بودكاست وفيديوهاتمقالات

خفايف ألعاب: استعراض لعبتين تركز على نمط قيمبلاي واحد – NecroBoy: Path to Evilship & Impaler

للاستماع للحلقة:

في هذه الحلقة بتكلم عن لعبتين مختلفتين يجمعهم قاسَم مشترك، وهو ان كل لعبة تقدم فكرة قيمبلاي وحدة بس وتركز عليها كأسلوب اللعب الأساسي وتبني عليها اللعبة كلها.

اللعبتين من تطوير مستقل والأولى اسمها NecroBoy: Path to Evilship وهي لعبة ألغاز في غرف منفصلة من تطوير Chillin’ Wolf ونشر Gravity Game Arise ونزلت بنهاية أكتوبر 2022. بينما اللعبة الثانية اسمها Impaler وهي لعبة First-Person Shooter في ساحة مغلقة وحيدة من تطوير Apptivus ونشر Retrovibe ونزلت بتاريخ 6 ديسمبر 2022، واللعبتين متوفرين على Steam.

وقبل ما ابدأ كلامي عن أول لعبة، أحب أوضح اني استلمت كود اللعبتين من كل ناشر لغرض تغطية اللعبة، بعد ما طلبتهم منهم لأن في شيء شدني لكل لعبة وكنت ابغي أجربها بنفسي وأكلمكم عنها، فاعتبروا الحلقة كاستعراض للقيمبلاي في اللعبتين.

NecroBoy: Path to Evilship:

فخلونا نبدأ أولاً بـ NecroBoy: Path to Evilship، والي اهي لعبة ألغاز خفيفة تركز على عنصر واحد للقيمبلاي، وهو انك تبدأ بغرفة مغلقة ولازم تحصل طريقة تطلع منها وتفتح البوابات الي تسمح لك تنتقل لأماكن ثانية داخل نفس الغرفة. كل غرفة عبارة عن مرحلة في اللعبة وبدايتها سهلة وتتعقد مع المراحل.

طريقة اللعب هي الي يمكن أقول انها تميز هذه اللعبة شوي، لأنك ما تفتح البوابات مباشرة بالشخصية الي تلعبها وما عندك القدرة على هالشي اساساً. لأنك انت ساحر صغير فعندك قدرة انك ترجع الأرواح وتحولها لأشباح تخدمك في حل الألغاز. فأنت تستخدم هذه الأشباح عشان تعطيها أوامر، مثل انك تستخدمهم عشان يرفعون مقبض وبدوره يفتح لك البوابة أي تنتقل منها لمكان ثاني. في بداية اللعبة تشوف أماكن وجود المقابض مقارنة بالبوابات تكون سهلة ومباشرة. لكن مع تطور الغرف يزيد تعقيد هذه الألغاز بأن عدد البوابات يزيد، والوصول لها يطلب منك انك تفكر أكثر بطريقة التنقل. لأنك توصل لغرف تستخدم فيها نفس المقبض يفتح لك بوابة ولكنه يغلق بوابة ثانية بنفس الوقت، فهني انت لازم تفكر وين يكون تموضعك في الغرفة قبل ما تعطي الأمر للشبح عشان تقدرتتجاوز هذا المكان.

والتعقيد في الغرف يزيد أكثر بعدين بأن الجدران تمنعك انك ترسل شبح للمقبض، ويكون في نوافذ وبوابات صغيرة انت ماتقدر تمر منها، لكن الأشباح الصغيرة تقدر تروح من خلالها عشان توصل للمقبض وتفتح لك البوابات. وبما ان الانتقال داخل الغرفة يصعب أكثر، فأحياناً تضطر تخلي الشبح موجود في مكان معين وماتسحبه وياك. فتصير عندك قدرات جديدة تسمح لك ان تخلي الشبح ميت في مكانه عشان مثلاً لا يلحقك لبوابة تنغلق بعد ما يفتحها، فتبيه يكون بنفس المكان. وبعدها ترجعه للحياة مرة ثانية بعد ما تغلق عليه البوابة وتحبسه في مكانه، عشان تعطيه أمر من نافذة ثانية انه يروح لمكان مختلف ويفتح مقبض ثاني. فيصير حل اللغز يتطلب تفكير في الخطوات من البداية لأنك تحتاج تسوييها بترتيب معين وتخطط الوقت الي تعطي فيه الأمر، ووقت الي تخلي الشبح يموت في مكانه. وهذا الحلو في ألغاز اللعبة ان تصميم الغرف يخليك تفكر وانت تلعب، واحياناً اذا سويت شي غلط بالترتيب الي تسوييه فيه، فلازم تعيد ترتيب أفكارك.

تذكرني بألعاب Sokoban الي هو تصنيف من ألعاب الألغاز. اذا تعرفون لعبة الصناديق القديمة الي تنحط في مرحلة وعندك 3 صناديق لازم تخليها على 3 أزرار عشان تنتقل للمرحلة الي بعدها. فإذا حركت صندوق بالغلط لمكان مختلف عن الحل المطلوب فتغلق على نفسك المجال، او اذا رَصيت صندوق بالجدار فماتقدر ترجع تحركه لمكان ثاني ولازم تعيد المرحلة من البداية. فلعبة NecroBoy تذكرني بهذا النوع من الألعاب لكن بدل الصناديق، فعندك أشباح ومقابض وبوابات، لكن الفكرة تتشابه.

بساطة هذه الالعاب انها تقدم اسلوب لعب واحد بس، لكن حتى تتطور المراحل وتتعقد طرق حلها، فالتركيز يصير على تصميم اللغز والغرف لكل مرحلة، وهني تبدأ تعرف اذا اللعبة توفر ألغاز ممتعة أو لا. ومن الي شفته لحد الي لعبته فالألغاز حلوة لكنها تحتاج تنويع أكثر، فمثلاً حل الغرفة عبارة عن فتح البوابات، لكن عطني ألغاز جانبية لما أحتاج أوصل للروح الي لازم أحولها لشبح، فطريقة وصولك للشبح تكون لغز إضافي داخل المرحلة وتصير تتفاعل ويا العالم أكثر، حتى قبل ما تبدأ بحل اللغز الرئيسي الي هو المقبض والباب.

وبالإضافة للتنويع في التفاعل داخل العالم، فاللعبة تحتاج تنويع في التصميم الرسومي للغرف أو المراحل. لأنها كلها متشابهة بما انك في مقبرة قديمة وتدخل في خندق أو Crypt قديم، فكل عوامل بيئة اللعبة تتكرر ويا كل مرحلة. يعني هي صح تتطور تصميمياً والألغاز تتعقد، لكن بصرياً تبقى نفس العوامل الموجودة، نفس الجدار، نفس البوابة، نفس الشموع والإضاءة. فلو كان في تنوع كمثلاً كل 10 مراحل تكون بمنطقة جديدة من الخندق وتختلف بصرياً، وتقدر تستخدمها كاختلاف قيمبلاي حتى، مثلاً توصل لمنطقة نارية وجزء من الأرض تغطيه حمم بركانية ما تقدر تتخطاها، فلازم تبحث عن طريقة ثانية. فمثل هذا التنوع كان يخليها أكثر اثارة من الناحية البصرية ويمكن حتى يضيف أفكار للألغاز نفسها بطريقة الانتقال داخل الغرف. الرسومات في اللعبة لا بأس فيها، تستخدم أسلوب الـ Cel-Shading فحتى لو كانت العوامل المستخدمة جودتها بسيطة مثل الجدران لكن بسبب الـCel-Shading فطالع شكلها لا بأس فيه.

وهذا تقريباً كل شي في اللعبة. مثل ما قلت اني حبيت طريقة تعقيد الألغاز واستخدام الأشباح، لكن بعد فترة بما ان كلها كانت بنفس ديزاين الغرف تمللت من اني اشوف اللعبة أكثر وماقدرت أواصل لغرف أجدد لأنها تتشابه في الشكل. لكنها لعبة حلوة إنك كل بين فترة تدخل وتكمل كم غرفة وتخلصها وتترك اللعبة. فاذا تبغي لعبة ألغاز خفيفة تختبر طريقة تفكيرك ومركزة على الانتقال وخصوصاً ترتيب الانتقال وفتح البوابات، فهذه الفكرة الأساسية والوحيدة في اللعبة.

Impaler:

اللعبة الثانية هي Imapler لعبة تصويب من منظور الشخص الأول مُصممة على طريقة ألعاب Doom القديمة من ناحية الشكل. فتستخدم الـ Sprites حق الأعداء والأدوات الموجودة داخل الحلبة الي انت فيها. اذا تشوف أي صورة من اللعبة فبتعرف قصدي مباشرة. لكن اختلافها الكبير انها مو لعبة تنتقل فيها من مكان لثاني أو من مرحلة لثانية فمافيها جانب المغامرة، لأن كل اللعبة تكون في كتدرائية وهي غرفة وحلبة مغلقة وحيدة تواجه فيها موجة من الوحوش وراء موجة تليها من الوحوش إلى ماله نهاية. اللعبة تدمج أسلوب ألعاب Rouge-lite في القيمبلاي، لأن كل موجة أعداء تكون عشوائية من نوع الوحوش الي تضيفهم لك في الحلبة، وبين العقبات الموجودة داخل الغرفة. وفيها بعد نفس الأسلوب يتدخل في تطوير قدرات الشخصية والحصول على الأسلحة بشكل عشوائي.

لما تبدأ اللعبة يكون عندك سلاحين، الأول الأساسي والي هو شيء اسمه الـ Impaler, عبارة عن مسدس تصوبه ولما تطلق فيطلع سيخ أو رمح طويل من الأرض ويمزق الأعداء. والسلاح الثاني الي حصلته كان رشاش SMG يطلق بسرعة، والسلاح الثاني تقدر تغيره لما تحصل أسلحة غيره. فتحطك اللعبة داخل الحلبة وفي وسطها دائرة برتقالية لما تروح لها تبدأ أول موجة. القيمبلاي بسيط من ناحية الفكرة، الأسلحة ماتحتاج ذخيرة لأنها تشتغل على نظام Cooldown، فاذا استخدمت أي سلاح بشكل متواصل وسريع يصير له Overheat وماتقدر تستخدمه لفترة محددة. والـImpaler تقدر تستخدمه كطريقة للقفز اذا اطلقت السلاح تحتك مباشرة فراح يخليك تطير، يمكن Reference قديم مو وايد يتذكرونه، لكن يشبه الـ Roket Jumping في Quake. وعندك بعد زر قفز و قفز مزدوج.

 

فلما تبدأ موجة الأعداء هني يشتغل نظام الـ Rouge-lite لأن كل مرة تبدأ فيها اللعبة أو تبدأ موجة الأعداء، فبتكون وحوش مختلفة من مجموعة الوحوش الموجودين في اللعبة وهم 10 أنواع. فيهم تنوع حلو من ناحية العدد ومن ناحية طريقتهم في اللعب أو الضرب. ففي الي يطيرون وماتقدر توصل لهم بسهولة، وفي الي ينفجرون لما يقتربون منك، وفي الي يهجمون من بعيد بقنابل. والحلبة نفسها تتغير بين الموجات، فيصير فيها أفخاخ على الأرض مثلاً منشار يتحرك فلازم تتفاداه، أو أسوار لازم تكسرها عشان تصير الغرفة أكبر وتقدر تتحرك فيها عشان تهرب من الأعداء وتخلي بينك وبينهم مسافة قبل لا تقتلهم. لما تقتل أي وحش فتطيح منه فلوس اتجمعها، أو احياناً Health يزيد مستوى الصحة. وبعد تطلع في الغرفة أواني فخارية ذهبية لما تاخذها لمكان محدد تنكسر وتطيح لك فلوس أكثر. وتنتهي الموجة لما تقتل كل الأعداء الي يطلعون لك خلال الوقت المحدد.

فبتلاحظ ان عندك فلوس جمعتها خلال الموجة، وبعد ما تنتهي يدخل أسلوب Rouge-lite من جديد، وهالمرة عشوائية في تطويرات الشخصية. فتعطيك خيارين تشتري واحد منهم بـ50، وهذه الخيارات عشوائية يمكن تكون ترقية للسلاح الي عندك، أو ترقية لمستوى الصحة، أو انه يعطيك وقت أكثر للـ Slow-motion، أو حتى يزيد الـ Maximum HP الي عند شخصيتك. وهذا الي يخليك اتوصل لموجات أعلى مع الوقت لأن عندك التطويرات مستمرة. ومن بين الخيارات الي تطلع لك بين الموجات ترقية للأسلحة، والطريقة الي تفتح فيها الأسلحة تكون ثابتة، مثلاً لما تقتل 500 عدو بالـ Impaler يفتح لك سلاح جديد أو تجمع إجمالي 500 عملة وتفتح سلاح. ببداية كل لعبة تقدر تختار سلاحك الثاني وماتقدر تبدله بين الموجات.

وهذا كل شيء تسويه في Impaler، عجبني رتم اللعبة، والفكرة نفسها بسيطة وايد، يعني كل الي تسويه انك في غرفة وحدة وتقاتل مجموعات من الأعداء. والترقيات حلوة وتساعدك تصير أقوى وتلاحظ هالشي بعد ماتلعب لفترة. لكن اذا انت لاعب تبغي شيء أكثر وميكانيكيات أكبر فما بتحصلها في هاللعبة. الرسوم هي الي عجبتني وفي البداية كنت أفكرها لعبة مغامرات وتصويب، لكن بعدها عرفت انها لعبة مواجهة أعداء في ساحة وحدة. وعلى الي توصف اللعبة نفسها فهي تقدم بالضبط الي تقول انها بتقدمه. مع اني تمنيت يكون في حلبات مختلفة، نفس تعليقاتي عن اللعبة الأولى، كنت بحب لو بيئة اللعب الي انها فيها تختلف. لكن الصراحة اللعبة سلسة من ناحية التحكم كـ First Person Shooter بهذا الأسلوب، والرسومات أكثر شي عجبني فيها الإضاءة الي في الحلبة، والتفاصيل الصغيرة في الرسومات مثل لما تطلق السلاح تشوف الرصاص يتناثر منه والإضاءة الي تسببها طلقة السلاح. شكلياً فهي لعبة حلوة، والتحكم فمضبوط وسلس، يمكن لهذا السبب تمنيت لو ان اللعبة فيها أكثر من مجرد تصويب في حلبة وحدة، لكن هذا الي قالت اللعبة انها بتوفره فما أقدر ألوم اللعبة على هالشيء.

الخلاصة:

عموماً اللعبتين الي تكلمت عنهم ما بتحصل فيهم إلا شيء واحد بس للقيمبلاي وهو الفكرة الي مبنية عليها اللعبة. يمكن NecroBoy يكون فيها تعقيد أكبر لأن غرف الألغاز نفسها تتطور وتتعقد وتخليك تفكر أكثر، لكن حتى في Impaler نظام العشوائية في الترقيات والأعداء يخليها تجربة تقدر تكررها وتختلف عليك الطريقة لما تلعبها لحد ما تحصل كل الترقيات. سعر NecroBoy 20 دولار و سعر Impaler 3 دولار، واذا بوصي بلعبة منهم، مع ان اللعبتين كلش مختلفين من ناحية اللعب، إلا اني أشوف NecroBoy تستاهل أكثر بسبب كمية وجودة الألغاز الي تقدمها، بينما Impaler فسعرها يغفر لها لأنها تقدم التجربة الي اهي توصفها بالضبط وان كانت قليلة ككمية. وحتى اني أشوف ان الجمهور الي يمكن ينجذب لـ Impaler أقل، بسبب انها تحاكي أسلوب رسم وطريقة لعب لفترة التسعينات من ألعاب First Person Shooter لكن بنظام محدود في حلبة وحدة، ويمكن عدد الناس الي يعرفون هذه الفترة من الألعاب ويحنون لها أقل من الأشخاص الي بيستمتعون بلعبة ألغاز واضحة في فكرتها وطريقة تطبيقها.

ماعرف ليش انا مُصِر اني اقارن هاللعبتين مع بعض، كلش مالهم علاقة ببعض. فخلونا نكتفي بهالقدر في هالحلقة، أتمنى اني استعرضت أفكار اللعبتين لكم بطريقة حلوة وفهمتوا شنو تقدم كل وحدة منهم. وهذه الحلقة موجهة حق الأشخاص الي يحبون يجربون الألعاب الصغيرة والخفيفة كطريقة من التنويع.

اذا عجبتكم الحلقة فقيموا البودكاست على المنصات الي تسمعون عليها، وساعدوني بنشر الحلقات. واذا كانت هذه أول حلقة تسمعها فأخذ لفة على باقي الحلقات الي أتكلم فيها عن تجارب مختلفة منها ألعاب التزلج، ومنها تحليل لتصميم ألعاب الميترويدفانيا، وغيرها من المواضيع والألعاب.

علي الساهي

كاتب مهتم بعالم الألعاب والترفيه الواسع، أحب نشر شغف الألعاب مع الآخرين من خلال المقالات والنقاشات والمراجعات. لا أقتصر على ماهو جديد فقط بل أحب التعمق في الماضي وتجربة ما فات. الاستمتاع بما أقدمه هو غايتي.
زر الذهاب إلى الأعلى