بودكاست وفيديوهاتمقالات

خفايف ألعاب: بلودبورن الثانية – Thymesia

صار الشي مو غريب بأننا نشوف ألعاب تستلهم وأحياناً لدرجة النسخ من أسلوب ألعاب السولز. فمع نجاح أي أسلوب لعب أكيد راح يعطي الهام لمجموعة من المطورين الجدد انهم يدمجون بعض خصائص اللعبة الناجحة إلى لعبتهم. أو بنفس الوقت يعطي فرصة لشركات النشر بأنها تقلد أسلوب الألعاب الناجحة وتطلع بنسخة تقليد رخيصة لهدف استخدام هذا الأسلوب لا غير. اللعبة الي بتكلم عنها اليوم تميل أكثر لجانب الاستلهام ولكن يمكن تطلع للبعض على أنها تقليد رخيص من Bloodborne.

تكلمت قبل في مقال مُفصل عن سبب كون Bloodborne لعبة الجيل بالنسبة لي؛ وأهم الأسباب بالإضافة للقتال، هو بيئة اللعب والأماكن الي تاخذنا اللعبة لها، وأخيراً جانب القصة المميز. لعبة Thymesia تستلهم بشكل كبير من أسلوب اللعب في بلودبورن بالتحديد، فمثل نظام استرجاع الصحة الي يخلي القتال أسرع في بلودبورن موجود في هذه اللعبة بشكل. لعبت Thymesia على بلايستيشن 5 وقريباً بنهي اللعبة وحبيت اشارككم بانطباعاتي على الأشياء الحلوة الي تسويها اللعبة، وبعض المشاكل الي كنت أتمنى انها ما كانت موجودة.

بالنسبة لي أول ما شغلت اللعبة في القائمة الرئيسية وحتى قبل ما ابدأ اللعبة، سمعت الألحان الموجودة الي تحسها مقتبسة تماماً من بلودبورن. نفس أسلوب الموسيقى لدرجة أحياناً تحس أنها مطابقة تماماً مع أنها مختلفة. في منطقة في اللعبة أسمها Philosopher’s Hill الي اهي مطابقة لفكرة Hunters Dream، وإذا تسمعون الموسيقى بتظنون انها نفسها تماماً. بالنسبة لي كان هالشي حلو، فالموسيقى في بلودبورن تعطي طابع سوداوي وحزين للأماكن الي تزورها وتناسب القصة. ومن رآيي انهم اتقنوا طريقة الموسيقى في Thymesia عشان تعطي نفس الشعور، وأي عاشق لموسيقى بلودبورن راح يحب الموسيقى في هذه اللعبة.

والتشابه ما يوقف عند هالشي بس. فأنت كشخصية في هذا العالم ما تتذكر شي، وهدفك من القصة انك تسترجع ذكرياتك للأحداث الي صارت. على عكس بلودبورن، في هذه اللعبة تختار المرحلة الي تبغي تزورها ولها بداية ونهاية، فالعالم مو مُتصل بطريقة ألعاب السولز وأقرب له لـ Demon’s Souls أو Nioh. من قصة اللعبة أنت شخص ماعنده ذكريات، فكل مرحلة تلعبها هي عبارة عن سرد للي تتذكره من أحداث. وببساطة بدون ما أتعمق، في فئتين من الباحثين، أحدهم علمي والثاني عبارة عن مجموعة مهرجين في السيرك. بعد ما انتشر وباء غريب ظهرت المجموعة العلمية عشان تستخدم الكيمياء عشان تحصل علاج لهذا الوباء، لكن أبحاث الفئتين اندمجت مع بعض وصارت أشياء غير مرغوبة نتيجة لهذه الأبحاث. منها ان أجسام بعض المرضى بدأت تتحول لوحوش… وانت تسمع الوصف بجاوب على سؤالك… أي، لهذه الدرجة هذه اللعبة تستلهم من بلودبورن حتى أن القصة مشابهة بالكامل ويمكن البعض يسميها نسخ.

لحد الحين يمكن ما أقنعتكم أن اللعبة مو مجرد تقليد رخيص من بلودبورن. فشنو يخلي Thymesia تتميز؟ نظام القتال وتطوير الشخصية هو أكثر شيء عجبني وهو الاختلاف الرئيسي الي يعطي لهذه اللعبة تميزها. فعندك نوعين من الضربات، الأول بالسيف تستخدم زر R1 والثاني Claw أو المخلب بزر R2. لما تضرب أي عدو بالسيف فمقدار صحته ينزل وهو باللون الأبيض، لكن في جزء من المقدار الي يفقده ملون باللون الأخضر. هذه أشبه بألعاب القتال، وهي جزء من عداد الصحة الي يقدر العدو يسترجعها إذا ما ضربته خلال وقت معين. فيجي دور ضربة المخلب بزر R2 والي وظيفتها الأساسية أنها تشيل مقدار الصحة الأخضر من العدو. فتصير استراتيجي في طريقة ضربك للعدو بين الهجوم بالسيف في البداية، وبعدها التفادي والصد، واخيراً تستخدم المخلب عشان تشيل المتبقي من صحة العدو عشان تقتله.

لما تبغي تقضي على العدو عندك خيارين، إما تستخدم السيف أو المخلب وتقتله. أو إنك تستمر ضاغط على زر R2 وهو نوع مختلف من الضربات يخليك تسرق سلاح العدو. لما تسرق السلاح فتقدر تستخدمه كضربة إضافية لمرة وحدة بس بزر مثلث. ماتقدر تغير السيف الرئيسي الي عندك، فنظام الأسلحة الجانبية الي تسرقها من الأعداء هو الطريقة الوحيدة إنك تستخدم أسلحة مختلفة في اللعبة. ولما تقتل الأعداء تقدر تحصل منهم كريستالات خاصة بكل سلاح، ولما تطور شخصيتك تقدر تضيف سلاح ثاني تستخدمه بزر مربع باستخدام الكريستالات، ولكن باستخدام محدود بالطاقة الخضراء الي عندك، وهو عداد ثاني تحت عداد الصحة لشخصيتك أقدر اشبه بعداد الـ MP مثلاً.

وأكثر شيء عجبني هو نظام المهارات أو Skill tree. فكرة تطوير الشخصية مثل ألعاب السولز، تجمع شي لما تقتل العدو وتخسره لما تموت. وتستخدمه عشان ترفع مستوى 3 أشياء لشخصيتك. الأول قوة الضربات بالسيف، الثاني للصحة HP، والثالث لضربة المخلب، بس عندك هالأشياء تزيدها. لكن في كل مرة ترتفع مستوى واحد، تحصل نقطة مهارة تستخدمها في Skill Tree. ومن خلال هالمهارات تفتح طرق جديدة للقتال منها إنك تسترجع الصحة بعد ما تقتل كل عدو، أو تغير من طريقة التفادي، أو إنك تزيد من وقت ضربة الصد Deflect. والحلو بأن هذه النقاط مو ثابتة، بمعنى إنك تقدر تختار مهارة معينة وإذا ماحبيتها أو تحس إنك ماتستخدمها، تقدر تشيلها وتخليها في مهارة ثانية. أو حتى تقدر إنك تكون استيراتيجي خلال المرحلة تستخدم مهارة مهمة بالنسبة لك لكن وقت مواجهة الزعيم ما تحتاجها، فتقدر تغيرها قبل ما تدخل عند الزعيم وتحط شيء ثاني.

بعد كل هالكلام، لازم أتكلم عن أكبر عيب في اللعبة، ويمكن يكون العيب لا يُغتفر له بالنسبة للبعض في نظام القتال، والسبب الي يصنع الفارق بين انك تجرب اللعبة أو انك ما تفكر تاخذها نهائياً. في ضعف واضح بأسلوب القتال والصد Deflect. وبتلاحظ إنك لما تضرب العدو أحياناً ما يصير له Stagger أو انه ما يتعب ويوقف ضربته. وبنفس الوقت شخصيتك ماعندها Invincibility Frames أو مناعة من الضربات لفترة معينة. فتشوف أغلب الأحيان لما تتقاتل مع العدو وأنت بالضربة الثالثة، تلاحظ ان العدو يقدر يتحرك بحرية ويستخدم سلاحه لضربك. فما في عند الشخصيتين Animation يدل على انه انضرب ومايقدر يهجم حالياً، لأن مافي فترة واضحة للـ Stagger. فأنت تضرب في العدو والعدو يضرب فيك بنفس الوقت. ولما تكون بوسط هجمة وتبغي تضغط زر L1 عشان تسوي Deflect ما بتقدر لأنه مافي طريقة تلغي فيها ضربتك عشان تضغط L1 وتتفادى بسرعة. كل هذه الأشياء تصير بأجزاء من الثانية، فيصير نظام القتال أشبه بأنك تدرس خطواتك قبل ماتنفذها. فباختصار، القتال نفسه صعب التعود عليه، وحتى أنى تعودت على التوقيت لكن مازلت احياناً انضرب لسبب ان زر الصد ما أشتغل بالشكل الي كنت ابغيه بسبب الـ Input Lag الي الاحظه.

اعتقد أغلب اللاعبين الي يبغون نظام القتال يكون متقن ومضبوط 100% بشوفون ان هالشي ما يغتفر له في لعبة تركيزها الرئيسي على القتال، وأنا اتفق من هذه الناحية. ما بقول أنى ما استمتع باللعبة، لأن لما عدلت شوي من توقعاتي وبدأت ألعب بطريقة ابطأ وتأقلمت مع عيب اللعبة، صار القتال يعطي أوقات حلوة، لكن تظل المشكلة موجودة مافي أي شك في هذا الشيء.

اللعبة فيها أفكار حلوة ثانية مثل المشروب الي يرجع الصحة، تقدر تطور منه أكثر وتقدر تضيف عليه أعشاب تعطيك خصائص معينة. ففي أعشاب مثل الزعتر والنعناع. بعضها يزيد من مقادر الصحة المسترجع، وبعضها يعطيك طاقة هجومية إضافية لفترة محددة وغيرها من هالنوع من الإضافات.

إذا كنت تحب Bloodborne، وما تمانع إنك تلعب بأسلوب قتال مو متقن ولكنه ممتع، فأنصحك تجرب Thymesia. نظام المهارات ونظام الأسلحة الجانبية حلو كفكرة وكتطبيق. والعالم نفسه فيه قصة تخليك تتشوق تعرف عنها أكثر، وان كانت مشابهة بشكل كبير للعبة الي تستلهم منها. وأخيراً ما أقدر ما أمدح الموسيقى لأنها ممتازة وتعطيك الجو المناسب حق بيئة اللعب. كلعبة مستقلة وبسعر مُخفض، لا تتوقع نظام القتال يكون متقن لكن إذا تبي تعود نفسك عليه فهالشي ممكن. للأسف، اللعبة تسوي أشيتء وايد حلوة لكنها مو متقنة في جوانب ثانية، فتخليها صعبة انك ترشحها للعب خصوصاً لشخص ماتعرف اذا بتعجبه أسلوب اللعب أو لا.

علي الساهي

كاتب مهتم بعالم الألعاب والترفيه الواسع، أحب نشر شغف الألعاب مع الآخرين من خلال المقالات والنقاشات والمراجعات. لا أقتصر على ماهو جديد فقط بل أحب التعمق في الماضي وتجربة ما فات. الاستمتاع بما أقدمه هو غايتي.
زر الذهاب إلى الأعلى