذه الكواكب جانب منعش بعد النظر مطولاً إلى نفس المعادن المحيطة بنا خلال المهمات السابقة. كنت أتوقع المزيد من الكواكب ببيئات مختلفة شخصياً.

 

نظام القتال:

بالنسبة إلى أسلوب اللعب، فينقسم إلى قسمين. الألغاز البسيطة للتنقل: كاستخدام الطلقة الكهربائية لصعق محول الكهرباء لفتح الطريق. أو استخدام خواص الفريق الأخرى كـ Gamora للتسلق للمناطق العالية، أو Drax لحمل المنصات الثقيلة ووضعها بمكان آخر، أو Groot لصناعة طريق خشبي لتجاوز الحُفر الكبيرة. هذه الجوانب ممتعة بالرغم من بساطتها، فبمجرد تأديتك للأمر لمرة فأنك ستقوم بأداء نفس الشيء طوال اللعبة للتقدم على نفس العقبة، وتكون الصعوبة بمجرد دمج استخدام شخصيتين لتخطي العقبة بدلاً من شخصية واحدة. كما أن الاستكشاف في المناطق واستخدام هذه الخواص يؤدي إلى كنوز مخبأة، كأزياء جمالية إضافية، أو القُطع المستخدمة لتطوير شخصيتك.

بينما أسلوب اللعب الطاغي على اللعبة بالطبع هو القتال السريع. تتحكم دائماً بـ Peter Quill الذي يعتمد أسلوب قتاله على استخدام المسدسات عن بعد، مع إمكانية تأدية الضربات اليدوية بالاقتراب إلى الخصم، واستخدام طاقات الكهرباء، الجليد، الرياح، النار مع مرور الوقت. وأثناء ذلك فأن باقي أعضاء الفريق Gamora, Drax, Rocket, Groot يقومون بتأدية ضرباتهم العادية للأعداء. الضربات العادية تُلحِق مقدار ضرر قليل على الأعداء، لذا فهناك ضربات خاصة بكل شخصية مع خصائص معينة. هناك 3 ضربات خاصة لكل شخصية بالإضافة إلى طاقة مُكتسبة أخيرة تأتي من خلال أحداث القصة. يتم الحصول عليها من خلال استخدام نقاط الخبرة المكتسبة أثناء القتال.

تفعيل الضربات الخاصة يتم أثناء القتال، فبينما تقوم بتصويب مسدسك للقضاء على الأعداء تستطيع تفعيل طاقة Groot لحبس عدو داخل سجن خشبي لتوقفه عن الحركة. بينما تستخدم طاقة Rocket لرمي قنبلة تُفجِر العدو أثناء إعاقته من قبل Groot. تتطور هذه الضربات الخاصة باستخدامك لنقاط الخبرة، لتحصل على قنبلة جاذبية تجمع مجوعة من الأعداء بمكان واحد، وتحصل Gamora على ضربات سيف متتالية تصيب مجموعة من الأعداء بنفس الوقت. تكون الاستراتيجية في القتال على حسب نوع الأعداء وترتيب استخدامك للضربات الخاصة بفريقك للقضاء عليهم بأسرع وقت.

استخدام طاقات فريقك أثناء القتال هو الجزء الأفضل من نظام القتال، بينما للأسف فأن التحكم بـ Peter Quill واستخدام المسدسات ليس مصقولاً بدرجة كافية لتجعله نظاماً ممتعاً. فمع بداية اللعبة ستشعر بأن نظام القتال باستخدام شخصيتك الرئيسية ليس متقناً، ومحدودية الضربات الخاصة بفريقك عند البداية تعطي الانطباع بأن نظام القتال بالكامل ليست ممتعاً. للأسف فأن القتال باستخدام مسدسات Peter لا يتحسن ابداً مع وقت اللعبة، بل تتعود عليه بشكل لا إرادي. تأتي المتعة في القتال باستخدام الطاقات الخاصة بالفريق كما ذكرت سابقاً ولكن عليك الانتظار لحين تتمكن من فتح طاقات جديدة بعد اكتساب نقاط الخبرة.

من جانب شخصيتك الرئيسية فأني أعتقد بأن نظام القتال يحتاج لصقل أكبر واتقان أكثر لجعل ضربات المسدس يتناسب مع أسلوب الأكشن السريع. لحسن الحظ بأن نظام القتال يعتمد على الفريق ككُل، والتحكم بالضربات الخاصة بباقي الشخصيات أفضل من هذه الناحية.

هناك بعض الأشياء الجانبية الأخرى التي تحتاج لصقل. فقد صادفت مشاكل تقنية في الصوت لأكثر من مرة كإختفاء صوت Groot بالكامل عندما يتحدث، ومرة أخرى عندما كان Rocket يتحدث، ولا تظهر الترجمة للصوت المفقود كذلك. أما بخصوص الترجمة فأنها أختفت لبعض حوارات بالقرب من نهاية اللعبة بالرغم من وجود حوارات. كما صادفت مشكلة لمرة واحدة فقط عند استخدام الطاقة الخارقة بـ L1+R1 لجمع الفريق بمكان واحد، فقد توقفت اللعبة عن إعطائي أي خيارات ولم ترجع إلا بعد العودة إلى Last Checkpoint. للعلم بأني قمت باللعب على طور Ray-Tracing الجديد مع 30 إطار ودقة صورة أعلى.

الخلاصة:

تدمج Marvel’s Guardians of the Galaxy العديد من الأساليب، وإن كان كل أسلوب ليس متقناً 100% إلا أن جمعها ببعضها يجعل التجربة أفضل ككُل. فهي لعبة قصصية خطية تتخللها علاقات بين الشخصيات بحوارات جانبية، بينما الأسلوب الرئيسي هو قتال الأكشن مع جانب من الاستراتيجية بالتحكم بضربات باقي أعضاء فريقك، كل ذلك أثناء زيارة أماكن مختلفة من المجرة في قصة بطولية ممتعة. لكن ينقص اللعبة القليل من كل جانب توقفها عن تكون أفضل تجربة ممكنة. فبدايةً مع جانب المغامرة بقِلة تنوع المناطق والتركيز على السُفُن الفضائية المعدنية كبيئة افتراضية بأغلب وقت اللعبة، بدلاً من التركيز على استكشاف عوالم جديدة في هذه الرحلة الكونية. وكذلك مع جانب الأكشن بنظام القتال بشخصيتك الرئيسية الذي يحتاج لمزيد من الصقل. لحسن الحظ بأن تطور نظام قتال الفريق ككُل يعطي تجربة أفضل مع مرور الوقت. على مقياس ألعاب مارفل الجديدة فأنها أفضل بكثير من Avengers وتكاد تقترب للوصول من Spider-Man و Miles Morales لولا بعض الإعاقات.

 

إيجابيات

  • قصة ممتعة تدمج الطابع الكوميدي للشخصيات مع قصة أبطال تناسب حماة المجرة
  • الحوارات بين الشخصيات مُتقن لطبيعة ما شاهدناه من نفس الشخصيات في أفلام مارفل
  • البيئات الكوكبية والألوان الكونية مميزة جداً
  • نظام قتال الفريق ككُل بعد ترقية الشخصيات يقدم استراتيجية ممتعة
  • ترجمة عربية لفهم الحوارات والقصة بشكل أفضل

 

سلبيات

  • نقص في تنوع البيئات في المراحل والتركيز على داخل السُفُن بدلاً من استكشاف الكواكب
  • نظام القتال باستخدام الشخصية الرئيسية بالمسدسات ليس متقناً بالكامل
  • بعض المشاكل التقنية بالصوت كإختفاء صوت Groot و اختفاء الترجمة

علي الساهي

كاتب مهتم بعالم الألعاب والترفيه الواسع، أحب نشر شغف الألعاب مع الآخرين من خلال المقالات والنقاشات والمراجعات. لا أقتصر على ماهو جديد فقط بل أحب التعمق في الماضي وتجربة ما فات. الاستمتاع بما أقدمه هو غايتي.
زر الذهاب إلى الأعلى